قصص الشهداء- الشهيد حمد حسن سمارة
ولد الشهيد حمد حسن سمارة في قرية الدوارة قضاء صفد عام 1945, هجرت العصابات الصهيونية أهالي قريته سنة 1948 واستقر معظم أبناءها في سورية , حفرت تلك السنوات الثلاث ملامح قريته ومادار فيها من قتل وتهجير في أعماق روحه التي لاتنفك عن الرحيل إليها كل صباح .
شبّ ونار الثورة تغذي عروقه كما تغذي مياه الدان والحاصباني سهل الحولة ,وفي عام 1965 انتسب إلى صفوف المقاومة الفلسطينية (حركة فتح) , خاض العديد من العمليات الاستطلاعية والعسكرية ضد العدو الصهيوني في الشمال الفلسطيني والضفة الغربية , أصيب في معركة الكرامة بشظية استقرت في ساقه , لكنّ ذلك لم يثنيه عن مواصلة الطريق وبقي ثائراً حتى نال شرف الشهادة .
يقول صديقه حسين حسين : كان الأخ أبوعلي محرز (الاسم الحركي للشهيد )من مؤسسي حركة المرابطين , كماأشرف على تدريب كوادر حركة أمل بالتعاون مع السيد نبيه بري في بعلبك .
كنت معه في كتيبة الإمام علي (ع)في منطقة بعلبك عام 1972 , كان مثالاً للقائد الذي يحمل كل الصفات التي ينبغي أن يحملها القائد لكن أغلب ميزة كان يتصف بها الجرأة , لم أر شخصاً بجرأته وإقدامه وحبه لوطنه ’ كان يزرع في نفوسنا الثورة والأمل بالنصر ويحثنا على الإقدام دوماً , انتقلنا بعدها إلى الجنوب اللبناني حيث قام بتنفيذ الكثير من العمليات العسكرية في منطقة الجليل .
في 3/كانون الأول /1976 وفي طريق العودة من عمليته الاستطلاعية في الشمال الفلسطيني آثرت روحه إلاّأن تنغرس في سهولها لتزهر حنونّأً في الربيع القادم .
تضيف ابنته الصغرى : كنت ابنة أيام حين عاد إلى منزله ليرى مولودته الجديدة , أراد أن يستأذنني للرحيل إلى حيث تسمو الأرواح الخالدة , ألقى كل مافي روحه من ثورة وغضب في روحي تاركاً وصيته بأن نكمل المشوار , أراد منا أن نكون في طليعة المناهضين للظلم في كل مكان وزمان , استودعنا على أمل اللقاء على أرضنا الحبيبة , لكنه عاد مستشهداً وتركني أرسم ملامح وجهه في سماء وجبال وسهول فلسطين وفي كل مكان خفقت روحه فيه وهي تزرع أملاً .