معلومات عامة عن أرسوف - قضاء يافا
معلومات عامة عن قرية أرسوف
تقع خرائب رسوف شمالي قرية الحرم (علي) قضاء يافا
▪ هي مدينة كنعانية الاصل، ذكرت في نقوش «تغلات فلاسر» الآشوري.
▪ عرفت في العهد اليوناني باسم «آبولونيا ـ Appolonia») نسبة إلى «آبولو ـ Appollo» اخر آلهةاليونان
الموقع والمساحة
موقع ارسوف وميناؤها على شاطئ البحر جعلها محط انظار الغزاة الصليبيين الذين سعوا منذ بداية حملاتهم الصليبية إلى احتلالها.
وهو موقع استيطان قديم، مذكور في المصادر العربية يقع إلى الشمال من يافا، وأسماه اليهود تل أرشاف وجاء في موسوعة الحروب الصليبية أن أرسوف مدينة ساحلية فلسطينية ، كانت تعرف في القديم باسم «أبولونيا-سوزوسا» وكانت الفرنجة تطلق عليها اسم «أرسور» وفي عام 1099 ، وبينما كانت المدينة تحت سيطرة الفاطميين (العبيديين) ، استطاع جودفري ، أول حاكم صليبي لفلسطين ، أن ينتزع منها الجزية لكن في شهر نيسان من عام 1101 سقطت أرسوف في يد خليفته بلدوين الأول ملك القدس ، وبمساعدة الأسطول الجنوي له ، طُرِدَ كل سكان المدينة وقد بقيت المدينة والأراضي المحيطة بها جزءً من السيطرة الملكية (سيطرة بلدوين الأول) حتى حوالي عام 1163 حيث ظهر جون (يحيى) الأرسوفي كأول حاكم مستقل للمدينة امتدت سيطرة جون هذا شمالاً إلى نهر الفالق ، وجنوباً إلى نهر العوجة (نهر يرقون)، وشرقاً حتى سفوح السامرة وفي القرن الثاني عشر أصبح من واجب المدينة أن تزود جيش الصليبيين بخمسين من جنودها للخدمة العسكرية وفي عام 1261 ، أصبح أصحاب الحاكم ستة فرسان وعشرين جندياً.
الآثار
قلعة تل أرسوف
تلك الحصن القديمة التي تحمل في تضاريسها قصصًا وتاريخًا. تقع هذه القلعة البارزة في موقع متفرد على قمة تل مرتفع. تعكس الهياكل الضاربة إلى الوراء تطورًا معماريًا متنوعًا، منذ العصور القديمة حتى العصور الوسطى. كان اسمها "أرسوف" يعكس جاذبيتها الثقافية والتاريخية، وقد لعبت دورًا مهمًا في الحماية والاستدراك خلال مرور العصور.
بنيت القلعة بشكل استراتيجي لتوفير رؤية واسعة للمناطق المحيطة بها، وعبر السنوات، شهدت تعديلات وتجديدات متعددة على مدى القرون. تواجه من يزورها مبانٍ متنوعة تعكس تطور الهندسة المعمارية عبر الزمن.
إن زيارة قلعة أرسوف تأخذك في رحلة عبر التاريخ، حيث يمكنك استكشاف الأبراج والسور والقاعات التاريخية. تتيح الإطلالات الخلابة من قمة القلعة رؤية المناظر الطبيعية المحيطة بمجموعة مدهشة من اللون والجمال.
تجمع القلعة بين الجاذبية التاريخية والروح الثقافية، وهي وجهة للزوار من مختلف الأعمار والخلفيات. سواء كنت مهتمًا بالتاريخ أو الهندسة المعمارية أو ببساطة الإطلالات البانورامية الرائعة، سنجد في قلعة أرسوف تجربة تثري معرفتنا وتثير
تفاصيل أخرى
فشل الفرنجة من دخولها في بادئ الأمر بعد أن حاصروها في العام 1099م. بعد أن دخلوا القدس، لكنّ الملك بلدوين حاصرها وهاجمها بمساعدة الأسطول الجنوي وتمكّن من احتلالها في العام 1101، وجعلها عاصمة إقليم.
