معلومات عامة عن حي أبو كبير - قضاء يافا
معلومات عامة عن قرية حي أبو كبير
يعود تاريخ الحي إلى فترة الحملة المصريّة إلى الشام، بحيث مرت جيوش إبراهيم باشا بالقرب من يافا واستقرّت بالجانب الشرقي للمدينة، وذلك مراعاة لأهالي يافا الذين مرّوا بتجربة تراجيديّة، ألا وهي المجزرة زمن احتلال نابليون بونابرت ليافا عام 1799. وكما نعلم فإنه بالإضافة إلى الجنود، رافقهم العديد من المزارعين المصريين الذين بقوا في فلسطين ولم يعودوا إلى بلادهم، لذلك نجد في العديد من المساكن القريبة من يافا عائلات من أصول مصريّة، مثل عائلة أبو قاعود وأبو رمضان وأبو سيف ودسوقي وغيرها والتي بقيت في فلسطين وشاء القدر أن تبقى أيضاً من بعد النكبة، وهم يعتبرون فلسطينيين في كل شيء
احتلال القرية
تطهير وتهويد
الحي كان مليئًا بالبيارات التي امتلكتها عائلات فلسطينيّة، مثل عائلة أبو رمضان وطباجة، بالإضافة إلى عائلتي التي سكنت في بيارة كانت ملكًا لراهبات مار يوسف التي وصلت مساحتها إلى 25 دونماً، وكانت تحتوي على العديد من أنواع الحمضيات، كالبرتقال والكلمنتين والمندلينا والرمّان والقشطة والجوافة الحمراء والبيضاء
سكنّا في البيارة حتى عام 1972، وكان والدي هو من يقوم بالقطاف والعناية بأشجار البيارة، وعائلتي كانت المستفيدة من المحاصيل المختلفة، وبالمقابل كان الدير يحصل على حماية البيارة التي لولا وضعه أعلام فرنسا على جدرانها، لسيطر الجيش الإسرائيلي عليها مثلما سيطر على قصر عائلة آل القسّار الغنية (هاجرت إلى عمّان)، الذي تم تركه أثناء المعارك في يافا، والذي أصبح مركزاً لجيش الاحتلال حتى عام 2013. وأذكر أن والدي روى لي يوماً ما عن رفضه أخذ السجاجيد الفاخرة من القصر، بعدما طلب منه الجنود أن يفعل ذلك، آملاً أن تعود العائلة لقصرها وتعيد الحياة فيه
وعن كيفية الإخلاء عام 1972 : في أحد الأيام آلة الجرف قريبة من البيارة ومدعومة من الشرطة ومن ثم باشرت بتخريب البيارة التي تم بيعها من قبل الرهبنة التي ربما تم الضغط عليها للبيع، وفي المقابل أعطت مديريّة أراضي إسرائيل، التي سيطرت على أراضي اللاجئين الفلسطينيين (الغائبون حسب تعريف الاحتلال)، التعويض للرهبنة ولوالدي الذي اضطر أن يرحل إلى بيت في داخل المدينة مقابل صيدليّة فخري جداي".
والجدير بالذكر أنه في السنة نفسها، أي عام 1972، تم إخلاء جميع بيّارات حي أبو كبير وتم بناء عمارات لإسكان اليهود الجدد على أراضيه، وهكذا تحوّل الحي إلى حي يهوديّ صرف، مثله مثل باقي عمليات التطهير العرقي التي استمرّت دولة الاحتلال في العمل بها بعد عام 1948.
يشار إلى أن قصر عائلة القسّار تم عرضه للبيع في المزاد العلني الذي يجري عن طريق شركة الإسكان الإسرائيليّة "عميدار" المسؤولة عن أملاك الغائبين بحسب القانون الإسرائيلي، ولكن حتى يومنا هذا لم يقدم أي شخص اقتراحاً لشراء القصر المكوّن من طابقين وقطعة أرض تقارب الدونم.