معلومات عامة عن أبو الفَضْل/ السَطَرِيَّة - قضاء الرملة
قرية فلسطينية مهجرة، كانت قائمة فوق رقعة مستوية من الأرض شمال غربي مدينة الرملة وعلى مسافة 4 كم عنها، بارتفاع لايزيد عن 75 م عن مستوى سطح البحر.
قدرت مساحة أراضي أبو الفضل بـ 2870 دونم، كانت أبنية ومنازل القرية تشغل ما مساحته 42 دونم من مجمل تلك المساحة.
احتلت قرية أبو الفضل عقب هجوم نفذته قوة عسكرية صهيونية تكون من لواءي "جفعاتي" و "هأريل" وذلك خلال عملية "براك" وسجل يوم 9 أيار/ مايو 1948 تاريخ احتلال قرية أبو الفضل بشكل نهائي.
كانت قرية أبو الفضل تتوسط القرى والبلدات التالية:
- قرية صرفند العمار شمالاً.
- مدينة اللد من الشمال الشرقي.
- امتداد أراضي مدينة الرملة شرقاً إلى الجنوب الشرقي.
- قرية بير سالم جنوباً والجنوب الغربي.
- قرية صرفند الخراب غرباً إلى الشمال الغربي.
قام الأهالي ببناء حاووز في القرية وتم توصيل الماء إلى البيوت عن طريق المواسير ووصلت إلى كل بيت ولا ننسى أن بيارات البلدة فيها عدد من الآبار الارتوازية.
أبو الفضل سبب هذا الأسم أن أراضي القرية هي من أوقاف الصحابي الجليل الفضل بن العباس بن عبد المطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أيضاً من غزا وحارب معه وصاحبه في حجة الوداع وغسله حين وفاته ثم خرج مجاهداً إلى الشام واستشهد في معركة أجنادين في خلافة أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
وفي سنة 854هـ الموافق 1450م بني له مسجد في مدينة الرملة وأوقف المسلمون أراضي كثيرة باسم الصحابي الفضل بن العباس رضي الله عنه ومن ضمنها قرية أبو الفضل.
تعرف القرية بعدة تسميات وهي:
- أبو الفَضْل
- عرب أبو الفَضْل
- السَطَرِيَّة
كانت وظيفة المختار موجودة في القرية منذ العهد التركي وللمختار في البلدة احترام وتقدير وهيبة، ومن مخاتير القرية كان الشيخ أحمد حسين عبد القادر وكان بيت المختار مجمعاً وملتقى رجالات القرية.
الديوان أو المضافة
المضافة أو المقعد أو الشق في القرية غلب عليها اسم مقعد الرجال وكان في أبو الفضل أكثر من مقعد وهذه المقاعد من الأمكنة التي يتواجد بها كبار رجالات القرية وبصورة دائمة وكان في أبو الفضل أكثر من مقعد أو ديوان وأهالي أبو الفضل يكثر عندهم المقاعد والوجوه (مشايخ العشاير أو الإصلاح) ومنهم :
- الحاج حسين عبد القادر السطري.
- الشيخ حسن عبد القادر.
- الحاج إبراهيم سالم السطري .
- الشيخ فوزي أبو رزق .
- الشيخ محمد منصور الشوبكي .
وفي شهر رمضان المبارك أغلب رجال القرية وأبنائها كانوا يتناولون طعام الإفطار في المضافة الكبيرة ويتجمع فيها أهالي القرية، وكانت تقام فيها الصلوات جماعة باستثناء صلاة الجمعة فكانوا يصلونها في مدينة الرملة، وأقرب قرية على مدينة الرملة هي أبو الفضل وأبعد مسجد في الرملة يبعد حوالي 2 كم فقط وفعلاً هذه المضافة أو الساحة أو المقعد كانت تعيش أوج عظمتها في شهر رمضان الفضيل وكانت صلاة الفجر أيضاً تصلى في الساحة وكان إمام القرية المختار أحمد حسين عبد القادر وكان المؤذن الشيخ محمد الشوبكي حسبة لوجه الله وفي شهور الصيف كانت تبنى بجانب المضافة عريشة من أجل البراد وتقام فيها صلاة الجماعة .
- قدر عدد سكان عرب أبو الفضل عام 1931 بـ 1565 نسمة.
- انخفض عددهم في إحصائيات عام 1945 إلى 510 نسمة.
- وفي عام 1948 بلغ عددهم 592 نسمة.
- سنة 1998 قدر عدد اللاجئين من أبناء القرية بـ 3633 نسمة.
