سلسلة رموز فلسطينية (95)... الكاتب ماهر اليوسفي (أبو هادي)
هو كاتب فلسطيني مواليد سوريا عام 1962 وتعود أصوله إلى قرية لوبية قضاء مدينة طبرية في الجليل الفلسطيني الشرقي.
حصل من موسكو على شهادة في الاعلام، بالعودة إلى شهادة الصديق ماهر اليوسفي، حول أنفاق معتقل أنصار والهروب الكبير؛ فقد أشار البداية إلى أن المعتقلات الصهيونية في الداخل الفلسطيني بما فيها معتقل جلبوع محصنة بشكل كبير، ولايقارن مع سجن أنصار المؤلف من خيم متفرقة في معسكرات متلاصقة تحيط بها أسلاك شائكة وابراج صهيونية للمراقبة.ومعتقل أنصار أقامه جيش الاحتلال الصهيوني إبّان احتلاله لجنوب لبنان، وقد أفتتح في 14 يوليو/ تموز 1982 في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وتم زجّ أربعة آلاف من اللبنانيين والفلسطينيين والعرب فيه.
وقد أجبرت المقاومة اللبنانية القوات الإسرائيلية على الانسحاب من بيروت والجبل وصيدا والزهراني وصور والبقاع الغربي، واكتمل الأمر بإقفال معتقل أنصار في 4 أبريل/ نيسان 1985 وفي الثالث والعشرين من تشرين ثاني /نوفمبر 1983 تمت عملية تبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل؛ وتم إطلاق (1100) أسير فلسطيني وعربي باتجاه الجزائر، وعدد كبير أطلق سراحهم وبقوا داخل الأراضي اللبنانية، منهم عدد كبير من الفلسطينيين واللبنانيين.
في الثامن من شهر آب /أغسطس عام 1983 كانت عملية الفرار الكبير من معتقل أنصار؛ وقد أشار الكاتب والأسير المحرر ماهر اليوسفي إلى أن عدد مجموعة الفرار الكبير وصل إلى (76) أسيراً ، وقد تمً حفر عدة أنفاق، لكن نفق الهروب تمً استكماله والتخطيط للهروب بعد مظاهرات للأسرى تمً خلالها حرق الخيم واستخدام أوتادها الحديدية بالحفر ورمي الأتربة بعد كل عملية حفر بأوعية المياه في حفر الحمامات العميقة للتمويه من مراقبة السجانين الصهاينة، وأكد اليوسفي أن الجندي الموجود في برج المراقبة ارتجف وتعذر عليه إطلاق النار بشكل مباشر وسريع على الأسرى الفاريين بسبب الهلع والخوف الشديد الذي انتابه.
وادي جهنم
لكن بعد تلك العملية عمد الجيش الإسرائيلي إلى نقل المعتقلين إلى ما أُطلقت عليه تسمية “وادي جهنم” وأعادوا تأهيل المعتقل بحيث قسّموه إلى معسكرات منفصلة عن بعضها تفصل بينها الأسلاك الشائكة، وجعلوا الأرض من الإسفلت التي تبلغ سماكته أكثر من 20 سم، يضاف إليهم المقدار نفسه في أرض كل خيمة.
لقد أصبحت سماكة الإسفلت في أرض الخيمة 40 سم في حدّها الأدنى وهو الذي يمنع أي تفكير في حفر نفق كما حصل في المرة السابقة. عندما اكتمل تجهيز المعتقل عمل الإسرائيليون على إعادة المعتقلين من المكان المؤقّت الذي وضعوا فيه “وادي جهنم” إلى المعسكر الجديد. لكن مجموعة منهم من أربعة شباب لبنانيين كانوا قد حفروا في المكان الجديد ملجأ داخل الأرض واختبأوا فيه على أمل أن يخرجوا منه بعد أن تكتمل عملية إعادة المعتقلين إلى المعسكرات الجديدة؛ ولكن ما لم يكن بالحسبان لديهم هو إقدام الجيش الإسرائيلي على إحضار جرافات، حيث عملت على حفر خنادق في الأرض، وكان أن انهارت الحفرة التي اختبأ فيها الشباب الأربعة. فانضموا إلى قافلة شهداء الحركة الأسيرة، وكان منهم الشهيد عباس بليطة والشهيد إبراهيم خضرا.
ويبقى القول إن عملية هروب الأسرى من السجون والمعتقلات الصهيونية وكذلك معارك الأمعاء الخاوية والاضراب العام عن الطعام ، دلالة كبرى على وحدة الحركة الأسيرة ونضالاتها التي لم ولن تنضب؛ مدعومة بتضامن شعبي وفصائلي فلسطيني حتى النصر ودحر المحتل الصهيوني وتفكيك معالمه الاحتلالية وفي المقدمة منها السجون والمعتقلات الصهيونية.. وللاخ ماهر اليوسفي عدة اصدارات ومنها؛" كيف حفرنا الانفاق" و"فلسطين الرمز والجوهر "و" جماليات القصيدة الفلسطينية "و " ناجي العلي مدهش المهاة ومفجع الماساة".. كان ماهر اليوسفي ينشر مقالات سياسية بشكل دوري مقالات سياسية في مجلة الهدف وصحيفة السفير اللبنانية ؛ويقيم الأخ أبو هادي في لندن. رعاك الله وحفظك أخي أبا هادي الغالي ومع الموفقية في كافة مسارات الحياة.
بقلم الكاتب: أ.نبيل محمود السهلي