معلومات عامة عن قرية نعليا - قضاء غزة
معلومات عامة عن قرية نعليا
كانت القرية مبنية على رقعة مستوية من الأرض في السهل الساحلي، وكانت محاطة ببساتين الفاكهة والزيتون التي كانت تمتد وصولا إلى المجدل. وكان في جانبها الجنوبي مسجد مزخرف بالنقوش، تحيط به بقايا أبنية سابقة وأضرحة، وكان أبناؤها يتلقون العلم في مدرسة المجدل، أما مدرسة القرية، فإنها لم تفتح أبوابها قط بسبب الحرب، وكان في القرية عدة متاجر صغيرة، وكان سكانها يعتمدون في الغالب، على الزراعة لمعيشتهم.
تبتعد القرية عن غزة 19 كيلومتر
كانت نعليا التي احتلت وقت سقوط المجدل في أرجح الظن، من أواخر القرى التي استولى الصهاينة عليها في جنوب البلاد. أقيمت في سنة 1948 مدينة أشكلون، التي تقع إلى الشمال الغربي من موقع القرية، وقد امتدت هذه المدينة لتصل إلى أراضي القرية.ا
اندثرت القرية كلياً اليوم. والموقع مغطى بالاعشاب البرية وبعض أشجار الجميز. اما الأراضي المجاورة فيستغلها المزارعون الإسرائيليون.
الموقع والمساحة
نشأت نعليا فوق رقعة منبسطة من أراضي السهل الساحلي
ترتفع نحو 50 م عن سطح البحر. وقد أقيمت إلى الشمال قليلاً من موضع نعليا القديمة بعد أن غمرت الكثبان الرملية الشاطئية ذلك الموضع القديم. والقرية محاطة بالرمال من الجهة الجنوبية. ولولا الأشجار المثمرة التي زرعت في الطرف الجنوبي منها لزحفت الرمال إليها وغمرتها مثلما غمرت نعليا القديمة.
بلغت مساحة أراضي نعليا 5,233 دونماً منها 188 دونماً للطرق والأودية، ولا يملك اليهود منها شيئاً. والتربة* متوسطة الخصب لأنها رملية في الغالب. ولكن توافر مصادر المياه الجوفية في المنطقة حفر على حفر الآبار* واستخدام مياهها في ري بساتين الأشجار المثمرة. وتزرع الحبوب في مساحات صغيرة معتمدة على الأمطار. وأهم الغلات الزراعية في نعليا الحمضيات، ولا سيما البرتقال الذي غرست أشجاره في مساحة 1,084 دونماً. وتزرع فيها أشجار العنب والتين والجميز والمشمش وغيرها.
البنية المعمارية للقرية
شيدت معظم بيوت نعليا من اللبن، وبني قليل منها من الاسمنت، وهي بصفة عامة مندمجة ومتلاصقة تفصل بينها ممرات رملية ضيقة، وتقوم الأشجار حول كثير منها. وقد بنى بعض الأهالي بيوتهم وسط البساتين المحيطة بالقرية. ويتخذ مخطط نعليا شكل شبه المنحرف ويتجه طوله من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي. ويسير النمو العمراني في محور يحاذي درب نعليا – المجدل. وكان في نعليا بعض الحوانيت ومسجد ومدرسة تأسست في عام 1948
السكان
بلغ عدد سكان نعليا في عام 1922 نحو 687 نسمة، وازداد في عام 1931 إلى 863 نسمة كانوا يقيمون في 169 بيتاً، وقدر عدد السكان في عام 1945 بنحو 1,310 نسمات. وفي عام 1948 هاجر سكان نعليا هي قريتهم ولجأوا إلى قطاع غزة فدمر اليهود القرية وأزالوا معالمها.
عائلات القرية وعشائرها
من عائلات بلدة نعليا
- أبو حسين.
- أبو حمام.
- أبو وطفة.
- سمور.
- شاهين .
- ريان.
- غباين.
- فريج.
- الكحلوت.
