معلومات عامة عن تربيخا- طربيخا/ من القرى السبع - قضاء عكا
معلومات عامة عن قرية تربيخا- طربيخا/ من القرى السبع
قرية فلسطينية مزالة، كانت قائمة فوق رقعة مستوية من الأرض فوق مرتفع يعلو بالتدريج نحو الغرب، وهي من قرى قضاء مدينة عكا، شمال شرقي مدينة عكا وتبعد عنها 27 كم، بارتفاع يصل إلى 550م عن مستوى سطح البحر.
قُدِرَتْ مساحة أراضيها بـ 18563 دونم، شغلت منازل وأبنية القرية مساحة 112 دونم من مجمل تلك المساحة.
احتلت القرية على يد جنود اللواء السابع للهاغاناه/ شيفع في سياق عملية "حيرام" وذلك يوم 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 1948.
الحدود
كانت تربيخا تتوسط القرى والبلدات التالية:
- الأراضي اللبنانية شمالاً.
- قرية سروح من الشمال الشرقي.
- قرية النبي روبين شرقاً.
- قرية فسوطة من الجنوب الشرقي.
- قرية إقرث/ إقرت جنوباً.
- قرية عربين(عرب القليطات) غرباً.
مصادر المياه
كانت أراضي القرية غنية بمصادر المياه الطبيعية، أهمها:
- عين شنا.
- عين الظهور.
- عين أم قيس.
- عين اقرت.
بالإضافة لعدة برك أشهرها: - بركة السفرجل.
- بركة الرمد.
- بركة المرح.
- بركة ريشا.
كذلك من مصادر المياه مجموعة آبار قديمة العهد توجد بالقرب منها منطقة تعرف باسم المغارة، وهي مجمع آبار المياه في القرية.
البنية المعمارية
في أواخر القرن التاسع عشر كانت قرية تربيخا مبنية بالحجارة وتقع على حافة مرتفع من الأرض، وفي أواخر عهد الانتداب البريطاني كانت منازلها مبنية بالحجارة وسقوفها مصنوعة من الخشب والطين ومتقاربة بعضها من بعض حول بركة للسقي.وبعضها بني بالاسمنت المسلح بعض المنازل المؤلفة من طبقتين وقد امتد البناء الجديد فيها في موازاة طريق راس الناقورة- بنات يعقوب.
الآثار
لقد تم اكتشاف عدد كبير من الخرب في أراضي القرية الأمر الذي يدل على تاريخ حافل وطويل من السكن في هذه المنطقة. ويضم بعض الخرب معاصر زيتون قديمة وقبورا منقورة في الصخر.
الاستيطان في القرية
بنت سلطات الاحتلال عام 1949 مستعمرة "شومرا" على أراضي القرية، وفي عام 1960 أنشؤوا مستعمرة أخرى أسموها "إيفن مناحم" أيضاً على أراضي تربيخا المحتلة.
وفي عامي 1967 و 1969 اسست سلطات الاحتلال مستعمرتي " كفار روزنفالد" و "شتولا" على التوالي.
التعليم
كان في القرية مدرسة ابتدائية واحدة، بنيت عام 1938، كانت مخصصة لتعليم أبناء القرية الذكور، وقدر عدد طلابها بـ 120 طالباً.
المؤسسات والخدمات
أسست في تربيخا سنة 1945 جمعية اسمها (جمعية الإصلاح الثقافية ) بهدف حسين الأوضاع الاجتماعية والتربوية والطيبة
احتلال القرية
مع نهاية من عملية "حيرام" هاجم جنود اللواء السابع للهاغاناه/ شيفع قرية تربيخا وما جاورها من قرى وبلدات وطردت سكانها، ووفقاً للمؤرخ "وليد الخالدي"، فإنه خلال الأسبوع الأول من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، دخل لواء عوديد القرية وأمر سكانها بعبور الحدود إلى لبنان، وتم احتلال القرية منذ ذلك التاريخ.
القرية وقضية القرى السبع
القرى السبع: هي سبعة قرى عربية تشكل سلسلة من الأراضي الهضبية والجبلية الممتدة شمالي فلسطين وجنوب لبنان على شكل قوس يبدأ من قرية آبل القمح وينتهي بقرية تربيخ/ طربيخا، وتقدر مساحة جميع هذه الأراضي بـــ 74221 دونم، موزعة كالتالي:
- مساحة أراضي قرية آبل القمح: 4615 دونم.
- مساحة أراضي قرية هونين: 14224 دونم.
- مساحة أراضي قرية قَدَسْ: 14139 دونم.
- مساحة أراضي قرية المالكية: 7328 دونم.
- مساحة أراضي قرية صلحا/ صالحة: 11735 دونم.
- مساحة أراضي قرية النبي يوشع: 3617 دونم.
- مساحة أراضي قرية تربيخا/ طربيخا: 18563 دونم.