بعد معركة حطّين سنة 1187وانتصار صلاح الدّين، وقعت هنا معركة قاسية سنة 1191بين جيشه وجيش الفرنجة بقيادة ريكاردوس قلب الأسد، وكانت الغَلَبة لهذا الأخير، لتظل القلعة الحصينة بيد الفرنجة حتى العام 1265 عندما حاصرها بيبرس المملوكي أربعين يومًا مليئة بالصّدامات حتى استسلم المحاصَرون الذين طلبوا السّماح لهم بالانسحاب بسلام، وبعد أن وعدهم القائد المملوكي، لم ينفّذ وعده، إذ ألزمهم حرق قلعتهم ثمّ أسَرهم.
أقام بيبرس قرية بجانبها حول المقام الذي أمر ببنائه وهي قرية الحَرَم أو سيدنا علي التي بقي مقامها.
يستطيع الزائر اليوم أن يرى القلعة والمرافق الهامّة فيها والأسوار والخندق والميناء وآبار الماء .
معركة أرسوف
دارت معركة أرسوف في 7 سبتمبر 1191، زمن الحملة الصليبية الثالثة بين صلاح الدين الايوبى وريتشارد. هزم فيها جيش صلاح الدين الأيوبي. في يوم 22 أغسطس 1191، خرج ريتشارد بجيش من عكا متجها إلى عسقلان، وخرجت قوات صلاح الدين من خلفهم ترميهم بالنبال وتهاجمهم بالسيوف. وقد أمر صلاح الدين بقتل أي صليبي يؤسر كانتقام لمذبحة عكا وقتلهم للأسرى. فدخل الصليبيين حيفا وبقوا فيها، أما صلاح الدين فقد فضّل البقاء في القيمون إلى أن عرف أن الصليبيين خرجوا من حيفا بجنودهم وفرسانهم، ومشوا بجانب الساحل وسفنهم في البحر تحاذيهم، فخرج ورائهم، وحدثت بعض المناوشات. ولما وصل صلاح الدين قرية اسمها دير الراهب بجوار أرسوف، أرسل ريتشارد يطلب مقابلة الملك العادل، فلما التقيا قال له: " لقد حاربنا بعضنا البعض مدة طويلة، وقد جئنا هنا لكي ننصر أهل الساحل، فلو تصالحتم معهم فستنتهي جميع العداوات التي بيننا". فلما سأله العادل وماذا تشترطون لنتصالح؟ رد عليه ريتشارد قائلا: " نشترط أن يستعيد أهل الساحل المدن التي أخذتموها منهم "فانتهت المقابلة ومشى العادل غاضباً.
يوم 30 أغسطس بقى جيش صلاح الدين قريباً جداً من جيش ريتشارد وحصلت بعض من معارك الكر والفر، وتعرض الفرنسيون لهجمات قوية كانت ستقضي عليهم لأنهم كانوا في مؤخرة الجيش الصليبي. وبعد ذلك بأيام قليلة اختار صلاح الدين أرض المعركة في شمال أرسوف في منطقه مفتوحة تسمح بمناورات الفرسان. يوم 7 سبتمبر اصطف الصليبيين الذين كان من ضمنهم قوات هنرى أوف شامبين، وقوات الملك جاي وفرسان المعبد، والإسبتارية، والفلامنكيين وغيرهم.
بدأ سلاح فرسان صلاح الدين في الهجوم وهاجموا بخفة وأخذوا يطلقون السهام ثم يتراجعون بسرعة وفي كل مرة يقتربون أكثر وكالبرق كانت سرعة خيولهم وارتفع غبار كثيف. أجل الملك ريتشارد هجومه واعطى اوامره للمشاة ان يصدوا المسلمين وانتظر حتي تُجهد خيول جيش المسلمين واستمر الامر حتي منتصف النهار والحقت السهام خسائر فادحة بخيول الإسبتارية.
