قرية خربة خنيفس

حالة نادرة  ل"تخليد " قرية مهجرة 

"خنيفس"  هو اسم لإحدى القرى الاقطاعية ال 26  التي تم بيعها من قبل إقطاعيي عائلة سرسق اللبنانية للمؤسسات الصهيونية في مطلع عشرينيات القرن الماضي . وعلى أراضيها أقيم كيبوتس " سريد"  . في بحثنا عما تبقى من هذه القرية من آثار،  وجدت أن على المقبرة أقيم بناءان  يستعملان كمخازن للعلف،  أما  جذر القرية فقد أزيح بالكامل في حين ابقى سكان سريد على قطعة من جدار أحد المنازل المبنية حسب طريقة " بتتين وركة " السميكة  بطول 180 سم وعرض 40 سم  ولافتة كتب عليها ان القرية المدعوة " خربة خنيفس " كانت هنا   وامتدت خمسين مترا نحو الشمال وأربعين أخرى نحو الجنوب  وإلى جانب اللافتة بقيت شجرتا زيتون  من ذلك العهد. وقعت القرية على تل مشرف ومنه يمكن مشاهدة منطقة حوض المرج وما أحاط به من سلاسل جبال  

لقد تجولت كثيرا  في المستوطنات التي أقيمت على مكان القرى المهجرة   ولعلها المرة الأولى التي أرى فيها تخليدا كهذا . شيء جدلي  مبكي ومحزن  وفوق هذا  ترددت  في مخيلتي  مقولة " ريحة الزوج من عدمه " ، وكأني أردت من خلالها مواساة نفس تشعر كل مرة بالجرح الغائر وتبحث عن شظايا الذاكرة في خضم ضخم من المحو والعبرنة والتهميش .

الباحث المؤرخ د. مصطفى كبها

 خنيفس  من قضاء نابلس وجزء من أرض جالود