تفاصيل أخرى - عين عريك - قضاء رام الله

التآخي بين مسلمي ومسيحيي القرية

 تمثل قرية عين عريك غرب رام الله، نموذجا مصغرا عن حالة التآخي بين مسلمي ومسيحيي القرية، خاصة في شهر رمضان المبارك.

ويحب أهالي القرية تسميتها بـ"الوطن المصغر" كونها تشكل حالة من تعانق الهلال مع الصليب في فلسطين التي تضم الفلسطينيين جميعا مسلمين ومسيحيين وأهل القرية ومن لجأوا إليها في النكبة.

نائب رئيس مجلس قروي عين عريك أشرف شلو قال لـ"الحياة الجديدة" إن أسرة القرية تختلف في عاداتها وتقاليدها عن المجتمع الفلسطيني، فلا يكتفى خلال الأعياد بتبادل أهالي القرية التهاني مسلمين ومسيحيين، بل تتعدى ذلك إلى إقامة ولائم الإفطار المتبادلة خلال شهر رمضان المبارك.

وأضاف شلو "تتم دعوتنا نحن المسلمين من أجل تناول وجبة الإفطار من قبل إخواننا المسيحيين". لكن في شهري رمضان العام الماضي والحالي كان الوضع مختلفا بسبب تفشي كورونا ودخول البلاد في حالات إغلاق ومنع للتجمعات، فغابت مآدب الإفطار المتبادلة، وهي المرة الأولى التي تتوقف فيها هذا العادة المتوارثة.

رئيس المجلس القروي السابق خليل شاهين قال "نحن في قرية عين عريك مسيحيين ومسلمين موجودون منذ سنوات، والتعايش والتآخي دائم، فالبيوت والأراضي بجانب بعضها البعض، كقلوبنا تماماً.

وأضاف شاهين أن المجتمع داخل القرية هو مجتمع واحد ولا يختلف عن بعضه البعض إلا بأماكن العبادة فللمسلم مسجده وللمسيحي كنيسته.

وقال شاهين: "عندما يكون المسيحي صائما في فترة ما قبل عيد الفصح المجيد يدعوننا إخواننا المسلمين من أجل تقديم وجبة الإفطار".

وأشار شاهين إلى أن أهل القرية يعملون على إعمار بيوت الله دون تفرقة، فيقدمون مساهماتهم لإعمار المساجد والكنائس على حد سواء.

مهند مهنا أحد أبناء القرية يقول إن عمق حالة التعايش بين سكان القرية، تجلت عندما تم الإفراج عن جثماني الشهيدين رمزي شاهين وأنيس خليل، اللذين قضيا في المعركة نفسها وبسلاح العدو، ليشيع الجثمانان بعرض عسكري. وأضاف "عند الصلاة على الشهيدين، كان جرس الكنيسة يقرع حزناً على  الشهيد رمزي، في الوقت الذي كان الشيخ يؤذن للصلاة على جثمان الشهيد أنيس".

أما خالد زيته فقال "يتضح التعايش اكثر بين أفراد القرية عندما تدعو صديقك المسيحي من أجل تناول وجبة الإفطار، فيلتزم بالصوم مثلك".

وتابع زيته "منذ القدم وأنا أسمع أهالي القرية يتحدثون عن العادات والتقاليد المتوارثة لا سيما عند وفاة أحد من أهل القرية فإذا كان المتوفي مسلما يعد مسيحي الغداء لأهل المتوفى وإذا كان المتوفى مسيحيا، يعد المسلم لأهل الفقيد وجبة الغداء".

وأضاف زيته أن هذه العادات والتقاليد ما هي إلا دورة حياة في قرية عين عريك، حيث لا يمكن لأحد أن ينسى هذه العادات سواء من شبابها أو أجيالها اللاحقة.