- المقيد
الحياة الاقتصادية
اعتمد سكان القرية على الزراعة فى معيشتهم حيث كانت الاراضى الزراعية تحيط بالقرية من الشرق والغرب والشمال واجزاء من الجنوب حيث اشتهرت القرية بزراعة الحمضيات وبلغ عدد البيارات المملوكة لاهالى القرية 19 بيارة اضافة الى بعض البيارات التى كانت مملوكة لاخرين من خارج البلد
الثروة الزراعية
اعتمد سكان القرية على الزراعة فى معيشتهم حيث كانت الاراضى الزراعية تحيط بالقرية من الشرق والغرب والشمال واجزاء من الجنوب حيث اشتهرت القرية بزراعة الحمضيات وبلغ عدد البيارات المملوكة لاهالى القرية 19 بيارة اضافة الى بعض البيارات التى كانت مملوكة لاخرين من خارج البلد
كما اشتهرت البلدة بزراعة الزيتون والفواكه خاصة العنب والتين والمشمش وكذلك الحبوب على اختلافها خاصة السمسم والقمح والشعير وبقيت حتى العام 1945م حوالى 1048 دونم مخصصة للحمضيات والموز و2215 دونم للحبوب و1436دونماً مروياً او مستخدماً للبساتين وكانت بساتين الفاكهة بالقرية تروى بمياه الابار الارتوازية التى بلغ عددها حوالى 23 بئراً منها 10 ابار مملوكة لاشخاص من خارج القرية
التعليم
كان طلبة القرية قبل الهجرة في العام 1948 م يدرسون في مدرسة مشتركة بمدينة المجدل ، اما مدرسة القرية الوحيدة التي لم يكتمل بنائها ولم يدرس بها الابناء بسبب الحرب وتهجيرهم في العام 1948م
شهداء من القرية
وقد استشهد العديد من ابناء القرية خلال احداث نكبة فلسطينوما بعدها، منهم:
- امنة محمد ابو عربية (شاهين).
- محمد عبد اللطيف ريان .
- احمد محمدريان.
- حسن سمور
- محمد الكحلوت
- الاستشهادى مؤمن نافز الملفوح
- علاء الدين الكحلوت
- شادى الكحلوت
- إبراهيم نزار ريان
- محمود منذر ريان
- محمد راسم الملفوح
- موسى المقيد
- أسعد ريان
- واحمد ريان
- خالد ريان
- ابراهيم بشير
- ريان وخضر
- فؤاد ريان
- سائد غباين
احتلال القرية
كانت نعليا التي احتلت وقت سقوط المجدل في أرجح الظن, من أواخر القرى التي استولى الإسرائيليون عليها في جنوب البلاد. وعقب عملية يوآف (أنظر بربرة, قضاء غزة) نجحت الوحدات الإسرائيلية في اقتحام المجدل, مع غيرها من القرى التابعة لها, في 4-5 تشرين الثاني\ نوفمبر 1948.
أعلام من القرية
من أعلام القرية:
1- لشيخ عبد الكريم خليل محمود الكحلوت
ولد الشيخ عبد الكريم خليل محمود الكحلوت في قرية نعليا التابعة للمجدل بتاريخ 15/12/ 1935م ، سكن مع اسرته بعد النكبة في معسكر جباليا .
تخرج من الأزهر سنة 1967م ، تم تعيينه أمام وخطيب مسجد الشاطئ " البحر " بتاريخ
وكان يسكن في ذلك الوقت في معسكر جباليا ويتجشم أعباء الذهاب والإياب والقيام بأعباء الوظيفة من إمام راتب وخطيب دائم ومدرس وواعظ .
تقدم بتاريخ 17-6-1973 بطلب نقل ليحل مكان الشيخ محمد ذيب قوصه للقيام بوظيفة أمام لمسجد المحكمة البردبكية في حي الشجاعية 1393 هـ .
غادر الشيخ مدينة غزة سنة 1978 م لأداء فريضة الحج ، ثم حج مرة أخرى عام 1980 م .
ثم أدى عمرة وزار قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتاريخ 29 جمادى الآخر سنة 1408ه الموافق 17-2-1988م .
بتاريخ 30 – 10 – 1994 م تم تعيينه مفتياً لمدينة غزة بمرسوم رئاسي صادر من رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية السيد ياسر عرفات .
- حياته وأعماله والمناصب التي تقلدها :
- كانت حياة الشيخ مليئة بالأعمال والمهام الدعوية والشرعية من خطابة ووعظ وتدريس وإرشاد وإفتاءلا يتسع المقام لذكرها الآن ، لقد كان يلقي العديد من الدروس ويجيب عن المئات من الفتاوي اليومية عبر الهاتف والجوال ، وفي مقابلات متلفزة واتصالات من المستمعين والإذاعات .
