معلومات عامة عن قرية جبع - قضاء حيفا
معلومات عامة عن قرية جبع
كانت القرية مبنية على المنحدرات الغربية من الجزء الجنوبي لجبل الكرمل، وتشرف على السهل الساحلي المحيط ببلدة الصرفند. وكان الطريق العام الساحلي يمر على بعد 1.5 كلم إلى الشرق من القرية. وقد ذهب البعض إلى أن جبع تقوم في موقع بلدة غباتا (Gabata) الرومانية
في العصر الحديث امتدت القرية على محور شمالي جنوبي، وبنى سكانها المسلمون منازلهم بالحجارة، وأنشأوا فيها مدرسة ابتدائية للبنين في سنة 1885. كان اقتصاد القرية يعتمد اعتماداً أساسياً على تربية المواشي وعلى الزراعة، وكان القمح والخضروات أهم المحاصيل. وكان سكانها ينتجون الزيتون أيضاً، ويستخرجون الزيت منه بواسطة معصرة يدوية. في 1944/1945، كان ما مجموعه 4207 من الدونمات مخصصاً للحبوب، و450 دونماً مروياً و مستخدماً للبساتين. ومن الشواهد على قِدم القرية بقايا فسيفساء، وقبور منحوتة في الصخر، وآثار معمارية أُخرى. في سنة 1930 اكتُشفت عند مدخل ووادي المغارة، الواقع على بعد أقل من 2كلم شمالي القرية، كهوف تحتوي على دلائل تشير إلى أنها كانت آهلة في عصور ما قبل التاريخ.
أول هجوم على جبع توفرت التقارير عنه هو ذاك الذي شنته قوة كبيرة من الجنود الصهيونيين، عصر اليوم الواقع في 26 شباط/ فبراير 1948. وكانت ((نيويورك تايمز)) ذكرت يومها أن ((الجنود الذين وصلوا في باصَين مصفحين سرعان ما أطلقوا النار وأغاروا على منزل وخرّبوا ما فيه قبل مغادرته)). وكان سبق هذا الهجوم بيوم واحد غار استكشافية. كذلك كانت صحيفة ((فلسطين)) أوردت نبأ فحواه أنه بينما كانت عربة مصفحة تجتاز جبع، في 25 شباط/فبراير، أطلق ركابها النار على اثنين من السكان. ولم يُعلن وقوع إصابات في أي من الهجومين المذكورين، إلاّ أن أربعة أشخاص جُرحوا في هجوم نُفذ بالقرب من جبع في 5 آذار/مارس. فقد جاء في بلاغ رسمي بريطاني أن مركبة يهودية مصفحة أطلقت النار، في الساعة الثامنة والدقيقة الثلاثين صباحاً، على باصَين للعرب قرب القرية، وأن ممرضة وُجدت بين الجرحى. ومع أن جبع ظلت محاطة بالأنشطة المعادية طوال الأسابيع التي تلت، لكنها لم تُحتل إلا بعد أربعة أشهر، حتى الهدنة الثانية [ف: 26/2/48، 27/2/48، 7/3/48؛ NYT: 27/2/48].
سقطت جبع جرّاء واحدة من أعنف العمليات الإسرائيلية التي نُفّذت خلال الهدنة الثانية. وكانت في النصف الثاني من تموز/يوليو 1948 جزءاً من أكبر الجيوب غير المحتلة، الواقعة ضمن الأراضي التي يسيطر الإسرائيليون عليها. واستناداً إلى ((تاريخ حرب الاستقلال))، فإن قوة خاصة، قوامها أربع فصائل اختيرت من ألوية غولاني وكرملي وألكسندروني، شُكلت في 24 تموز/يوليو لمهاجمة القرية.
بقيت القرى الثلاث، التي يتكون الجيب المذكور منها (جبع وإجزم وعين غزال)، صامدة منذ 15 أيار/ مايو 1948. وكان المدافعون عنها قد صدّوا هجومين سابقين، مع استمرارهم في قطع خطوط الإمداد الإسرائيلية على الطريق الساحلي إلى الجنوب من حيفا. إلاّ أن القرى الثلاث عُزلت كلياً عن المساندة العسكرية العربية، في أثناء الهجوم الثالث، مع أنها كانت على اتصال لاسلكي بالقوات العراقية في طولكرم، فضلاً عن استخدام السعاة، بحسب ما ذكر ((تاريخ حرب الاستقلال)). وقد صُدّت الغارة الإسرائيلية الأولى التي شُنت في 24 تموز/يوليو، لكن العصابات الصهيونية بدأت في اليوم التالي قصفاً مدفعياً وجوياً عنيفاً، إلى أن تمكنوا من دخول القرى الثلاث ليلة 25-26 تموز/يوليو. وأُجبر السكان على المغادرة باتجاه وادي عارة.
