معلومات عامة عن ملبس - قضاء يافا
معلومات عامة عن قرية ملبس
عندما جاء إبراهيم باشا من مصر عام 1831م إلى قرية ملبس جاء معه حمد المصري وأربعين من عبيده معه، فأعجبته أراضي القرية الخصبة المليئة بموارد المياه، فدفع تعويضات لسكانها، واستقر فيها مع من أتوا معه إلى القرية، إلا أن مصيره لم يختلف عن سابقيه، فقد مات معظم رجاله وعبيده، وانتقل البقية إلى قرية باجا القريبة.
وعندما رأى المصري أنه لا مستقبل للقرية التي تقلصت أراضيها إلى 41000 دونم توجه إلى تاجر من يافا يدعى تيان وعرض عليه المنطقة. إلا أن التاجر خدعه واستخلص منه وثيقة بيع لنصف المنطقة، فقرر مقاضاته وباع 2000 دونم لتاجر آخر يدعى سليم كسار ليدفع بها نفقات القضية، إلا أن قضاة يافا حكموا لصالح تيان وتبقى لحمد المصري 2600 دونم. وعندما مات استولى الجيران على هذه الأراضي، ثم أصبحت مستوطنة “بتاح تكفا” بعد أن اشتراها اليهود من سليم كسار.
الاستيطان في القرية
“قرية ملبس” أصبحت “بتاح تكفا”
بدأ الزحف الصهويني لبناء المستوطنات في فلسطين خلال العام 1878 بعد قيام مجموعة يهودية بشراء قطعة أرض تبلغ مساحته 3375 دونما في القرية، كذلك عن طريق الاستيلاء على أراضي الدولة، وأراضي الوقف وأراضي الدولة (أراضي الخاصّة السلطانية العثمانية)، في قرى ملبّس؛ اليَهودية (العبّاسية)؛ فجّة؛ البصّة؛ المحمودية؛ الشيخ موَنِّس؛ وكفر عانة) وتسجيلها لصالح (مستعمرة بتاح تكفا) في الأعوام (1930_1933). (نقلًا عن صفحة الباحث محمد رفيع: عبر الرابط: Mohamed Rafeh - وثائق بالغة النُّدرة والأهمية؛ غَيضٌ من فَيضٍ... | Facebook
من هنا انطلقت شرارة الهجرة اليهودية إلى فلسطين بعد قيام المجموعة اليهودية بتسجيل قطعة الأرض باسم شخص يحمل الجنسية النمساوية ويدعى سلومون، ليهاجر من أوروبا الشرقية أكثر من 3000 يهودي وينشئون أول مستوطنة في فلسطين وتحمل اسم “بتاح تكفا”.
اختارت المجموعة اليهودية اسم “بتاح تكفا” اسما لمستوطنهم والتي تعني “بداية الأمل أو باب الأمل” بحسب العهد القديم لاعتقادعم بأنها أهم أرض زراعية في القرية العربية.
حملت المجموعة اليهودية على عاتقها زراعة الأرض لاعتبارها من أكثر الاراض الزراعية في فلسطين خصوبة وتتمتع بمناخ ممتاز وأجواء تساعد على الزراعة وخصوصا الحمضيات منها.
لكهنا تفاجأت بوجود حشرة في تلك المنطقة تسبب حمى الملاريا، الأمر الذي حال دون إتمام عمليات الزراعة في تلك الأرض وانتقالهم إلى مكان آخر، ليقوم البارون اليهودي الفرنسي إدموند دي روتشيلد، ويدعم المجموعة اليهودية بمبالغ مالية ضخمة.
ويعد “روتشيلد” أحد زعماء الفرع الفرنسي للعائلة المالية اليهودية، ويعتبر الداعم الرئيسي للكيان الصهويني لإنشاء دولتهم المزعومة في سنواتها الأولى.
وفي عام 1883 وبعد تخصيص الأموال التي حصلوا عليها من البارون اليهودي لتجفيف المستنقعات التي تسبب حمى الملاريا، عادت المجموعة اليهودية وباشرت بزراعة العنب والحمضيات حولها، وبدأت بالزحف العمراني في قرية ملبس.