- كان مدرساً بالأزهر وتخرج على يديه آلاف من الطلبة والمريدين وقد أصبح البعض منهم اليوم في مناصب كبيرة والبعض صار عالماً كبيراً .
كما تتلمذ على يديه جل علماء ورجال ومتخصصي علوم الشريعة والدين والفقه ، لم يستطع احد سواء كان عالماً أو مدرساً أن يتجاوز في فتواه مولانا العلامة الكبير – رحمه الله ، لقد كنت أسمع الجميع حينما يريد استصدار فتوى يقول لنرى أولاً مارأيي الشيخ عبد الكريم الكحلوت . فالشيخ للأمانة لا يًوجد له نظير في جميع أرجاء فلسطين فقها وعلماً في شرع الله عز وجل ، كما أنه يتسم بالتدين العميق والورع في الفتوى والبعد عن الفتاوي السياسية ولي أعناق النصوص .
لقد حاول الكثيرون أن يستصدروا منه فتوى تبرر ممارسة معينة لحوادث معلومة إلا أن الشيخ لم يلبي لهم طلب ، وكان يتمسك بقول الله عز وجل وسنة رسوله الأعظم ويحذوا
حذو السلف الصالح من العلماء العاملين الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم .
- صدقه ومعرفته بالتاريخ والأنساب :
كان الشيخ جماعة للكتب ومحباً لها ولا سيما كتب التاريخ والسير ، فقد علمت منه ومن الإخوة آل الطباع أن من أوائل الذين قرؤوا واطلعوا على مخطوط مؤرخ مدينة غزة الشيخ عثمان الطباع – رحمه الله " إتحاف الأعزة في تاريخ غزة " وقد حدثني عنه كثيرا قبل أن أحظى بتحقيقه وطباعته ونشره . رحم الله شيخنا الجليل وأسكنه فسيح جناته .
2 الحاج حسن شعبان ابراهيم سمور أبو فتحي - صاحب دكان في مخيم الشاطئ
بقلم محمود روقة
مع إشراقة شمس ذات يوم من أيام قرية نعليا - قضاء غزة، وُلِدَ الطفل "حسن" عام 1927م.، على بُعد 19كم شمال غزة.
والداه "شعبان وفاطمة " سليلة عائلة تعمل في الزراعة والفلاحة، فقرية نعليا كغيرها من قرى جنوب فلسطين اشتهرت بزراعة القمح والشعير وأشجار الزيتون وبيارات الحمضيات كما بساتين الفاكهة واللوزيات والخضروات.
كان صاحبنا الأكبر بين الأبناء الأربعة (حسن، ابراهيم، أحمد ومحمد) وأربع أخوات، تربوا وكبروا في كنف والديهم.
تمضي السنون ويغدو حسن شاباً، وليعمل طباخاً وخبازاً في معسكر انجليزي حقبة الانتداب البريطاني لفلسطين سنوات ما قبل نكبة 48.
تتعرض قرية نعليا كغيرها من القرى المجاورة لهجمات العصابات الصهيونية المسلحة بأحدث العتاد العسكري بدعم من قوات الانتداب البريطاني آنذاك، لتكون الهجرة القسرية لسكانها إثر نكبة عام 1948م مُتجهين جنوباً، فسكنوا الخيام بمنطقة "السدرة" في غزة ومن ثم سكنوا في بيت من بيوت الشاطئ الجنوبي، الذي أنشاته وكالة الأونروا في العام 1951م.
تزوج الشاب "حسن" من الآنسة "عائشة" في العام 1947م، زواجه الأول، وكان زواجه الثاني من أرملة عمه (أم زهير) بعد الهجرة، رزقه الله منهما ثمانية أبناء (من الأولى: فتحي، جمال، صلاح وغازي، ومن الثانية: عوني، خالد، يونس وكمال) وسبع بنات.
عمل في مركز تموين مخيم الشاطئ التابع لوكالة الأونروا منذ العام 1953م إلى أن وصل سن التقاعد في العام 1984م.
افتتح دكاناً اقتطعه من بيته في المخيم لبيع الأدوات المنزلية في أوآخر الستينيات من القرن الماضي، يساعده فيه ابنه الأكبر "فتحي" تطورت فيما بعد وغدا دكاناً أوسع.
