حوّاسة: في ذكرى حاسّة الدم المُبكّر...

حوّاسة: في ذكرى حاسّة الدم المُبكّر...

حوّاسة: في ذكرى حاسّة الدم المُبكّر...  | موسوعة القرى الفلسطينية

يمكننا القول إنّ الانتقام من حوّاسة، صار لأنها كانت تجمع نازحين ومُقتَلَعين ارتبط وجودهم بالعُمّال والعاطلين الباحثين عن عمل. وبالتالي، اقترنت رواية أحداث المصفاة ومقتلة اليهود فيها، بحوّاسة وأهلها، فجاء ردُّ الانتقام عليها تحديدا.

من مُغر حوّاس

في حِكاية "السَهلّيين" عن نشأة قريتهم "بلد الشيخ" على يد الشيخ الصوفيّ سَهل التميمي، تقول الرواية إن سَهلا قد جاء من جبال الخليل، ثم استقرّ في "مُغر حوّاس"، التي كانت كهوفا تنهش بطن جبل الكرمل من شماله(1).

كان ذلك في مطلع القرن السادس عشر، مع الفتح العثمانيّ للبلاد، وبحسب السهليين فإن السلطان العثمانيّ سليم الأول حين نزل سهل عكا أثناء فتحه البلاد، قد التقى بالشيخ سهل. اطمأنّ السلطان لزهد الشيخ وورعه، فأقطعه السَهل الممتدّ من عند كعب سفح الكرمل ما بين وادي الطبل شرقا إلى تخوم حيفا غربا(2). وعند صافح الجبل أقام سهل التميمي القرية التي صارت تُنسب لاسمه؛ "بلد الشيخ سهل" ثم سقط اسمه من التسمية، وظلّت بلد الشيخ، فلا شيخ على السفح والسهل إلا سَهل. كما ظلّ معظم سكان القرية من حمولة السَهلي يُنسَبون لشيخهم حتى عام النكبة.

مُغر حواس التي وُلدت منها من بلد الشيخ، يُنسب وادي حوّاس أو حوّاسة كما درجت تسميته، كانت المُغر وواديها جزءًا من أراضي بلد الشيخ، قبل أن تتحوّل لحوّاسة التي لم تكن قرية، بقدر ما كانت مخيّما لفلاحين مُقتَلَعين من أراضيهم، وحكايتهم يوم أرادوا كنازحين أن يكونوا عُمالا على أبواب مصفاة بترول حيفا "الريفاينري"، ثم نيل قُنبلة صهيونيّة على باب المصفاة من بعضهم. فكانت الوقعة، التي فار فيها دمُ العُمال العرب، والتي أسفرت بالمعاول والفؤوس عن مقتل عشرات اليهود من فنيّي وإداريّي المصفاة(3). وذلك، قبل أن يجزّ الصهاينة في مذبحة دمويّة، رؤوس أبناء حواسة في ليلة رأس السنة! فما هي حوّاسة، ومن هم أهلها، ولماذا ذَبحهم ليلتها؟

حوّاسة - "محطة الأربعة ونص"

كان وادي حوّاسة منذ ما قبل التاسع عشر، يجري شمالا بين تل أبو مدور، ورأس الزلاقة من سفوح جبل الكرمل الشمالي. يصبُّ ماؤه في أشلول الواوي، ومن هناك يحمِل ماؤُه الماءَ إلى نهر المقطع، ثمّ إلى البحر المتوسط، ومنه غربا كان وادي أبو مدور(4). بينما يفصله من الشرق عن بلد الشيخ وادٍ آخر، أطلق عليه السَهليون اسم "وادي الحاج يحيى"، وهو الوادي الذي قُتل فيه الصهيونيّ "حنان" في ليلة آخر يوم من عام 1947، والذي نسبةً إليه؛ صارت أراضي حوّاسة ومعها بلد الشيخ بعد اقتلاعهما عام النكبة، مُستعمرة يُطلق عليها "تل حنان".

كانت الأراضي المفلوحة والوعرة منها، الممتدَّة ما بين بلد الشيخ وحيفا غربا، خالية من كل مظاهر التوطُّن، بما فيها وادي حوّاسة، وذلك حتى عشرينيات القرن العشرين. بعض أراضي وادي حوّاسة، وبخاصة المفلوحة، كانت تعود مُلكيتها لأهالي بلد الشيخ. أما الوعِر منها، فكانت أراضٍ أميريّة، اعتاد السَهليون رَعي قطعانهم فيها.

