التاريخ النضالي والفدائيون - جوريش - قضاء نابلس

أبطال ومجاهدين من قرية جوريش الأبية  

   1917-1971م

 1- محمد عوده مصطفى الاحمد 

2- ابراهيم عبد الفتاح منصور

3- احمد محمود سليمان منصور

4- الشهيد البطل عبد الغني عبد الرحمن اللطايفة بطل معركة الكرامة سنة 1968

  ولد محمد عوده في قرية جويش سنة 1917 م ودرس في كتاب قرية عقربا فكان من القرّاء والكتّاب القلائل في القرية وكان صاحب خط مميز جميل جدا حيث كان في الكويت يرسل الرسائل قمة في البلاغة والخط الجيد عندما بلغ سن 19 إنضم الى المجاهدين في عقربا حيث ان كبير المجاهيدن في سنة 37 و 38 كان عبد الله البيروتي واخوه عبد الرحمن البيروتي الملقب بأبو حلاوه وكان زوج لاخته الحاجه مريم فكان يذهب الى اخته وكان يدرس عند اخته في عقربا فعلم منهم عن المجاهيدن فانضم اليهم فورا وشجع صاحبه ابو غالب ابراهيم عبد الفتاح فانضم اليهم وكان يدربهم على القتال الشيخ شحاده ابو العباس حيث انه كان ضابطا في الجيش التركي ويتقن فنون القتال والسلاح وغيره وقد اشترك في عدة معارك تحت قيادة عبد الله البيروتي وصاحبه خميس قمبر العقرباوي ومن هذه المعارك التي شاركوا فيها معركة عقبه زعترة غرب قبلان ومعركة اللبن على طريق القدس ومعركة عيون الحرامية في نفس المنطقة ومعركة دوما ومعركة اريحا واكبر هذه المعارك معركة وادي سباس الواقعة بين قرية دوما وقرية جالود وكانوا قد شكلوا فصيل سموه فصيل خالد بن الوليد بقيادة البيروتي وخميس.

 

 معركة وادي سباب:

 

 وردت معلومات للفصيل بأن دورية قوامها 11 ناقلة جند خرجت من الغور محمله بالسلاح والرجال الانجليز واليهود وستمر في وادي سباب فتجمع الثوار من القرى المجاورة منهم صادق من بيت فوريك وفريد من المزرعة وتركي العديلي من اوصرين ومحمد عودة من جوريش وابراهيم عبد الفتاح من جوريش وعفانة من قصرى ومحمد سعيد وبدوي الصالح والشهيد ابو نادر من قصرى وجائهم فصيل من السلط قوامه 8 ابطال يقودهم احمد النجداوي وحافظ النجداوي ومتطوعين من جميع القرى جاءوا مباشرة الى المعركة لم يتعرف عليهم احد الا الذين استشهدوا او جرحوا فقد عرفوا احداث المعركة، تمركز المجاهدون على جانبي الوادي خلف الصخور في اللجوف والكهوف الكثيرة في الجبل وما ان توغل الرتل الانجليزي واليهودي في وسط الوادي حتى صدرت الاوامر بإطلاق النار وكانت مباغته للعدو فدمرت كل سياراتهم وقتل معظمهم تقريبا وانتصر المجاهدون ولكن العدو اتصل بالقيادة فأرسلوا طائرتين حربيتين فقتلوا ثمانية من الثوار وجرح خمسة كلهم جروحهم خطيرة جدا حيث ان محمد العوده جائته القذيفة في صدره فوق القلب بما يقارب 2 سم فحفرت حفرة في كتفه واعلى صدره استمرت حتى توفاه الله وقد اسقطت طائرة من الطائرتين يقول والدي محمد العودة: كنت متحصنا في لجف عميق وقد شاهدت الطيار وكانت الطائرات في ذلك الوقت مكشوفه فأصبته في صدره فهبط بالطائرة في ارض غير مستوية فلاحظني الطيار الثاني فقذفني بقذيفة ولم ادري ما حصل لي بعد ذلك فقد اغمي علي وكان رجل من اهل البلد يعمل مع الانجليز وجاء مع المدد ولم يكن عسكريا فطلبوا  منه ان يرفع الجثث وكان الوقت ليلا وتفاجأ وهو يحمل جثث الانجليز بوجود محمد عوده بين الجثث وكان شبه مغمأ عليه ولكنه استفاق شيء بسيط فقلبه على جهه وقال له اكتم نفسك لانه اذا علموا انه بك نفس قتلوك وذهب بنفس الليلة وأخبر اهل البلد فهرعوا وساعدوا في حمل الشهداء وتكفل المرحوم يوسف المطلق ابو امين بحمل والدي محمد عوده على ظهره وكانت المسافة اكثر من 3 كيلو متر علما بأن ابو امين زوج اخته فاطمة ووضعه في جبل ابو عبيد وهو جبل ملكنا وكان يأتي الدكتور نظام باكير من نابلس يوم بعد يوم ليعالج جروحه يركب على بغله بطلب من احسان النمر الذي سيأتي ذكره لاحقا، وكان في القرية من يتعامل مع الانجليز ومنهم من يعمل معهم لاجل لقمة العيش ولكنهم شرفاء كالذي بلغ عن والدي وطلب منه كتم نفسه، ولكن احدهم بلغ الانجليز عن المكان الذي يختبئ   فيه والدي فشاء القدر ان ابو امين نفسه الذي حمله في المرة الاولى ان يرى العميل وهو يكلم الانجليزي عن مكان تواجد الوالد محمد عوده فذهب فورا من بين البساتين الى الجبل ونقل الوالد الى  بير ابو خضير غرب البلد ليس فيه ماء ومهدوم وقديم جدا فأخفاه فيه فذهب الانجليز الى الجبل فلم يجدوه ونجاه الله ولكنهم بعد اكثر من سنة اعتقلوه وسجنوه في نابلس فحاول المجاهدون تهريبه من السجن فما كان من الانجليز الا سجنه في دمشق في سجن المزه.