اليوم، تعد مستوطنة “بتاح تكفا” منطقة نفوذ قوية للكيان الصهيوني، باعتبارها أهم منطقة صناعية وزراعية لدى الكيان لتتسع الأراض التابعة لها من 3375 دونم في العام 1878 إلى حوالي 26 ألف دونم في الوقت الحالي.
تفاصيل أخرى
تأسيس مستعمرة "بتاح تكڤا" .. أول مستوطنة صهيونية في فلسطين على أراضي قرية ملبس شرق يافا، 3 تشرين الثاني / نوفمبر 1878 م
.
مدينة صهيونية من مدن قضاء يافا* تقع على 11 كم شمالي شرق يافا على مفترق الطرق التي تربط شمال فلسطين بجنوبها. وهي عقدة مواصلات هامة تتصل بالمدن الرئيسة الشمالية، مثل كفار سابا* وهرتسليا* ونتانيا* والخضيرة* وحيفا*، وبالمدن الرئيسة الجنوبية مثل اللد* ورحبوت* وبئر السبع*. وتتصل بمستعمرات سهل مرج ابن عامر* والجليل عن طريق الخضيرة. وهي جزء من التجمع الحضري ليافا – تل أبيب*، ذلك التجمع الذي يضم بالإضافة إلى هذه المدينة مدناً أخرى تحيط بيافا تل أبيب مثل بني براق* وجفعتيم*وحولون*. وتعد بتاح تكفا من بين أقدم المستعمرات الصهيونية الزراعية التي أنشئت في فلسطين.
.
أنشئت بتاح تكفا على أيدى شبان يهود من المتدنيين المتزمتين الذين جاءوا من القدس واشتروا قطعة أرض كبيرة من مواطنين عرب في قرية “ملبس” العربية قرب نهر العوجا (اليركون). وفي عام 1878 أسسوا أول مستوطنة في فلسطين أطلقوا عليها اسم “بتاح تكفا” وتعني بداية الأمل، وفي عام 1937 أصبحت مدينة، وبدأت بالتوسع والازدهار، وبعد قيام إسرائيل وسعت بتاح تكفا حدودها فضمت اليها أحياء سكنية قريبة هي: كفر جنيم، وكفار بفتسيتم، وكريات ارييه، وكريات مطلون، وحبش ريمون، وعميشاف، وشعرياه، ومحنيه يهودا، وكفار إبراهام، وكفار فجة.
.
وبسبب حمى الملاريا والمواجهات مع العرب اضطر أهلها إلى مغادرة المكان والانتقال إلى مستعمرة “يهودا” القريبة، وبعد تجفيف المستنقعات استؤنف الاستيطان*فيها، ومنذ بدايتها كانت “بتاح تكفا” مركزا لتجمع العمال اليهود، وبفضل ذلك كانت محطة هامة ليهود الهجرة الثانية، ويهود حركة العمل، وفيها وضع الأساس لتشكيل حزبي (هابوعيل هاتساعبر) (العامل الفني) و(احدوت هاعبوداه) (اتحاد العمال).
.
أخذت الأوضاع الاقتصادية في المستعمرة تتحسن تدريجياً، باستثمار أموال جديدة في زراعة العنب والحمضيات حولها. وقد ساعدت الظروف الطبيعية على نجاح الزراعة، فالمناخ معتدل، والأمطار كافية، ومياه الآبار متوافرة، والتربة خصبة تصلح للزراعة، وبخاصة زراعة الحمضيات. وقد تحسنت أوضاع المستعمرة منذ أوائل الانتداب، فزاد عدد سكانها تدريجياً وامتد العمران فيها. ولما تحولت إلى مدينة أخذت تنمو بمعدلات سريعة، وهي الآن مركز قضاء في المقاطعة الوسطى (رَ: الإدارة).
.
ارتفع عدد سكان بتاح تكفا الذين يمثلون خليطاً من المهاجرين الصهيونيين من قرابة 22.000 نسمة عام 1948 إلى 46.000 نسمة عام 1956 وإلى 54.000 نسمة عام 1961 وإلى 80.000 نسمة عام 1969. ووصل عددهم إلى 100.000 عام 1973، وقد بلغ عددهم في نهاية القرن الماضي نحو 180.000 نسمة.
.
الباحث والمراجع
المرجع
1- وثائق عادل الزواتي
2- حمزة دعنا/ صحيفة الغد