ولأن صاحبنا "أبو فتحي" تعلم مبكراً في كُتَّاب القرية مستكفياً بالأبجدية البسيطة وقليلاً من سور القرآن الكريم، الأمر الذي جعله يهتم بإلحاق أبنائه وبناته مدارس وكالة الأونروا ومن ثم المدارس الحكومية، ومنهم من أكمل تعليمه الجامعي... ليشقوا طريق حياتهم في مهن مختلفه، فكان منهم الموظف في دوائر الأونروا والسلطة الوطنية ومنهم من ذهب إلى ميادين الإنشاء والبناء وغيرها، اختاروا شريكات حياتهم وكونوا أسرهم، ليكون لأبي فتحي أحفاد وأبناء أحفاد، باركه الله بالذرية الصالحة.
كان الحاج أبو فتحي طيب الخلق، محافظاً على طاعة الله، حريصاً على الجيران، مُسالماً، طيب القلب. نظيف اليد. شعاره الصدق والأمانة، ساعياً إلى الخير، أحب الناس فأحبوه، له احترامه بين الناس.
لقد عاش صاحبنا حياته مكافحاً ومثابراً ليوفر حياة كريمة لأسرته. فأنشأها خير نشأة في أجواء طاعة الله والمحبة والاحترام المتبادل مع محيطه أبناء مخيمه ومن عمل وتعامل معهم، إلى أن توفاه الله في 16 أكتوبر 2020م.
رحم الله الحاج "أبو فتحي" رحمة واسعة وأسكنه جنات النعيم.
3- الحاج محمد اسماعيل محمد الكحلوت : أبو اسماعيل
محمد اسماعيل محمد الكحلوت من مواليد قرية نعليا بتاريخ 4/12/1936م من أبوين مكافحين ومن عائلة مناضلة، تفتحت عيناه على قضية شعبه منذ الصغر، عاش منذ طفولته في قرية نعليا قضاء قطاع غزة، حيث أنهى دراسته الابتدائية في مدرستها الوحيدة الصغيرة في منطقة تسمى الجرن، ثم تابع دراسته الاعدادية في مدارس المجدل، التي لم يكملها بسبب النكبة الفلسطينية التي حصلت عام 1948م، والتي شردت عشرات الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني من ديارهم الأصلية إلى مخيمات الشتات والغربة، حيث هاجرت أسرته إلى مدينة خان يونس والتي أكمل بها دراسته الإعدادية ومن ثم الثانوية، حيث كان من المميزين والمتفوقين جداً في دراسته، مما أهله إلى أن يعمل مدرساً وهو في الثانوية العامة بنفس الوقت وذلك من أجل مساعدته أسرته التي أصابها ما أصاب الفلسطينيين من جراء الهجرة.
استمرت إقامة العائلة في مدينة خان يونس إلى ما بعد العدوان الثلاثي على مصر وقطاع غزة عام 1956م، حيث اعتقل مع الشباب والرجال الذين تم اعتقالهم من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي، وكان من ضمن الفئة القليلة التي بقيت على قيد الحياة بأعجوبة كان يذكرها الراحل ويتحدث عنها لذويه وأصدقائه، حيث تم إعدام وتصفية العشرات من الشباب في تلك الفترة، والتي زج بها إلى حتفهم الأخير، في مجزرة بشعةاُرتكبت بحق شبابنا الفلسطيني في ذلك الوقت، وفيما بعدتم إطلاق سراحه مع بعض الشباب والرجال.
انتقلت الأسرة إلى معسكر اللجوء والهجرة معسكر جباليا للاجئين عام 1957م، وتحت وطأة وظروف الحياة الصعبة التي تعرضت لها الأسرة، فقد أتيحت له فرصة السفر إلى المملكة العربية السعودية للعمل مدرساً في المدينة المنورة وذلك عام 1958م، لمساعدة الأهل وأمل بالعودة إلى الأرض والوطن، لطالما راوده الحلم لذلك.
وجد الأخ/ أبو اسماعيل الكحلوت ضالته في الطريق الصحيح الذي كان يبحث عنه منذ النكبة، وذلك لتحرير الأرض والإنسان، حيث أهتدى إلى تنظيم حركة فتح في السعودية، فكان من النواة الأولى عام 1960م، مع إخوة له أمثال سعيد المزين وأحمد وافي وآخرين، استمر في عمله مدرساً بالمدينة المنورة، بالإضافة إلى مهامه التنظيمية في الحركة، إلى عام 1968م، حيث أنتقل إلى عمان متفرغاً بشكل رسمي، للعمل النضالي.
