سلسلة رموز فلسطينية (172)... الفنان غسان الطيب (أبو جهاد)

سلسلة رموز فلسطينية (172)... الفنان غسان الطيب (أبو جهاد)

سلسلة رموز فلسطينية (172)... الفنان غسان الطيب (أبو جهاد)  | موسوعة القرى الفلسطينية

هو فنان فلسطيني ولد وترعرع في حنايا مخيمنا اليرموك الذي نحب، وتعود أصوله إلى قرية معذر في قضاء مدينة طبرية الفلسطينية، وهو حكاية إبداع نابعة من روح التراث وفنون الدبكة الفلسطينية، اسمٌ يُحاكي نبض الأرض، وفنٌّ يعانق جذور الهوية.

غسان الطيب، مصمم ومدرّب دبكة شعبية فولكلور كوريوجراف، ومعاون مدير فرقة الوعد للفنون الشعبية الفلسطينية، هو فنان يحمل فلسطين في خطوات رقصته، ويروي حكاية شعبه عبر كل حركة تتناغم مع إيقاع التراث.

نشأ غسان منذ نعومة أظافره في مخيم اليرموك الذي أنهله حب الأرض والشعب، انخرط في عالم الفنون الشعبية كراقصٍ متحمس، ثم تطوّر ليصبح فناناً ملهماً. تلقّى تدريبات مكثفة تحت إشراف نخبة من الخبراء الدوليين، لا سيما من روسيا، مما منحه أدواتٍ فريدةً لصقل موهبته، فبات أيقونةً للرقص المبدع الذي يجمع بين الأصالة والابتكار، حافظاً على مفردات الفولكلور الفلسطيني بكل تفاصيله المتوارثة.

لم يكتفِ بالمسرح كمنصة لعرض موهبته، بل جعل من الفن رسالةً تربوية، فتطوّع لتدريب طلاب المدارس، غارساً فيهم قيم التراث وعادات وتقاليد الأهل والأجداد، مؤكداً أن الدبكة ليست مجرد رقصة، بل لغة مقاومة وهوية حية تؤازر البندقية، كما أسهم في تصميم وتدريب فرق فلسطينية عديدة، كان لها بصمة لافتة في المحافل المحلية والدولية، حيث حصدت أعماله جوائز وتقديراتٍ عديدة، ليصبح اسمه مرادفاً للتميّز، كوترٍ حنون يتردد صداه في كل مكان.

لم تقف حدود إبداعه عند الوطن، بل حمل فنه كسفيرٍ لفلسطين، وطاف بفولكلوره العريق عبر دول عربية وأجنبية، من أوروبا إلى أبعد الحدود، رافعاً علم بلاده في كل محطة، محوّلاً خشبة المسرح إلى منبرٍ يصدح بعدالة القضية الفلسطينية، فكانت كل حركة في رقصاته كالكلمة الصادقة، وكل إيقاع كصوت البندقية الذي يعلو مدوّياً: "فلسطين باقية".

رعاك الله وحفظك وليبقى صوتك صادحاً وستنصر بأمثالكم فلسطين وطن الشعب الفلسطيني الوحيد.

بقلم الكاتب: أ.نبيل محمود السهلي