سلسلة رموز فلسطينية (36)... الحاج محمود صالح السهلي

قدوتي ورمزي الأول والدي محمود صالح السهلي هو قدوتي ورمزي الأول، ولد عام 1924 في قرية بلدالشيخ قضاء عروس المتوسط حيفا.

ترعرع في حنايا القرية ودرس في مدارسها حتى الصف الخامس، جنباًن إلى جنب مع العمل في الزراعة مع جدي صالح وغالباً كان يذهب لبيع المحصول من الخس والملفوف في حيفا..

تم احتلال القرية  في 24 نيسان/ ابريل عام 1948 وهُجِّر أهلها الذين توجه القسم الأكبر إلى سوريا ومنهم والدي وجدي وأعمامي وسكنوا بدايةً في منطقة سوق سروجة وبعد ذلك انتقلت العائلة بمن فيهم والدي إلى منطقة كفرسوسة في بداية الخمسينيات.

عمل والدي وأعمامي في كسارات الصخور في جبل قاسيون، وفي غالب الأحيان يعودا إلى كفرسوسة سيراً على الأقدام ليوفروا إيجار النقل وشراء بعض الأغذية للعائلات التي يعيلونها.

في عام 1964 انتقل والدي إلى مخيم اليرموك لأدخل صف الأول الابتدائي في مدرسة كوكب الواقعة جنوب مخيم اليرموك ..بقي والدي يدرسني مادة الحساب واللغة العربية حتى صرت بالصف السابع، تعلم والدي مهنة البلاط وخاصة الأرصفة، ولايوجد شارع في دمشق وحتى في مخيمنا إلا كان لوالدي بصمة في رصيف أو شارع.

وفي عام 1976 كنا نعمل مع والدي رصيف إلى جانب قصر الضيافة فاجا حرس القصر قال نظفو الشارع جاي الرئيس اللبناني سليمان فرنجية يزور المقبور حافظ الأسد وقال والدي لنا بدهم يتامرو على شعبنا في لبنان وبالفعل شارك قوات الأسد المجرمة مع الانعزالين في ارتكاب مجازر مروعة بأهالي مخيم تل الزعتر  وتدميره.

وكان لافتاً أيضاً أنه كان صباحاً وبالتحديد الساعة 7 إلا ربع يسمع برنامج السياسة بين السائل والمجيب الذي كان تبثه إذاعة لندن.

وقد نهلنا بعض الثقافة من البرنامج المذكور.

عندما بدأت الكتابة في الصحافة عام 1988 كان المشجع الأول لي وكان يكرر اقرأ الكثير لتكتب صح، واللافت أن والدنا رحمه الله كان  يأخذنا وإخوتي للعمل معه كعمال لجبل طينة البلاط وذلك بعد وصولنا إلى الصف السابع، وكان الهدف هو معرفة الجهد المبذول للحصول على المال واستمرار الحياة فضلاً عن محاولته تقوية عضدنا.

توفي والدي قدوتي ورمزي الأول في بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2011.

ألف رحمة تنزل عليك والدي الغالي.

بقلم الكاتب: أ.نبيل محمود السهلي