حققت الأمم المتحدة في الأوضاع التي رافقت احتلال ((المثلث الصغير))، واستنتجت أنه ((مع إتمام الهجوم ... أُجبر جميع سكان القرى الثلاث على إخلاء قراهم)). وقد تباينت تقديرات الخسائر؛ فبينما اعترف الصهايبأسر أربعة أشخاص فقط من جبع، ذكر الأمين العام لجامعة الدول العربية أن كثيرين من الأشخاص أُسروا، وقتل كثيرون غيرهم في القرى الثلاث. وأعلنت الأمم المتحدة أن ثمانية آلاف شخص أصبحوا بلا مأوى جرّاء الهجوم، وأنهم نُقلوا إلى منطقة جنين. ولم يجد مراقبو الأمم المتحدة أي دليل على حدوث مجزرة، ولم يكتشفوا إلاّ جثتين في القرى الثلاث. لكن محققي الأمم المتحدة صرّحوا، في أيلول/سبتمبر، أن 130 قروياً باتوا في عداد الموتى أو المفقودين. وذكرت المصادر الإسرائيلية أن القرويين أُجبروا على دفن 25-30 جثة محترقة ف عين غزال، زاعمة أن الجثث كانت في حال متقدمة من التعفّن.
وبحسب تحقيق الأمم المتحدة، فإن جبع دُمّرت تدميراً منظماً بعد احتلالها. وقال وسيط الأمم المتحدة، الكونت فولك برنادوت أمام مجلس الأمن في أيلول/سبتمبر: ((إني أميل بقوة إلى الرأي القائل إن الإجراءات التي اتخذت، ومنها تدمير قريتين من القرى (جبع وعين غزال)، تجاوزت كل الأعراف وشكلت خرقاً لروح ونص شروط الهدنة)). كذلك نقلت صحيفة ((نيويورك تايمز)) عن برنادوت قوله إن حكومة إسرائيل المؤقتة أخبرته أنها ستعمل ما في وسعها لتردّ إلى سكان القرى الثلاث حقوقهم، وأنها سترمّم على نفقتها الخاصة جميع المنازل المتضررة أو المهدمة. لكن هذا الوعد لم ينجز قط .
تشاهَد أكوام من ركام الحجارة في الموقع، ولا يزال المقام منتصباً على جزء مرتفع منه. وتنمو غابات الصنوبر في الأرض المجاورة، المسيّجة بالأسلاك الشائكة. وثمة حول القرية بقايا قبور، ويستخدم الصهاينة جزءاً من الموقع مرعىً للمواشي.
في سنة 1949، أنشأت سلطات الاحتلال مستعمرة غيفغ كرميل على أراضي القرية؛ وهي تبعد نحو كيلومتر عن موقع القرية.
الموقع والمساحة
تقع جبع إلى الجنوب من مدينة حيفا، وتبعد عنها 18.5 كم ، ترتفع عن سطح البحر 50م ، بلغت مساحة اراضيها 7012 دونماً.
الحدود
تحدها القرى التالية ، قرية المزار شمالا ،وقرية عين غزال جنوبا،وقرية الصرفند جنوب غرب، وقرية إجزم جنوب شرق، وقرية المنارة شمال غرب
سبب التسمية
اسم القرية بمعنى الجبل أو التلة(جبعا) بكسر الجيم في الآرامية، تعني الجبل. وجباعا، في السريانية تفيد معنى (السهل المرتفع).و يعتقد انها قرية (جاباتا ) التي عرفت بهذا الاسم في العهد الروماني و الله أعلم .
معالم القرية
من أبرز معالم القرية المدرسة الابتدائية للبنين والتي افتتحت في العهد العثماني.
الآثار
تحتوي القرية على مدافن منقورة في الصخر وقطع فسيفيسائية وبئر قديم ومغر وبقايا أبنية قديمة.
المختار والمخترة
مخاتير قرية جبع حسب الأقدمية: مفلح حسن ملحم،عبد الله اليوسف،علي محمود زيادة.
