الجربا.. قرية صغيرة تعاني التهميش وتفتقر للخدمات
جنين– “القدس” دوت كوم- علي سمودي– تفتقر قرية “الجربا”، جنوبي مدينة جنين، للعديد من الخدمات والبنية التحتية، ويعاني سكانها من تكرار حوادث السير لقربها من الشارع الرئيسي جنين– نابلس، التي نجم عنها وفيات وإصابات كثيرة، فيما لا تتوفر فيها عيادة صحية، كما يعانون من انتشار الخنازير البرية التي حوّلت حياة المواطنين إلى قلق ورعب، بينما لم تحظَ، كما يفيد رئيس لجنة المشاريع عبد الله العيسة، باهتمام ومشاريع رغم جهود الأهالي الكبيرة.
يرتبط اسم القرية، التي تُعد تجمعاً سكانياً صغيراً بروايتين يتناقلهما الأهالي: الأولى نسبة للشيخ عبد الكريم الجربا الذي قدم الدعم لسكانها خلال المراحل الصعبة والظروف العصيبة، والثانية لمعناها الأرض الممحلة.
ويفيد العيسة أن القرية التي تبعد عن مدينة جنين 24 كيلومتراً، تقع بين ثلاث قرى مركة وصانور ومسلية، ويحدها من الشرق بلدتي ميثلون وسيريس، ومن الغرب قرية مركة، ومن الشمال الجنوبي بلدتي قباطية ومسلية ومن الجنوب بلدة صانور.
وبحسب العيسة، توجد في القرية منطقة أثرية فيها مقابر قديمة، إضافة إلى أحجار قديمة حفرت عليها أشعار من دون تنقيط في العصر الأُموي، كما يوجد فيها مسجد قديم جداً، قامت لجنة القرية والاهالي بترميمه ويستخدم للصلاة لكنه بحاجة إلى أسوار حوله.
الحياة والسكان..
وفق معطيات جهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني، يوضح العيسة أن عدد سكان القرية يتجاوز 180 نسمة، بينما تبلغ مساحة أراضيها ثلاثة آلاف دونم، منها 850 دونماً تُعد أراضي سهلية ومزروعة بالخضروات، إضافة إلى الزراعة البعلية كالقمح والشعير والبيكا.
وذكر العيسة أن المنطقة تشتهر بالآبار وينابيع المياه التي أهمها: بئرا عرسان جرار والحبش، وقد اضطر الأهالي لحفر آبار جديدة لتغطية وتوفير احتياجاتهم من المياه للاستخدام المنزلي والري الزراعي.
بمرور السنوات، تغير واقع الحياة ومقومات معيشة السكان. ويبين العيسة أن 70% من أهالي قريته عمال في الداخل الفلسطيني وغيرها من المناطق، بينما يعمل القسم الآخر في مجال الزراعة، كما تم افتتاح ثلاثة مصانع فيها لانتاج وتصنيع البلاستيك ومنشار للحجر، توفر فرص عمل للعديد من العائلات.
التعليم في القرية..
بسبب قلة عدد السكان، لا توجد مدارس في قرية “الجربا”، ويشير العيسة إلى اضطرار الأهالي لإرسال أبنائهم للتعليم في مدارس بلدة صانور، وفي الوقت نفسه تفتقر لرياض الأطفال ليتكبد الأهالي أعباء مالية باهظة بسبب إرسالهم لروضة صانور عبر مواصلات خاصة على نفقتهم، موضحاً أن هناك حاجة ماسة لدعم لجنة المشاريع في تنفيذ مشروع افتتاح وتوفير روضة مناسبة ومؤهلة لتأهيل وتعليم الأطفال بشكل مناسب والتخفيف من معاناتهم في التنقل وعن أسرهم في المصاريف الدائمة.
معاناة المزارعين..
يبين العيسة أن المزارعين يعانون بشكل كبير في ظل انتشار الخنازير البرية في المنطقة، ويقول: “الخنازير تشكل خطراً على حياة المواطنين، فهي كابوس رهيب يثير الخوف والرعب في ظل انتشارها وتجولها في المنطقة وحول المنازل، وفشلت كافة جهودنا لمحاربتها والقضاء عليها. الكارثة الكبرى، مهاجمتها للمحاصيل الزراعية وتدميرها المزروعات، ما يكبد أصحاب الارض خسائر فادحة دون أن يعوضهم أحد. الوجه الآخر لمعاناة المزارعين، مشقة وصعوبة الوصول لأراضيهم، وهناك حاجة ملحة لمشروع شق طرق زراعية وتعبيدها وبناء جدران استنادية”.
ويضيف: “لا يواجه الأهالي مشاكل على صعيد شبكتي الكهرباء والمياه، فقد تمكنت لجنة المشاريع من توفيرهما من محافظة طوباس وبلدية ميثلون، لكن معاناتهم دائمة، لعدم توفر شبكة صرف صحي وعيادة طبية”.
ويقول العيسة: “كنا نتلقى الخدمات الصحية من عيادة تابعة للوكالة، لكن منذ إعلان الرئيس الأمريكي السابق ترامب الحرب على شعبنا ووقف المساعدات توقفت الجولات وانقطعت المساعدات الصحية والعلاجات حتى اليوم، والحل الوحيد توجه المرضى لمدينة جنين. من مشاكلنا الخطيرة، تكرار حوادث السير على شارعنا الرئيسي والتي سببت وقوع ضحايا بين وفيات واصابات، وطالبنا مرات عديدة المجالس المجاورة والوزارات المعنية التدخل واقامة مطبات في منطقتنا انقاذاً وحماية للارواح لكن دون جدوى. أهالي القرية يعانون من انتشار النفايات في الشوارع ومحيط المنازل لتشكل مكرهة صحية ومصدرا لانتشار الحشرات والامراض، وما زلنا نطالب بتزويدنا بمركبة خاصة لنقل النفايات وعمال”.
وناشد العيسة الوزرات والجهات المعنية إدراج قريته التي تعاني من التهميش ضمن خططها ومشاريعها وتوفير احتياجاتها لتطويرها والنهوض بها كباقي المناطق المجاورة، ومعالجة كافة قضاياها لينعم أهلها بحياة أفضل.
المقال في موقعه الأصلي: الجربا.. قرية صغيرة تعاني التهميش وتفتقر للخدمات