في العشرينيات، مع الانتداب البريطانيّ على البلاد، وفي ظلّ تحوّل حيفا لمدينة عُمّالية، مع إنشاء سِكّة حديد القطار، وتطوُّر المنطقة الصناعيّة شماليّ وادي حوّاسة في خليج حيفا، حيث صار يقصدها العُمال للعمل والمبيت فيها؛ قام بعض السَهليين من أهالي بلد الشيخ، الذين يملكون أراضٍ في الوادي، ببناء بيوت من الصفيح والتنك فيها، وتأجيرها لبعض العُمال الوافدين وعوائلهم إلى مدينة حيفا، فبدأت حوّاسة تأخذ طابع الخِربة المُقَصدَرَة(5)، والتي لم يكن تعداد العُمّال المُستأجِرين فيها، يتجاوز العشرات في حينه، ممّا يعني أنّ حوّاسة قد نشأت كمساكن عُمال بالإيجار.

كانت حوّاسة، تقع بمحاذاة طريق خطّ سكة حديد القطار القادم شرقا من العفولة إلى حيفا غربا. وأطلق العُمال المُقيمون على محطّة القطار فيها، اسم محطّة "الأربعة ونص (ونصف)"(6). وذلك، لأن محطّة حوّاسة تبعد عن أوّل محطّة بعدها، عند مدخل حيفا، في "عين السعادة" (تشيكبوست)، مسافةَ أربعة كيلومترات ونصف.

حكاية طرد مبكِّر... أكثر من لجوء

في الوقت الذي كانت فيه حوّاسة في طور نشأتها كمسكن للعُمال، كان "حي التنك" شرقيّ حيفا عند عين السعادة، قد صار مخيَّما لآلاف الفلّاحين النازحين عن قراهم وأراضيهم التي باعها بعض ملّاكيها، من أصول لبنانيّة وشاميّة في سهل عكا والساحل ومرج ابن عامر، للحركة الصهيونيّة من أجل استيطانها(7).وقد أُطلق على سكّان حيّ التنك أيضا اسم "فقراء بوابة عكا"(8)، نسبة للمدخل الشرقيّ- الشماليّ، للقادم من عكا إلى مدينة حيفا. كما أُطلق على النازحين الذين توطّنوا رمال المنطقة الواقعة ما بين حيفا وعكا، اسمَ "حيّ الرمل أو عرب الرمل"(9). كان حي التنك في حيفا، بمثابة حكاية طرد مُبكِّر، وأوّل تشريد فلسطينيّ جماعيّ في القرن العشرين سابق على النكبة.

على الرغم من سماح سلطات الانتداب لهؤلاء النازحين بالإقامة شرقيّ حيفا في العشرينيات، إلا أنها وبعد عقد من الزمن على إقامتهم في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، أوعزت لبلدية حيفا، بهدم الحيّ واقتلاعه، بذريعة أن البرّاكيات وبيوت الصفيح العشوائيّة تُسيء لمشهديّة ومنظر مدخل المدينة. هذا، فضلا عن الادّعاء، بأن الحيّ صار مبعثا للأمراض البيئيّة والصحيّة(10). بينما يعود السبب الفعليّ وراء إخلاء الحيّ وهدمه، إلى التحاق كثيرين من سكّانه بالثورة الكبرى 1936-1939.

تمّ نقل قسم كبير من سكان حيّ التنك المُقتلَع في حيفا إلى حوّاسة شرقا، والتي صارت تُسمّى منذ أواخر الثلاثينيات بـ"حوّاسة الفوقا". كان قرار النقل بريطانيًّا، وبالتالي اتّسعت حوّاسة وازداد تعداد قاطنيها، واستعارةً، يُطلق عليها مسمّى "قرية"، كما لو أنها قرية طبيعيّة التكوين مثل باقي القرى، غير أنها كانت في حقيقتها مخيّما من أكواخ الخشب والتنك، وحتى أهلها الذين صاروا عُمالا باطلين عن العمل، كانوا يُطلقوا على حوّاستهم اسم "قرية بنت القدر"(11).

هذا يعني أننا أمام تشكيل سُكانيّ عشوائيّ ناتج عن أكثر من اقتلاع وتهجير. بدأ مع طردهم كفلّاحين عن أراضيهم التي باعها مُلّاكها في العشرينيات، ثمّ اقتلاع ثانٍ، بعد عقد من الزمن في آخر الثلاثينيات من مخيّم التنك شرقيّ حيفا إلى حوّاسة "الفوقا" عند بلد الشيخ. غير أن حكاية الطرد لم تقف هنا، فقد كانت حوّاسة على موعدٍ آخر من سيرة مسلسل الطرد المُعمَّد بالدم هذه المرّة.

من المِصفاة إلى التصفية

إنّ المذبحة التي ارتكبها الصهاينة بتاريخ 31/12/1947 في ليلة رأس سنة النكبة، على إثر أحداث مصفاة البترول "الريفاينري" في منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر سنة 1947 بمدينة حيفا، تُنَسب من قِبل بعض المراجع والمرويّات لبلد الشيخ على أنها وقعت بأهلها(12)، غير أن المذبحة عيْنيًّا قد اقتُرِفت بحقّ سكان حوّاسة أولا وفعليًّا، قبل بلد الشيخ.