تعود قضية هذه القرى لعام 1920 عندما عقد الفرنسيون والبريطانيون معاهدة سان ريمو لترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين وسورية: جرى وضع خطوط موقتة في أواخر تشرين الأول العام 1920 ريثما يتم الاتفاق النهائي.
عندها حصلت فضيحة كبرى تمثلت باستيلاء مكتب الوكالة اليهودية الذي كانت من خلاله تجرى عمليات الاستيلاء والصفقات العقارية على منطقة مستنقعات "الحولة"، وكانت حينها إحدى الشركات الفرنسية قد التزمت تجفيف هذه المستنقعات، فاشترط هذا المكتب على الفرنسيين التنازل عن 23 قرية لبنانية واقعة ضمن منطقة النفوذ الفرنسي وضمها إلى فلسطين مقابل تجديد عقد امتياز الشركة الفرنسية في تجفيف المستنقعات، وهذا ما حصل حيث جرى ضم 23 قرية لبنانية إلى المنطقة الواقعة ضمن نفوذ الانتداب البريطاني.
- يوم 23 كانون الأول 1920 اتفق الفرنسيون والبريطانيون بموجب معاهدة باريس على مسألة تنظيم شؤون الحدود والمياه وسكك الحديد وغيرها.
- وفي أوائل حزيران عام 1921 بدأت أعمال ترسيم الحدود على الأرض من خلال اللجنة التي جرى الاتفاق على تشكيلها، ومثّل الجانب البريطاني الكولونيل "نيوكومب" ومَثَّل الجانب الفرنسي الكولونيل "بوليه".
- يوم الثالث من شباط عام 1922 وقّع الكولونيل بوليه والكولونيل نيوكومب وثيقة عرفت بالتقرير الختامي لتثبيت الحدود بين لبنان الكبير وسوريا من جهة وفلسطين من جهة أخرى. عدلت بموجبها "لجنة نيوكومب - بوليه" الحدود بإزاحة الخط المتفق عليه في اتفاقية 1920 حوالى 2 كم إلى الشمال، لتبدأ من رأس الناقورة وتسير إلى الجنوب قليلاً من قرية علما الشعب ثم تنحرف شمالاً على حساب لبنان عند حدود رميش ويارون، ويستمر الانحراف حتى شمال غرب المطلة. ثم تنحرف مجدداً على حساب لبنان فتمر بجسر البراغيث وجسر الحاصباني بدلاً من مرورها بتل القاضي وتل دان بهدف تأمين المياه لمنطقة الانتداب البريطاني.
القرى السبع بين عامي 1923- 1948
ألحقت هذه القرى بالأراضي الفلسطينية كما أشرنا، إدارياً ألحقت قرية تربيخا/ طربيخا بقضاء مدينة عكا، والقرى الست الأخرى ألحقت بقضاء مدينة صفد (آبل القمح، هونين، قدس، النبي يوشع، المالكية، وصلحا).
عايش أبناء القرى السبع جميع محطات الثورات الفلسطينية والنضال ضد الانتداب البريطاني، ولاحقاً الصراع مع العصابات الصهيونية.
ومع زيادة عمليات النشاط الاستيطاني الصهيوني، تم استيطان أجزاء من أراضي القرى وبناء مستعمرات عليها، مثل:
- مستعمرة "مسجاف" على أراضي قرية هونين عام 1945.
- مستعمرة "راموت نفتالي" على أراضي قرية النبي يوشع عام 1945 أيضاً.
وفي حالات القرى الأخرى كانت بعض المستعمرات مقامة على تخوم أراضيها مثل مستعمرة "كفار جلعادي" المتاخمة لأراضي قرية آبل القمح.
وعند بداية حرب عام 1948 قاوم أبناء هذه القرى كما أبناء الشعب الفلسطيني ضد العصابات الصهيونية، وذاقوا ما ذاقوه من قتل وتدمير وترهيب، وكان آخرها مجزرة قرية صلحا المرتكبة يوم 30 تشرين الأول 1948 التي أزهقت أرواح 105 رجل وامرأة وطفل من أبناء صلحا وأبناء القرى المجاورة الذين كانوا لاجئين فيها بعد احتلال قراهم.
القرى السبع بين عامي 1948 و 2023
على الرغم من أن السلطات اللبنانية وحتى "الإسرائيلية" تصر على أن خط الهدنة المحدد في اتفاقية الهدنة عام 1949 على أنها خط هدنة مؤثتة وليست اعترافاً من قبل أي طرف بأنها حدود دائمة، إلا أنه يتم التعامل الفعلي على هذا الأساس، فراحت سلطات الاحتلال تبين المستعمرات وتوطن المهاجرين اليهود فيها.