الجدير بالذكر أن عرب أبو الفضل يعرفون أيضاً باسم عرب السطرية وقد كانوا مستقرين في عدة قرى في قضاء الرملة، والأعداد المذكورة في الإحصائيات الرسمية لعدد السكان هو فقط عدد سكان القرية هذه.
ينتمي جميع سكان القرية لعرب أبو الفضل/ عرب السطرية، ويتفرع منها العائلات التالية:
- عائلة الشوبكي.
- عائلة السُطرية.
- عائلة عيده.
- عائلة درويش.
- عائلة أبو رضوان.
- عائلة عبد القادر.
- عائلة أبو موسى.
- عائلة النمس.
- عائلة المصري.
- عائلة القلاعية.
- عائلة الحمايده.
- عائلة أبو رزق.
- عائلة المصري.
- عائلة الديارنه.
- عائلة أبو خطي.
- عائلة أبو حطب .
بما أن قرية أبو الفضل عشائرها لها تاريخ ، ارتأيت أن أتحدث قليلاً عن السُطرية والشوابكة .
أما السُطرية فهم أحدى العشائر الفلسطينية القديمة وكان قسم منهم يسكن منطقة خان يونس والقريبة من رفح وقسم آخر سكن السهل الساحلي والسهل الساحلي الأوسط خصوصاً في قرى أبو الفضل وتل البطيخ وصرفند الخراب والسدره وواد حنين والقبيبة والسافرية والمنصورة وكثير منهم تملكوا الأراضي ومنهم من استأجر أراضيِ من الأوقاف لمدة طويلة أحياناً تصل إلى (29) سنة ومن عائلات عرب السُطرية التي استطعنا جمعها في فلسطين هي :
- السطري.
- أبو عيد.
- أبو عيده.
- أبو حلوه.
- أبو صلاح.
- أبو سالم.
- الحسينيات.
- أبو حطب.
- أبو رتيمة.
- أبو صيام.
- أبو حميده.
- أبو نقيره.
- المصالحة.
- أبو حرب.
- أبو تيم.
- أبو سمره .
العشيرة الثانية التي اجتهدنا أن نتحدث عنها هي عشيرة الشوبكي أو الشوابكة وهي من العشائر المشهورة في بلاد الشام منهم في فلسطين والأردن وسوريا وهم كثر في مصر والحجاز أما على مستوى فلسطين فهم في غزة هاشم وبيت جبرين وأبو الفضل، ومن عائلات الشوبكي في فلسطين والأكثر شيوعاً هم آل الشوبكي وحرز وعطا الله وحسان والشايب والهندي وحمدوقة، أما أبو الفضل فقد سكنها الشيخ ناصر الشوبكي والذي له دور بارز في نهوض القرية وكان ذلك بعد هزيمة إبراهيم باشا في فلسطين وسكن في أبو الفضل حوالي عام 1840.
في سنة 1949، مُحيت أبو الفضل من الخريطة مع إنشاء مستعمرة ستريّا. وعلى الرغم من أن موقعها الأصلي غير معروف، فهي الآن تقع على بعد نحو 5 كم إلى الجنوب من موقع القرية.
كما أُسست مستعمرة تلمي منشيه في أيار/مايو 1953 على أراضي القرية. واستُوعبت أجزاء منها في ضواحي "ريشون لتسيون"، وفقدت معظم هويتها المميزة.
ثمة مستعمرتان أخريان قريبتان من الموقع، هما "بئير يعقوف"، التي أُنشئت في سنة 1907 على بعد نحو كيلومتر إلى الغرب، و "نير تسفي" التي أُنشئت في سنة 1954 على أراضي صرفند العمار، على بعد نحو كيلومتر إلى الشمال، والاثنتان ليسا على أراضي القرية.
كان اقتصاد القرية يعتمد على عائدات ممارسة عدة أنشطة اقتصادية تتقدمها الزراعة، تليها تربية الماشية، بالإضافة لبعض عمليات التجارة بين أبناء القرية والقرى المجاورة لشراء بعض المحاصيل الغير متوفرة في القرية، وبيع المحاصيل والمنتجات الحيوانية الفائضة عن الحاجة.
بيارات البرتقال في أبو الفضل
كانت بيارات البرتقال موجودة في القرية منذ العهد العثماني وكان عدد من أهالي الرملة لهم بيارات في القرية منهم : يسين أمين الخيري وذلك سنة 1318هـ الموافق 1900م أما في فترة الانتداب فكان أيضاً عدد من اهالي الرملة والقدس يستأجرون عدداً من البيارات ومن هؤلاء السيد كمال الخطيب وشركاه والسيد توفيق أبو السعود والسيد أسعد حجازي وإخوانه … إلخ ، أما عن أسماء أهالي القرية الذين لهم بيارات قبل النكبة فمنهم :
1ـ بيارة أحمد حسين عبد القادر .