 

وقد كان رجل سوري كردي يأتي الى القرى ليطهر الاولاد، وطلبت منه جدتي أي والدة محمد عوده ان يذهب الى دمشق ومحاولة تهريبه وقد نجح وخبأه في قرية اسمها نوى في حوران هنالك اخفوه بجانب دير قديم ليس فيه سوى قسيس واحد ولاحظ الوالد ان القسيس كل يوم عند الفجر يضيء سراجه فلفت انتباهه فنظر اليه من (طاقة صغيرة) في الحائط فوجده يصلي صلاة المسلمين فذهب اليه في اليوم التالي وقال له هل انتم النصارى تصلون مثلنا قال له كيف عرفت فقال شاهدتط بالامس من (الطاقة) فقال له استر علي ارجوك ولا تقل لاحد في البلد فأخبره والدي بقصته فوعده القسيس ان يساعده ويوصله الى اربد وهناك هو (يدبر حاله) فألبسه لباس اهل حوران واعطاه هوية وفرس وقال اذهب الى فلان في اربد واعطيه اللباس والهوية والفرس وهو سيدبر امرك وفعلا ساعده واوصله الى بيت جدي والد امي في عنجرة بالاردن وبقي هناك الى ان تعافى.

 عودة الى معركة وادي سباس كان حامل اللواء الشيخ شحادة ابو العباس وقد قاموا بقتل 40 انجليزيا ويهوديا وجرح 7 منهم، ومن المجاهدين استشهد 8 اشخاص 2 من ابطال السلط و1 من قرية بيتا و1 من قرية قصرى و2 من قرية دير الحطب و1 من الفارعة وجرح 5 منهم الوالد محمد عوده وقد ذكرنا عن جرحه وابو نادر من قصرى و3 لا نعلم من هم .

 وقد قيل فيهم قصيد للشيخ ناصر البندي

 ثمانية من الثوار قتلى                           وخمسة غيره جرحى صويب

 ومن جند الاعادي اربعينا                      وسبعة كل من جرحه يطيب

 وقيل فيهم ايضا

 بوادي القلط قد سوى الهوايل                    وقد رطب اليهود رطيب

 ثلاثة اسرى خائنين من الاسافل                امامه ساقهم سوق الجليب

 واما البطل الثالث فهو ابو محمود احمد محمود سليمان منصور من جوريش فقد كان الوالد يذهب الى بيت اخيه محمد ابو فهد لانه كان عديله اي زوج آمنه الساهي والوالده آمنه الساهي ودار منصور اصلا اخوال والدته حيث ان والدتها اخت عبد الفتاح السالم لذلك كانت العلاقة قوية فعرف الوالد بأن ابو محمود واخوه يتاجران بالسلاح وهو رجل محترم وامين وذكره اما م ابو حلاوة زوج اخته ووصل الخبر الى السيد احسان النمر من وجهاء نابلس وكان مكلفا من المفتي الحاج امين الحسيني بتزويد المجاهدين بالسلاح فما ان سمع من الوالد وعبد الله البيروتي عن ابو محمود حتى استدعاه الى نابلس وتحقق من الامر واسند اليه تزويد الثوار بما يلزمهم من سلاح وذخيرة وكان نعم الرجل وكان والدي يمدحه كثيرا لانه وطني ومخلص علما ان المجاهد ابراهيم عبد الفتاح السالم قريبه.

 واما البطل الرابع عبد الغني قد رأيت صورته معلقة في صدر مدير مكتب منظمة التحرير في الكويت السيد/ عوني بطاش وكان جميع الموظفين والشباب في المكتب يقولون هذا البطل اباد 3 انزالات لطائرة الهليوكبتر الاسرائيلية شرق الكرامة في الجبل

 كتبه: عزت محمد عوده،  هذه المعلومات منها رواية من الوالد مباشرة ومنها من كتاب قصرة بين الماضي والحاضر للسيد نظام الصبيح ومن مقاله للسيد حمزة اسامة العقرباوي