ولم يستطيع قادة الاسبتارية ان ينتظروا أكثر فهتفوا باسم القديس جرجس وهاجموا. وادرك ريتشارد انه لن يستطيع كبح جماحهم فاندفع بحصانه وتبعه فرقته لدعم الاسبتارية ضد ميمنة المسلمين واندفع الداوية ضد ميسرة صلاح الدين وفوجيء المسلمين بالهجوم وتراجعوا بعد خسائر كبيرة وحارب قلب الاسد بشجاعة.--> لكن صلاح الدين تماسك وجمعه، وأمر بحماية معسكره وقام بهجوم جديد على الصليبيين لكنه فشل في التحكم في المعركة، وكان جيش الصليبيين منتصراً. انهزم جيش صلاح الدين ولولا حماسة صلاح الدين الشخصية وصلابته لكان جيشه قد انهزم هزيمة فادحة. مع ذلك النصر الذي حققه الصليبيون ما لم يكن حاسماً، ولم يقتل من كلا الجيشين عساكر كثيرون أو أمراء مهيمنين. أراد صلاح الدين أن يدخل معركة جديدة، لكن ريتشارد لم يرد ذلك لانه كان يعلم أنه ليس بالقوة التي تسمح له بدخول معارك متتابعة، فأكتفى بنصره المعنوى في أرسوف. وهذه المعركة كانت أول معركه مفتوحه بين جيش صلاح الدين والصليبيين بعد معركة حطين.
صلاح الدين ذهب بجيشه إلى الرملة وانتظر هناك كي يرى ماذا سيفعل ريتشارد. ذهب الصليبيون إلى يافا وحصنوها، وبدأ ريتشارد يستعد للوصول إلى القدس. وهنا، يقول المؤرخون إن ريتشارد قام بخطأ هو الآخر لأنه انتظر مدة في يافا فلو أنه خرج من أرسوف إلى القدس فوراً لكان من الممكن أن يحصل عليها، لكن ريتشارد كان يعلم ان صلاح الدين قد انهزم، لكن جيشه كان موجوداً، ولو ذهب إلى القدس فوراً لكان جيش صلاح الدين بإمكانه أن يعزله عن الساحل، وبالتالى عن الإمدادات من البحر، فكان لابد من يقوم بعمل قاعدة قويه في يافا قبل أن يغامر ويتوغل في البر. لكن تأخره في يافا أعطى فرصة لصلاح الدين بأن يقوم بعمل تحصينات ودفاعات متينة حول القدس.
ومن ناحيته خاف صلاح الدين من أن يذهب ريتشارد إلى عسقلان ويقوم ببناء قاعدة ثانية هناك، فيقطع الطريق بينه وبين مصر مصدر قوته وعسكر جيشه وترسانته، فسبقه إلى هناك ودمرها وجعلها غير صالحة للاستعمال كقاعدة عسكرية. ريتشارد بدأ يواجه مصاعب، عساكر من الجيش الصليبى بدأوا بالتسلل والهروب إلى عكا، وفوق ذلك بدأ ريتشارد يالقلق من كونراد في صور ومن رجوع فيليب إلى فرنسا، ومن أخبار التمردات التي تحصل في قبرص. ولكي ينتهي من قبرص باعها لفرسان المعبد، وابتدأ يتجهيز للتفاوض مع صلاح الدين.