2ـ بيارة محمد منصور الشوبكي .
3ـ بيارة حسن عيده .
4ـ بيارة برهم إبراهيم برهم .
5ـ بيارة خليل أبو الحاج أبو موسى .
6ـ بيارة حسين حمدان أبو حطب .
وتفيد الرواية الشفوية أن في أراضي القرية أكثر من (30) بيارة وتفيد الوثائق الموجودة على أن الكثير من المستأجرين ذكرت أسماؤهم على أنهم استأجروا أراضي في أبو الفضل مثل :
1ـ محمد المؤقت استأجر أرضاً عام 1932م .
2ـ أحمد محمد حمدان أبو حطب تنازل عن خمس قطع من الأراضي للاستمرار في زراعتها إلى يوسف حسن عيد وذلك عام 1933م .
3ـ عبد الله أبو مرزوق من السُطرية استأجر أرضاً عام 1935م .
4ـ مصطفى عبد النبي استأجر أراضي لزراعة الأشجار عام 1935م .
5ـ كمال الدين الخطيب عليه استحقاقات إجارة عن البيارة وذلك عام 1939م .
6ـ توفيق أبو السعود ورد اسمه ضمن المستأجرين وذلك عام 1939م .
7ـ أحمد بدوي هندية ورد اسمه ضمن المستأجرين وذلك عام 1939م .
8ـ عبد الله أبو مرخيه قام باستئجار أراضٍ بكفالة محمود السطري عام 1939م .
9ـ أحمد أفندي الهندي قام باستئجار أرض عام 1939م .
وهذه فقط من إحدى الوثائق حول استئجار الأرض في قرية أبو الفضل .
لم تُبْنَ مدارس في فترة الحكم البريطاني، ويقول أبناء أبو الفضل أن التعليم في القرية كان منذ القرن الماضي موجوداً وذلك في صف الكُتاب فقط ، وكان شيخ الكتاب يعلم الأطفال في الساحة أو المقعد ومن يريد من الطلبة الزيادة في التعليم يذهب إلى المدارس في الرملة .
الثروة الحيوانية
كان الاهتمام في عهد الانتداب البريطاني بالثروة الحيوانية قليلاً على عكس ما كان في العهد العثماني حيث أن لكل بيت (رعوة) من الغنم والسمار لا تقل عن مائة رأس ، ومع ذلك فقد كان لأهالي أبو الفضل قبل عام النكبة حوالي (1500) رأس من الغنم مع اهتمامهم باقتناء الحيوانات والعمل على تربيتها وخصوصاً البغال والحمير والخيل واستعملوها كوسائط نقل وللحراثة واهتموا بتربية الأبقار للاستفادة من حليبها وللحراثة وكل البيوت تقريباً لم تكن تخلو من تربية الدجاج والحمام والحبش والبط والأوز ، وكان أهالي أبو الفضل يسوقون غلات إنتجاهم في مدينة الرملة ، أما البرتقال فكان التجار يأتون إلى القرية من أجل تصديره إلى أوروبا وأكثره إلى بريطانيا ومن هؤلاء التجار حمدان مرسي .