تعود أحداث المصفاة إلى يوم وقف العشرات من الفلاحين العاطلين عن العمل في حيفا، على بوابة "الريفاينري" مطالِبين بتشغيلهم. كان ذلك في أواخر شهر كانون الأول/ ديسمبر، ويقدَّر بتاريخ 27/12/1947(13). وبحسب الروايات، فإن سيارةً فيها مجموعة من اليهود قد مرّت بهم، وألقت عليهم قنبلة قتلت ثلاثة منهم، فيما تقول رواية أخرى إنهم ستة من العاطلين المُطالبين بالعمل.(14)

ثار عمّال المصفاة العرب وقتها، وانقضّوا بالفؤوس و"الكريكات" وغيرها من السلاح الأبيض، على الموظّفين اليهود الذين كان معظمهم إداريين وفنيّين يعملون بالمصفاة، مما أدّى إلى مقتل العشرات منهم(15). وقد ترتّب على ذلك إغلاق المصفاة لأيّام، بعد أن فرّ بعض عُمّالها العرب، وإلقاء القبض على بعضهم، وطرد بعضهم الآخر منها.

إلى هنا، يبقى سؤال: لماذا جاء انتقام الصهاينة اليهود ردًّا على أحداث المصفاة من حوّاسة دون غيرها؟ علما بأن وقعة المصفاة قد اشترك فيها عمّال عرب، من قرى ومدن فلسطينية مختلفة!

يقول السيد يونس عبد الحفيظ السهلي، إن معظم العمّال الذين احتجّوا على أبواب المصفاة، مطالِبين بالعمل فيها، كانوا من حوّاسة، وقد اشترك قسم كبير منهم في الوقعة يومها(16)، ممّا يفسّر انتقام اليهود منها لاحقا.

بينما وردَ في رواية أخرى أن حوّاسة استُهدِفت بحُكْمِ قربها من مصفاة البترول، والمُقامة أساسا على أراضي بلد الشيخ(17). تقول رواية أخرى إن أحد اليهود الصهاينة ويُدعى "حنان"، قد اقترب في مهمة استطلاعيّة من حوّاسة بعد أحداث المصفاة وذلك في تاريخ 30/12/1947، ليلًا، أي في الليلة التي سبقت ليلة المذبحة. ألقى أهالي بلد الشيخ وحوّاسة، القبض على حنان، وقتلوه بأرضه، وألقوه في وادي الحاج يحيى الذي يفصل بلد الشيخ عن حوّاسة(18)، الأمر الذي حسَم مصير حوّاسة بالنسبة لليهود في النيّل منها.

يمكننا القول إنّ الانتقام من حوّاسة، صار لأنها كانت تجمع نازحين ومُقتَلَعين ارتبط وجودهم بالعُمّال والعاطلين الباحثين عن عمل.

وبالتالي، اقترنت رواية أحداث المصفاة ومقتلة اليهود فيها، بحوّاسة وأهلها، فجاء ردُّ الانتقام عليها تحديدا، وهو انتقام تضمّن اقتلاعهم من موقع نزوحهم الثالث في حوّاسة أيضا.

كانت ليلة ماطرة يسبحُ فيها الغيم من فوق خليج حيفا، كما لو أنه حامل معه البحر، بينما الضباب في بياض مهبطه يكفِّن الكرمل، من قممه إلى سفوحه. تسلّلت مجموعات العصابات الصهيونيّة ليلتها من جنوب بلد الشيخ وشرقها دون أن تدخلها، وبدأت بإطلاق النار على بيوت السهليين الواقعة عند طرف القرية.

كان إطلاق النار على بلد الشيخ، تمويها تعمّده الصهاينة على المتسلّلين منهم، الذين تسلّلوا إلى حوّاسة. اقتحم الصهاينة بيوت الحوّاسيين، بأقلّ ما يمكن من إطلاق للنار، إذ لم يكن الهدف الترويع، إنما الذبح والطرد. كانوا بِسنجات بنادقهم، يخلعون مقابض أبواب البيوت الخشبية، ثمّ ذُبِح كلّ من فيها بالحِراب والسلاح الأبيض من سكاكين وسواطير(19).