السكان
في عام ١٥٩٦ كان عدد سكانها (٩٩)نسمة،ووصل عدد سكان القرية عام ١٩٢٢(٥٢٣) نسمة،وفي عام ١٩٣١وصل العدد إلى(٧٦٢) نسمة،كان منهم:
( ٣٧٣)ذكر و(٣٩٨)أنثى ،جميعهم مسلمون ماعدا ٢نصارى،وكانوا يملكون ١٥٨بيتا،وفي عام ١٩٤٥وصل العدد ١١٤٠نسمة،وفي عام النكبة ١٩٤٨كان العدد (١٣٢٤)نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
من العوائل التي سكنت جبع : دار الشعبان ، دار ملحم ،دار زيادة ،دار يوسف ، دار فهيد ، دار المدني ، دار الحوشي، دار سمور ، دار الأعمر و منهم دار اللمون ، دار العلي ، دار الحامدي و دار سمارة ابناء عمومة، دار الحمودي و دار المشعور و دار أبو خريط و هذه العوائل ترجع لعشيرة عبيد ، دار السلبود، دار العقاب ، دار العثمان ، دار أبو زمق، دار المروشته ،دار الشنتين ، دار الغويني ، دار جابر ، دار الشايب ، دار القاروط
من عائلات قرية عين حوض وصرفند، وجبع حسب السجلات العثمانية
الحياة الاقتصادية
كانت الزراعة وتربية المواشي مصدر الدخل الأساسي ، بالإضافة الى عصر الزيتون حيث كان في القرية معصرة يدوية لاستخراج زيت الزيتون.
الاستيطان في القرية
في سنة 1949، أنشأت( إسرائيل) مغتصبة غيفغ كرميل على أراضي القرية؛ وهي تبعد نحو كيلومتر عن موقع القرية.
تفاصيل أخرى
جبع الكرمل هي احدى 4 قرى فلسطينية عرفت باسم "جبع" وهي جبع حيفا وجبع القدس وجبع جنين وجبع بيسان ،ولم تبق منها عامرة الا جبع جنين التي تعرف أيضاً باسم " جبع جرار "
التعليم
كان في القرية مدرسة واحدة تأسست في جبع عام ١٣٠٣ه في ظل الحكم العثماني ،وفي عام ١٩٤٢-١٩٤٣م الدراسي كان أعلى صف فيها هو الرابع الابتدائي.
تاريخ القرية
وجدت على بعد 2كلم شمالي القرية،عند مدخل وادي المغارة كهوف تحتوي على دلائل تشير إلى أنها كانت آهلة في عصور ما قبل التاريخ..
احتلال القرية
سقطت قرى اجزم و عين غزال و جبع جرّاء واحدة من أعنف العمليات الإسرائيلية التي نُفّذت خلال الهدنة الثانيةعام 1948،حيث تعرضت لقصف عنيف من الطائرات الصهيونية ، حيث دكت مواقع المدافعين عنها دكاً بواسطة قصف جوي مركز، ولم يكن للمدافعين أية وسائل للدفاع الجوي، في حين لم تفلح بعض الطلعات للطائرات العراقية بتخفيف وطأة الهجوم الذي انتهى باحتلال القرى وتهجير معظم سكانها الذين لجأ معظمهم إلى العراق.
القرية اليوم
تشاهَد أكوام من ركام الحجارة في الموقع. ولا يزال مقام الشيخ عمير منتصباً على جزء مرتفع منه. وتنمو غابات الصنوبر في الأرض المجاورة، المسيّجة بالأسلاك الشائكة. وثمة حول القرية بقايا قبور، ويستخدم المحتلون جزءاً من الموقع مرعى للمواشي.
أهالي القرية اليوم
تم تهجير غالبية عوائل قرى جبع وإجزم وعين غزال إلى العراق بعد عام 1948م، وغالبية فلسطيني العراق حاليا يسكنون في العاصمة العراقية بغداد مع تواجد أقلية منهم في الموصل وبعض محافظات العراق الأخرى، ويوجد جزء كبير أيضا منهم مقيم في الجمهورية العربية السورية وغالبيتهم من آل المدني، ويقطنون في مدينة دمشق والبعض في مدينة اللاذقية.
الباحث والمراجع
إبراهيم منصور ابن حيفا
قائمة المراجع:
1–مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، الناصرةوعكاوحيفا، بيروت 1974.
2–أنيس صايغ: بلدائية فلسطين المحتلة (1948 – 1967)، بيروت 1968.
3--ولادة مشكلة اللاجئين 1949-1947
4-كتاب النكبة، الفردوس المفقود للأستاذ عارف العارف.
5- كتاب كي لا ننسى للدكتور وليد الخالدي.
6-اسم آخر مختار لجبع : من ذاكرة كبار العائلة .
7-أسماء العوائل : معلومات كبار العوائل و مشاركة القراء .