عندما بدأت المقاومة العربية لهذا المشروع الظالم وهبّ الشعب الفلسطيني وبدعم من الجيوش العربية المجاورة وكانت قليلة العدد والعدة وقد اشتركت عشائر السطرية في هذه المقاومة وسقط منهم العديد من الشهداء ، وقد أبلى أفراد هذه العشائر بلاءً حسناً في مقاومتهم للاحتلال حتى أصبح الانتداب البريطاني آنذاك يحسب لهم حساباً ، وكثيراً ما كان يهادنهم عن طريق وجهاء هذه العشائر ويلبي طلباتهم تجنباً لمقاومتهم للاحتلال . وسيأتي ذكر هؤلاء الوجهاء لاحقاً أثناء الحديث عن كل عشيرة على انفراد. وقد اشتدت مقاومة هذه العشائر للاحتلال البريطاني وللتجمعات اليهودية وكانت تعرف (بالكيبوتس) وهي عبارة عن معسكرات تدريب لليهود برعاية الانتداب الغاشم . ومما ساعدهم على المقاومة انهم استطاعو الاستيلاء على عدة مخازن للأسلحة المتنوعة والذخائر والقنابل اليدوية تعود لجيش الانتداب البريطاني والتي كان من المقرر تسليمها لعصابات اليهود عند الانسحاب يوم 15/5/1948 (ما يعرف بـ 15/أيار) وقد تم الاستيلاء عليها بالكامل قبل الموعد بيوم أو يومين بواسطة ومساعدة ضباط عرب أحرار كانوا يعملون مع الانتداب البريطاني ، مما ساعد هذه العشائر على دعم المقاومة وخوض عدة معارك دامية مع القوات اليهود يه آنذاك وشكلو خط دفاع قوي عن قراهم و ممتلكاتهم مما زاد في حقد المحتل عليهم . إلا أن القوات الإسرائيلية المدعمة من الخارج استطاعت اختراقهم سنة 1948 وأجبرتهم على ترك منازلهم وممتلكاتهم والهجرة نحو الجبال في شرق فلسطين وهو ما عُرف لاحقاً بالضفة الغربية (نكبة فلسطين) . واستقر بهم المقام في عدة قرى ومخيمات في الضفة الغربية منها: بيرزيت ، أبوشخيدم ، دير عمار ، الجلزون وبعض قرى الخليل والبيرة ..
تهجير أهالي أبو الفضل
كانت القرية وادعة مطمئنة وعلى الرغم من صغرها ، إلا أن أهلها في عمل دؤوب ومتواصل كخلية النحل كل في عمله ، وكان يجاورهم من الشمال معسكر جيش للقوات البريطانية وفي الجنوب الغربي مستوطنة بئر يعقوب ، وفي بداية عام 1948م قام الجيش البريطاني بإطلاق النيران على مستوطنة بئر يعقوب لا ندري أهو حادث عابر أم متعمد أم متفق عليه ، فيما بعد تبين أنه متفق عليه وبعدها بدأت قوات مستوطنة بير يعقوب بإطلاق النيران بشكل يومي على القرية وأهالي أبو الفضل عزل من السلاح وبالتالي لا ملجأ لهم إلا ترك منازلهم والذهاب إلى الرملة ، وفعلاً سكنوا في بيوت الرملة للإبتعاد عن إطلاق النار اليومي الذي أضر بالبيوت وأصاب البعض ، ورجال القرية يذهبون إليها واستمر الأمر على هذا المنوال لمدة شهرين ، أما سقوط القرية وتهجير الأهالي فقد قال المؤرخ "الإسرائيلي" بني موريس إن سكان القرية تشتتوا أثناء عملية براك متأثرين بسقوط قرية بير سالم وقد جرى ذلك في 9/5/1948م عند بداية عملية براك إذ أقدم لواء غفعاتي على تطهير المنطقة الساحلية الواقعة غرب اللد .
وتقول الرواية الشفوية ومكثنا في مدينة الرملة حتى تم الهجوم عليها وسقوطها وتهجير أهلها وذلك في 12_13/تموز/1948م وخرج أهالي أبو الفضل مع أهالي الرملة هائمين على وجوههم وفي حالة ضياع ليس له مثيل غارقين في الحيرة ، أفكارهم مشتتة تاركين وراءهم أعز ما يملكون ، الأرض ، مشتتين لاجئين في وطنهم موزعين أكثرهم في منطقة رام الله والبيرة وبير زيت والمخيمات على أمل العودة إلى بلدتهم الحبيبة أبو الفضل إن شاء الله تعالى .
الحاج سالم محمد منصور الشوبكي ـ أبو صلاح ـ والحاج أبو صلاح من مواليد قرية أبو الفضل عام 1932م ودرس في كتابها الابتدائية ثم ذهب إلى مدينة الرملة حيث أنهى هناك التعليم الثانوي وبعد الهجرة وفي عام 1949م درَّس في مدرسة دير عمار قضاء رام الله وبقي مدرساً حتى عام 1993م حيث أفنى الأستاذ أبو صلاح الشوبكي أربعا وأربعين عاماً من عمره المديد في تربية الأجيال في وكالة الغوث ولم ينسَ ولو للحظة واحدة قريته الحبيبة وهو عالم بتاريخ وجغرافية أبو الفضل ومعرفة بيته الذي درج فيه صغيراً وتنسم هواءه وعشق أرضه وسماء بلدته وهيهات أن ينسى طرقاتها وحاراتها ومراتع صباه ، وما زال الحاج أبو صلاح متمتعاً بصحة جيدة والحمد لله .
المرجع
الباحث عباس نمر : http://www.abbasnimer.com/324/
مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج4 ق1، بيروت 1972.