قضا في تلك الليلة العشرات من الحوّاسيين، من بينهم نساء وأطفال، وليس من إجماع في المرويّات حول عدد شهداء المذبحة أو أسمائهم وأسماء عوائلهم، وذلك لأن حوّاسة، ليست قرية بالمعنى القرويّ للكلمة في فلسطين قبل النكبة، من حيث الهوية والتشكيل الاجتماعيّ؛ وهو ما يفسّر لنا، لماذا جرى نسْبُ المذبحة لقرية بلد الشيخ، إذ لم تكن هويّة تُعرّف بحوّاسة، لكونها مخيما لنازحين مُقتلَعين من أراضيهم غير مرّة، في أقلّ من عشرين عاما.

تعمّد الصهاينة ذبح حوّاسة بصمت، وبالسلاح الأبيض، كي لا يُثيروا انتباه أيّ أحد لفعلهم بالحوّاسيين. وفعلا، لم ينتبه أحد في تلك الليلة للمذبحة، حتى أهالي بلد الشيخ، لم يعرفوا فيها إلا في صباح اليوم التالي. بينما حدث الاعتداء على بلد الشيخ، فقط من أطرافها، ولم يدخلها الصهاينة(20).

اقتلعت حوّاسة منذ ليلتها، تلك الليلة التي ظلّ دم الحوّاسيين فيها قانئا، يخطُّ ذاكرة حاسّة الدم المُبكِّر، الذي تحسّس لحمَ مُدنِ وقرى فلسطين بعد مذبحة حوّاسة بشهور. ولأن الحوّاسيين قد اعتادوا الاقتلاع في طردٍ ثالثٍ على التوالي، فقد ظلّوا وظلّت حكاية طردهم المُبكّر، ثمّ ذبحهم؛ حكايةً مقصِيّةً حتى من ذاكرة الذبح ذاته!

الهوامش:

1. السهلي، محمود فوزي، بلد الشيخ، مقابلة شفوية، موقع فلسطين في الذاكرة - ضمن تدوين التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية، تاريخ 20/7/2007.

2. المرجع السابق.

3. تقول بعض الروايات إن عدد القتلى اليهود كان 48 يهوديا، وبعضها يذكر أنه تجاوز الـ60 قتيلا.

4. هذا التعريف بجغرافية وادي حوّاسة، نقلا عن حساب صفحة "خالد نابلسي" في "فيسبوك"، منشور تم نشره في تاريخ 22/6/2020.

5. المقصود بالبيوت المُقصدَرة، أي المبنية من الصفيح والتنك. عن تلك البيوت وتأجيرها للعمال، راجع : حجاب، نمر، الياجور، موقع فلسطين في الذاكرة - ضمن مشروع تدوين التاريخ الشفوي للنكبة، تاريخ 9/3/2006.

6. نقلا عن حساب صفحة "خالد نابلسي"، المنشور السابق ذاته.

7. من أرشيف جريدة "الدفاع" الفلسطينية، المكتبة الوطنية الإسرائيلية، مقال منشور في تاريخ 28/2/1945.

8. حمودة، سميح، الوعي والثورة - دراسة في حياة وجهاد الشيخ عز الدين القسّام، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، 1986، ص 61.

9. عن ذلك، راجع: صيقلي، مي إبراهيم، حيفا العربية 1918 - 1939 (التطوّر الاجتماعيّ والاقتصاديّ)، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، 1998، ص 163.

10. المرجع السابق، ص 163.

11. جريدة "الدفاع"، المرجع السابق.

12. كُتب أكثر من مرة عن مذبحة الحواسيين، تحت عنوان مذبحة "بلد الشيخ"، يمكن مراجعة ذلك عبر الإنترنت.

13. مسعود، سميح، حيفا... بُرقة - البحث عن الجذور ( سيرة ذاتية )، دار الفارابي، بيروت، 2013، ص68.

14. عقل، جهاد، حيفا - اعتداء منظمة "الأرغون" الإرهابية على العمّال الفلسطينيين في مصفاة البترول، الاتحاد، تاريخ 31/12/2020.

15. المرجع السابق.

16. السهلي، يونس عبد الحفيظ، بلد الشيخ، رواية شفوية، موقع فلسطين في الذاكرة - ضمن مشروع تدوين الرواية الشفوية لنكبة فلسطين. تاريخ 19/7/2007.

17. السهلي، محمود فوزي، بلد الشيخ، مقابلة شفوية، موقع فلسطين في الذاكرة - ضمن تدوين التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية، تاريخ 20/7/2007.

18. المرجع السابق... مع العلم بأن المراجع الصهيونية تُشير لمقتل "حنان" في ليلة يوم 31/12/1947.

19. حجاب، نمر، المقابلة السابقة.

20. راجع، محمود فوزي السهلي، ويونس عبد الحفيظ السهلي، المقابلات الشفوية المُشار إليها سابقا.

المقال الأصلي في الرابط التالي: https://www.arab48.com/%D9%85%D8%AD%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1/2021/12/31/%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%AD%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D9%83%D8%B1-