صرفند الخراب
تبعد عن مدينة الرملة حوالي 7 كم إلى الغرب منها. وترتفع 50 مترًا عن سطح البحر الأبيض المتوسط. والسؤال هنا لماذا حملت هذا الاسم؟ كانت تسمى صرفند الصغرى تمييزًا لها عن الكبرى. ولكن ما حدث في العام 1919 هو المرتبط باسمها الكامل. حيث أنّه قُتِل جندي بريطاني كان مرافقًا لمجموعة من الجنود الإنجليز الذين دخلوا إلى القرية وهم سكارى وعاثوا في أرضها فسادًا وألحقوا دمارًا وخرابًا بالمزروعات والمحاصيل وبعض ممتلكات الأهالي فيها.ونتيجة لمقتل الجندي قام الإنجليز بإحراق القرية فتشرّد معظم الأهالي عنها، فعُرِفت حينها باسم "صرفند الخراب". إلاّ أنّ الأهالي عادوا إليها وقاموا بإعمارها من جديد. وهناك من يعتبر نزوح الاهالي عن قريتهم أوّل حالة نزوح أو تشريد للفلسطينيين بعد الحرب العالمية الأولى وقبل وقوع النكبة في العام 1948. وحصل الأهالي بعد سلسلة من المفاوضات على إذن من حكومة الانتداب البريطاني لإعادة بناء قريتهم. عِلمًا أنّ بعض عائلاتها قد انتقلت الى الجوار وأقاموا بيوتهم في صرفند العمار. وسنأتي على ذكرها مفصلين اسمها ومقاصده.
عدد سكانها
استنادا إلى احصائيات متفرقة عبر الازمان فإنّ عددهم بلغ 330 نسمة في الاحصاء الأول الذي أجرته الحكومة العثمانية عام 1596. وبلغ في العام 1871 حوالي 110 نسمة موزعين على 22 بيتًا. أما مساحة أراضي القرية في هذه السنة فبلغت حوالي 1000 دونمًا، في حين أنّ نتائج المسح الذي قامت به دائرة أراضي يافا في العام 1874 أشارت إلى أنّ الأراضي التابعة لمسطح القرية بلغت مساحتها 4426 دونمًا.
ونتابع مع عالم الإحصاء لنلحظ أنّه في الإحصاء الانتدابي الأول الذي أجرته الحكومة في 1922 بلغ عدد سكان القرية 385 نسمة، ليرتفع في الاحصاء الثاني في 1931 ليصل إلى 974 نسمة. أمّا الاحصاء الذي أجرته الحكومة ذاتها في 1944/1945 فأشار إلى 1040 نسمة تقريبًا. وفي عام النكبة وقبيل الترحيل عن القرية وصل العدد إلى 1206 نسمة، موزعين على 255 بيتًا. وتوزع السكان من ناحية انتمائهم الديني على النحو التالي: 90% مسلمون، و 10% مسيحيون.
اقتصاد القرية
اعتمد سكانها كغيرهم من سكان فلسطين على الزراعة كمصدر رئيسي لمعيشتهم، وخصوصًا أنهم زرعوا الحمضيات والزيتون والحبوب على أصنافه. واستقوا المياه من آبار ارتوازية قاموا بحفرها في أنحاء مختلفة من مواقع القرية.
ولا بُدّ من الاشارة هنا إلى أنّ المؤسسات الاستعمارية الصهيونية قد اخترقت القرية واشترت 1291 دونما من أصل 5500 دونم من مساحة أراضي القرية.
التعليم في القرية
أظهر الأهالي في هذه القرية اهتمامًا بتعليم أبنائهم أُسوة بما بدأ يحصل في القرى الأخرى المجاورة. فتأسست مدرسة صرفند الخراب عام 1920 وتمّ تعيين معلم واحد، ثمّ أخذت تتقدم وتنمو ويزداد عدد الصفوف فيها حتى أصبحت في عام 1943/1944 مدرسة ابتدائية كاملة، بلغ عدد تلاميذها 258 تلميذًا. كذلك تأسست مدرسة للبنات في عام 1945، وكان عدد تلميذاتها 46 تلميذة.
احتلال القرية وسقوطها
تُشير المصادر التاريخية المتوفرة وبينها ما كشفه ونشره المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إلى أنّ السكان فرّوا من القرية في 20 نيسان من عام 1948، خوفًا من هجوم إسرائيلي في أعقاب انتشار أنباء عمّا حصل لقرية دير ياسين قبل ذلك. قبل أسبوع من ذلك، أي في 12 نيسان، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" (عن مصادر يهودية) قولها أنّ احدى وحدات اليهود قامت بضربة في عمق الأراضي العربية، وفجّرت 12 منزلًا عند مشارف الرملة ومشارف قريتين مجاورتين لها، وربما كانت صرفند الخراب احدى هاتين القريتين. لكن ربما لم تقع صرفند الخراب تحت الاحتلال الإسرائيلي الّا في اواسط ايار (أي تقريبا وقت احتلال شقيقتها صرفند العمار وجارتها بيرسالم). أي ان هناك التباس حول الموضوع، لكن الثابت أنّ الأهالي لم ينتظروا قدوم جيش الاحتلال فنزحوا عن قريتهم ريثما تهدأ الأحوال ويعودوا إليها لاحقًا.
مستعمرات على أراضيها
أقام الاحتلال الاسرائيلي على أراضي القرية مستعمرات عدة، منها: نس تسيونا والتي كانت قد تأسست في العام 1883 ولكنها استفادت من نزوح اهالي صرفند الخراب فوسعوا مُسطح المستعمرة بلوغًا إلى إعلانها مدينة. وكذلك مستعمرة "ياد اليعيزر"، ومستعمرة باسم "بيت حنان". ولم يبقَ من منازلها إلاّ القليل يستعمله بعض سكان المستعمرات مخازن لأغراضهم.
معالم القرية الدينية
المسجد: بدأ الأهالي بإقامة مسجدهم إلاّ أنّهم استعملوا ما أنجزوه مدرسة لأبنائهم ريثما يتابعون عملية جمع المال اللازم لإتمام إعماره.
الديوان: ويُسميه أهالي القرية بـ "المقعد": استعملوه لمناسباتهم الاجتماعية على مختلفة أنواعها، وكذلك بشكل يومي لاستقبال الضيوف ومناقشة المستجدات اليومية. وكان في القرية عدة دواوين عائلية، منها: مقعد(ديوان) عائلة ابراهيم، مقعد عائلة حمدان. ومثّل مختارا العائلتين رئاسة الديوانين باعتبارهما أكبر العائلات في القرية.
مقبرة القرية: كان للقرية مقبرة، إلاّ أنَها طمست بعد نزوح الأهالي وتدمير بيوتها.