كانت القرية تنتصب على تل مشرف على سهل قاقون وتطل مدينة طبرية عليها من جهة الجنوب الشرقي، وشمال غرب مدينة طولكرم وعلى بعد نحو 6 كم عنها، وكان سكانها من المسلمين يصلون في مسجد يتوسط القرية قريبا من السوق وكانوا يتزودون بمياه الشرب من الآبار، وفيها مدرسة ابتدائية. أما الزراعة فكانت تعتمد على البطيخ والخضراوات والزيتون والحمضيات والحبوب، وكانت آثار لقلعة صليبية ولمسجد مملوكي تشاهد القرية.
احتلال القرية
وقعت قاقون ضحية غارة شنتها عصابة الأرغون في 6 مارس/آذار 1948، إلا أن القرية كانت في مايو/أيار واحدة من أواخر القرى الساحلية الباقية في الشريط الممتد شمالي يافا وقد اجتمع ضباط استخبارات عصابة الهاغاناه في 9 مايو/أيار لتقرير مصيرها فاتفقوا على إخلاء قاقون وبضع قرى أخرى في السهل الساحلي لكن يبدو أن هذه الخطة لم تنفد فورا لأن القرية احتلت في الشهر التالي أثناء هجوم شن للاستيلاء عليها تحديدا.
بدأ الهجوم بقصف شديد من مدافع الهاون والميدان بمقاومة وحدات الجيش العراقي المدافعة عن المشارف الشمالية للقرية. ومع بزوغ الفجر كان العراقيون لا يزالون موجودين في جزء من مواقعهم المحصنة. وقد وصفت صحيفة (نيورك تايمز) المعركة بأنها: من أدمى المعارك حتى ذلك التاريخ، وذكرت أن المدافعين العراقيين كانوا اتخذوا مواقع لهم في ثلاثة خطوط من الخنادق خارج القرية مباشرة (وهناك) تحديدا دارت المعركة الحقيقة ..رفض (العراقيون) التراجع, وظلوا يقاتلون لساعات عدة. وتلاحم المتقاتلون وتطاعنوا بالحراب والسكاكين وتراشقوا بالقنابل اليدوية وحطموا الروؤس بأعقاب البنادق وذكرت الرواية الرسمية "الإسرائيلية" أن الكتيبة العراقية (45 رجلاً) أبيدت بكاملها في ذلك الاشتباك وقدرت الخسائر "الإسرائيلية" بـ 12 قتيلا وقالت إن الجانبين استخدما القوات الجوية في المعركة.
القرية اليوم
لم يبق من معالم القرية إلا القلعة فوق قمة التل وبثر بينما يتوسط القلعة أنقاض الحجارة وبقايا المنازل ولا يزال مبنى المدرسة يستعمل مدرسة من قبل سلطات الاحتلال، إلى جانب ذلك يستنبت القطن والفستق والخضراوات في تلك الأراضي وثمة إلى الشمال الشرقي من موقع القرية مصنع "إسرائيلي" للأعلاف.