هذه القرى بالإضافة لمزارع شبعا لا تزال واحدة من قضايا الصراع والخلاف بين الحكومة اللبنانية والحكومة "الإسرائيلية" وعلى الرغم من مرور مئة عام على قضية هذه القرى، لم يتم حتى الآن حسم الجدل فيها، ولاتزال أصوات أبناء هذه القرى كأصوات أبناء القرى المجاور لقراهم المطالبين بالتزام سلطات الاحتلال بقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإعادتهم إلى قراهم التي هُجِروا منها، فهي في نهاية المطاف أرض عربية تم احتلالها بقوة السلاح والإرهاب والتدمير، والجدال حول فلسطينيّة أو لبنانيّة هذه القرى لا يغير من حقيقة أنها أرض عربية محتلة يتوجب على كل عربي الدفاع عنها واستعادتها.
أبناء القرى السبع والجنسية اللبنانية
عقب احتلال قراهم توجه أنباء القرى السبع نحو الأراضي اللبنانية، وتحديداً مناطق الجنوب اللبناني، في ذلك الوقت تم التعامل معهم على أنهم لاجئين فلسطينين من الناحية القانونية.
وفي عام 1960 استطاع حوالي ثلث من أبناء القرى السبع الحصول على الجنسية اللبنانية بموجب قرارات صادرة عن المحاكم اللبنانية.
ويشير مقال للكاتب "سامر الحاج علي" بعنوان: "القرى السبع والهوية اللبنانية الضائعة" أن بعض أبناء القرى السبع شمله مرسوم التجنيس رقم 5247 الصادر في حزيران عام 1994.
ويشير الكاتب في موضع آخر أن قانون التجنيس الصادر عام 2015 يشمل أبناء هذه القرى، خصوصاً أن أجداد وآباء هؤلاء مدونة أسماءهم في سجلات الإحصاء التي قامت بها سلطة الانتداب الفرنسي عامي 1921 و 1924، وبعضهم يمتلك وثائق رسمية تثبت ذلك.
عملياً: يتم التعامل مع أبناء هذه القرى باعتبارهم غير لبنانيين، وبالتالي لا يحق لهم التقدم للوظائف العامة في لبنان أو الإستفادة مثلاً من تقديمات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. كما أن هؤلاء محرومون من العمل في عدد من الوظائف والمجالات كالطب والهندسة والصيدلة والمحاماة ناهيك عن الإنخراط في الأسلاك العسكرية والأمنية وعدم التملّك وغيرها.
من وجهة نظرنا يتم التعامل مع موضوع القرى السبع وأبناءها بشكل متناقض، فـ سياسياً لا يتم توفير أي فرصة للمطالبة بأحقية لبنان في ملكية هذه الأراضي وأنه يجب على حكومة الاحتلال إعادتها إلى لبنان، ومن ناحية أخرى يتم التعامل مع أبناء هذه القرى على أنهم ليسوا لبنانيين، ويتم التعامل معهم كما التعامل مع اللاجئين الفلسطينيين قانونياً
القرية اليوم
عقب احتلال القرية دمرت سلطات الاحتلال جميع منازل وأبنية القرية، واليوم يغطي حطام المنازل الحجرية والأعشاب البرية الموقع ولا يزال منزل حجري واحد قائما لكن واجهته مفقودة ويوشك أن ينهار وينمو على المنحدرات الجنوبية للموقع نبات الصبار وأشجار التين. وثمة أربعة قبور رومانية وبيزنطية بمكن تمييزها من غيرها في المقبرة التي تقع على المنحدرات الشمالية وتنتصب وسطها شجيرة شوك المسيح.
وقد أنشأت سلطات الاحتلال مستعمرات: "شومرا" & "إيفن مناحم" & "كفار روزنفالد" & "شتولا" على أراضي القرية.
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى."بلادنا فلسطين الجزء الأول- القسم الأول". دار الهدى: كفر قرع، ط1991، ص: 149.
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء السابع- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 156- 180- 407- 408- 409- 410- 414- 440- 446- 448.
- الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2001. ص: 468- 469- 470.
- عراف، شكري. "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2004. ص: 421.
- أبو مايلة، يوسف. "القرى المدمرة في فلسطين حتى عام 1952".الجمعية الجغرافية المصرية: القاهرة. 1998. ص: 37.
- أ.ملز B.A.O.B.B. "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك. ص: 103.
- "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص: 5.
- "قرية تربيخا- قضاء عكا". موقع فلسطين في الذاكرة. تمت المشاهدة بتاريخ: 20-8-2023 من خلال الرابط التالي: https://www.palestineremembered.com/Acre/Tarbikha/ar/index.html
- "القرى السبع والهوية اللبنانية الضائعة". سامر الحاج علي. موقع العهد الإخباري. تم النشر بتاريخ: 10/10/2019. تمت المشاهدة بتاريخ: 23-8-2023 من خلال الرابط التالي: https://www.alahednews.com.lb/article.php?id=11822&cid=125
- "القرى اللبنانية السبع المحتلة: القصة الكاملة من العام 1920 إلى اليوم". صبحي منذر ياغي 3\3\2007. موقع الخيام. تمت المشاهدة بتاريخ: 2-8-2023 من خلال الرابط التالي: https://khiyam.com/news/article.php?articleID=8