وقد قبض على والتر الأرسوفي في معركة حطين في شهر تموز عام 1187 ، وعادت المدينة إلى أيدي المسلمين في شهر آب من نفس السنة وبعد ثلاث سنوات من فتحها هدم صلاح الدين حصونها لكن المدينة استرجعها الصليبيون في أيلول من عام 1191 بعد هزيمة صلاح الدين في شمال شرقي المدينة أمام قوات ريتشارد ، وقد دفن الفارس جميس الأفِسنيسي في سانتا ماريا ، كنيسة أرسوف الرئيسية بعد وفاة خليفة والتر ، جون ، في عام 1198 أو قبله ، انتقلت ملكية المدينة إلى ثييري الأوركاوي Thierry of Orca، زوج أخت جون واسمها مليسِندا، لكن بعد وفاة ثييري في عام 1207 ، تزوجت مليسندا جون الإبِليني ، حاكم بيروت بدأ ابن جون بتحصين أرسوف في 1241، لكن بعد موته في 1258 انتقلت الملكية إلى ابنه باليان لم يستطع باليان أن يدافع عن المدينة ضد هجمات المماليك فأجّرها إلى جماعة الإسبتارية في 1261 مقابل مبلغ قدره 4000 بيزة سنوياً.
وفي 1263 ، سجلت المصادر الإسلامية أن الإسبتارية بدأوا ببناء ربض ، وكان هذا مخالفاً لما اتفقوا عليه مع السلطان بيبرس ، فحاصرنا السلطان بيبرس في 1265 وبعد أربعين يوماً من الحصار – في 26 نيسان ، ترك الإسبتارية المدينة واعتصموا بالقلعة التي سقطت بعد ثلاثة أيام فقط بعد تقويض بوابتها وقد أسر حوالي 1000 من المدافعين عن القلعة أو قُتِلوا ثم هدم جدار القلعة وسور المدينة بعد ذلك
تاريخ القرية
كانت ارسوف في القرن الأول للخلافة الإسلامية من أهم المدن الخصبة في جند فلسطين. ذكرها المقدسي في القرن العاشر الميلادي بقوله: ارسوف أصغر من يافا، حصينة عامرة، بها منبر حسن بني للرملة ثم كان صغيراً فحمل إلى ارسوف.
غدت أرسوف بعد تدميرها أطلالاً، وظلت غاباتها المتفرقة التي امتدت من العوجا* حتى جبل الكرمل*، تجذب الصيادين لكثرة ما بها من حيوانات، كما تردد الحطابون إلى غايتها، والمزارعون إلى سهولها المعروفة بخصبها ووفرة إنتاجها وكثرة مراعيها، فعاد بعض الناس واستقروا بالقرب منها. ومما أعان على ذلك قناطرها التي أقامها نائب غزة المملوكي سنجر الجاولي (ت745هـ/ 1345م)، نشأت بالقرب من أرسوف قرية الحرم التي عرفت أحياناً باسم سيدنا علي بن عليل المدفون فيها، واعتاد الناس إقامة موسم
بقايا مدينة قديمة تعود إلي الفينيقيين في القرن السادس قبل الميلاد، وفترات تاريخيّة لاحقة، بناها الفينيقيون وأطلقوا عليها اسم (أرشوف) تيمّنًا باسم ( ريشف) إله النّار والحرب والعاصفة، ثم جاء الحكم الإغريقي في القرن الرّابع ق. م. ليتحوّل اسمها إلى (أبولونيا) لاعتقادهم أن ريشف هو أبولو، وقد عرفت المدينة في الخكم الروماني الذي بدأ في القرن الأوّل ق.م. تطوّرًا وازدهارًا، فسكنها خليط من الشّعوب، وفي الفترة البيزنطيّة التي بدأت في القرن الرّابع م. زادت ازدهارًا وتغيّر اسمها إلى (سوزوما) أي المخلّص وهو يسوع المسيح. وقد بنى فيها البيزنديّون ميناءً وكنيسة عظيمين.
أعاد لها العرب المسلمون الذين حكموها سنة منذ القرن السّابع م. اسم (أرسوف) المحرّف من اسمها الأصلي، أحاطوها بسور عظيم لمنع احتمال عودة البيزنطيين واحتلالها من جديد.