ومنذ انطلاقة حركة فتح عام 1965م، كان لديها توجهاً بإنشاء مؤسسة ترعى أسر الشهداء وذلك مع ازدياد عددهم، مما استدعى إلى فتح مكتب في العاصمة الأردنية عمان منذ عام 1968م، حيث عينت الأخت انتصار الوزير (أم جهاد) رئيساً لهذه المؤسسة والتي افتتحت لها أفرع في سوريا ولبنان، وعليه تم اختيار الأخ/ أبو اسماعيل ليكون مسؤول مؤسسة أسر الشهداء والجرحى في عمان منذ العام 1968م وحتى عام 1971م، حيث غادر إلى سوريا بعد الأحداث التي وقعت بين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني، وأستلم مسؤوليته عن مؤسسة أسر الشهداء والجرحى في دمشق حتى توفاه الله عام 1991م.
لقد كان الأخ/ أبو اسماعيل الكحلوت هادئاً بطبعه، دقيقاً في تنظيم شؤون عمله، عاشقاً للشهادة والشهداء، متفانياً في عمل الخير، يهرع باستمرار لمساعدة الآخرين، كان أباً حنوناً لهم، ويقف إلى جانب المحتاجين.
أبو اسماعيل الكحلوت المؤتمن في عمله، كان يتمتع بثقة عالية، حيث عمل بكل جد واخلاص، بلا كلل أو ملل.
كان الأخ/ أبو اسماعيل الكحلوت مناضلاً مميزاً، صادق صدوق، تعلمنا منه الكثير الكثير، ولا يمكن أن نعطيه حقه في بضعة سطور.
أنتقل الأخ/ محمد اسماعيل الكحلوت (أبو اسماعيل) إلى رحمة الله تعالى بتاريخ 28/7/1991م بعد صراع طويل مع المرض اللعين، وتم دفنه في مقبرة الشهداء بسحاب.
لقد كان الراحل الكبير/ أبو اسماعيل أحد ركائز النضال الوطني الفلسطيني وأحد ثوارها الكبار المؤتمنين على عائلات شهداءنا ومن رجالات فلسطين المشهود لهم بالعطاء.
كان يتمتع بقيم أخلاقية عالية، وكان مثالاً للصدق والالتزام الثوري، أمتاز بالرجولة والأمانة والصدق للشعب والوطن والقضية لقد رحل عنا بعد مشوار طويل من الكفاح والنضال، حيث لم يكن بعيداً عن فلسطين التي أعطاها جل حياته، وكانت قضيته الأولى والأخيرة.
لقد فقدت حركة فتح والشعب الفلسطيني مناضلاً من خيرة مناضليها الأوفياء والأمناء، خلال مسيرة العطاء الثوري التي سطر فيها هؤلاء الرواد الأوائل المخلصون لله والوطن والقضية، صفحات خالدة، ستظل محفورة في ذاكرة الوطن، وسوف تظل ذكراهم العطرة نبراساً للأجيال القادمة.
سيبقى الراحل الكبير/ أبو اسماعيل الكحلوت حاضراً في الضمير الجمعي لشعبنا الفلسطيني، وأننا جميعاً مدينون لكل الشهداء، ديناً لا ينقضي ومطالبون أن نستمر في إحياء ذكراهم العطرة، حيث أنهم الأنبل والأكرم منا جميعاً.
القرية اليوم
تقع وسط مدينة أشكلون, التي أقيمت في سنة 1948, إلى الشمال الغربي من موقع القرية, وقد امتدت هذه المدينة لتصل إلى أراضي القرية.
اندثرت القرية كليا. والموقع مغطى بالأعشاب البرية وبعض أشجار الجميز. ولا يزال أحد المنازل, وكان مبنيا وسط بساتين الفاكهة, قائما تقطنه عائلة فلسطينية حاليا. ولهذا البيت سقف مسطح ونوافذ وأبواب مستطيلة. أما الأراضي المجاورة فيستغلها المزارعون الإسرائيليون.
الباحث والمراجع
1- وليد الخالدي، كي لا ننسى ، مؤسسة الدراسات الفلسطينية
2- الباحث محمود روقة
3- لواء ركن: عرابي كلوب