سلسلة رموز فلسطينية (52)... المؤرخ هشام شرابي
هشام شرابي( عائد إلى يافا) مفكر ومؤرخ فلسطيني من مواليد عام 1927 في يافا وعاش طفولته بين مدينتي يافا و عكا في دار جدّه.
درس المرحلة الابتدائية في مدرسة "الفرندز" للبنين في رام الله وأكمل دراسته في "الانترناشونال كولدج" في بيروت، وتخرج من الجامعة الأميركية في بيروت سنة 1947، وأثناء وجوده في الجامعة الأمريكية في بيروت انضم إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، حيث كان رفيقًا لأنطون سعادة، وبعد هجرته إلى الولايات المتحدة الأمريكية ظل مسؤولاً عن فرع الحزب السوري القومي الاجتماعي حتى عام 1955 حيث انسحب منه.
هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد إعدام أنطون سعادة في بيروت، وعمل هناك أستاذًا لتاريخ الفكر الأوروبي الحديث في جامعة جورج تاون في واشنطن، ظل ينشر مؤلفاته باللغة الإنجليزية للدراسات الجامعية إلى حين حرب الأيام الستة عام 1967 التي انتقل على إثرها إلى بيروت عام 1970 وعمل في مركز التخطيط الفلسطيني وأستاذًا زائرًا في الجامعة الأمريكية في بيروت، ولكنه رحل بسبب أحداث الحرب الأهلية في لبنان.
ساهم في إنشاء عدد من المؤسسات التي تُعنى بشؤون الوطن العربي والقضية الفلسطينية، منها مركز الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورج تاون ومركز التحليلات السياسية حول فلسطين في واشنطن وصندوق القدس الذي هو منظمة فلسطينية تقدم منحاً دراسية للطلاب الفلسطينيين.
له العديد من المؤلفات، منها: مقدمات لدراسة المجتمع العربي (1975) تناول فيه: سلوكنا الاجتماعيّ، وبنية العائلة في المجتمع العربيّ، الاتِّكاليَّة، العجز، التَّهرُّب، الوعي والتَّغيير، الإنسان العربيّ والتَّحدِّي الحضاريّ، المثقَّف العربيّ والمستقبل،المثقفون العرب والغرب (1981) تُرجم إلى العربية أثناء وجوده في بيروت،النظام الأبوي (1988)،النقد الحضاري للمجتمع العربي (1991)،الرّحلة الأخيرة،الجمر والرّماد؛ومع توقيع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، تمكن هشام شرابي من زيارة يافا وكان من المتحمسين للاتفاق المذكور، لكنه لم يلبث أن تحول إلى أحد أهم المعارضين له فيما بعد.
وفي عام 1998 توقف عن العمل في جامعة جورج تاون الأمريكية وانتقل إلى العيش في بيروت حيث توفي في 13 كانون ثاني / يناير 2005 بمرض السرطان.
واستطاعت ابنته بحنكة كبيرة من دفن ضريحه في مسقط رأسه يافا، رحمه الله (عائد إلى يافا) أيقونة فكرية وتاريخية لفلسطين وشعبها.
بقلم الكاتب: أ.نبيل محمود السهلي