حي عربي في مدينة يافا المحتلة ولا يعتبر قرية، وذكرناه هنا للتوضيح لأن بعض الناس يعتبره قرية من قرى يافا
المنشية هي إحدى اكبر احياء شمال مدينة يافا، أقامتها على شاطئ البحر في سبعينيات القرن التاسع عشر بعض العائلات المصرية التي هاجرت الى مدينة يافا في الثلاثينيات من نفس القرن. مع مرور الوقت أحيطت المنشية بالأحياء اليهودية كأحياء أحوزات بايت، نافي شالوم، نفي تسيديك، يافي نوف وغيرها لتمتد شمالاً وتصبح فيما بعد مدينة تل أبيب.
بني حي المنشية في آخر سنوات السبعين من القرن التاسع عشر، على شاطيء البحر، وأصبح أحد أكبر الأحياء العربية في يافا. في تلك السنوات أقيمت وبنيت أيضاً الأحياء اليهودية الأولى حول المنشية، حيّ نفيه تسيدق الذي بني عام 1885، وحي نفيه شلوم في عام 1890. شجـّعت إقامة هذين الحيـّين شراء أراض وبناء أحياء يهودية إضافية في المنطقة، فهكذا أقيمت الأحياء اليهودية يفيه نوف، أحفه، محنيه يهوده، محنيه يوسف، أوهل موشيه وكيرم هتيمنيم بين السنوات 1896 – 1906. الحيّ الأخير، تل أبيب، تم بناؤه بعد ذلك ببضع سنين، عام 1909. إن اتساع هذه الأحياء لم يكن باتجاه نفيه تسيدق ونفيه شلوم، كما يمكن الافتراض، وإنما بمحيط حي المنشية العربي وغربه وغرب البحر.
كان أول يهودي يبني في المنشية، قرب البحر، قبل بناء الحي اليهودي، هو حييم شمرلينج. ليس بعيداً عنه بنى صديقه حخام موشه بيتاً آخر، وقج كان عضواً في لجنة الطائفة اليهودية. وبنى بالإضافة إلى بيته كنيساً وبركة تطهّر (مِقـفـِه) لاستخدامهما للطقوس الدينية من قبل هاتين العائلتين. استمر بعض اليهود بالسكن في المنشية حتى بعد بناء أحياء يهودية جاورة، بعضهم بنى بيوتاً والبعض الآخر كان مستأجراً لدى السكان الفلسطينيين. تميـّز البناء في الحي بمنازل ذات طابق واحد أو اثنين على طول شاطيء البحر.