معلومات عامة عن صَرَفَنْد الخَرَاب - قضاء الرملة
قرية فلسطينية مهجرة، كانت قائمة مبنية على رقعة مستوية في السهل الساحليِّ الأوسط على مسافة 7 كم غربي مدينة الرملة، وعلى ارتفاع لا يزيد عن 50م عن مستوى سطح البحر.
قدرت مساحة أراضي صرفند الخراب بـ 5503 دونم، كانت أبنية ومنازل القرية تشغل منها ما مساحته 33 دونم.
يرجح بعض المؤرخين أن صرفند الخراب احتلت أثناء عملية "نحشون" التي نفذها لواء "غفعاتي" في بعض قرى القدس أيضاً، ويسجل تاريخ احتلال صرفند الخراب يوم 12 نيسان/ أبريل 1948.
كانت صرفند الخراب تتوسط القرى والبلدات التالية:
- قرية عيون قارة شمالاً (قرية مزالة قبل النكبة)
- قرية صرفند العمار من الشمال الشرقي.
- قرية بئر سالم شرقاً ومن الجنوب الشرقي.
- قرية وادي حنين جنوباً.
- قرية النبي روبين غرباً ومن الشمال الغربي.
- قدر عدد سكان صرفند الخراب في إحصائيات عام 1922 بـ 862 نسمة.
- ارتفع عددهم في عام 1931 إلى 974 نسمة.
- وفي عام 1945 وصل عددهم إلى 1040 نسمة.
- عام 1948 بلغ عددهم 1206 نسمة.
- وفي عام 1998 قدر عدد اللاجئين من أبناء القرية بـ 7409 نسمة.
تتوافر المياه الجوفية في أراضي القرية، وتتميز التربة الزراعية بخصوبتها وصلاحها لزراعة معظم المحاصيل، ولا سيما الحمضيات التي شغلت مساحة كبيرة بلغت نحو 4.325 دونماً. وإلى جانب الحمضيات زراعة الخضر وأصناف الفواكه الأخرى. أما الحبوب فكانت تشغل مساحة صغيرة من الأرض الزراعية. وقد اعتمدت معظم المحاصيل الزراعية على مياه الآبار التي تروي مساحات كبيرة، وبخاصة بيارات الحمضيات وبساتين الخضر.
اهتم السكان بتعليم أبنائهم، فتأسست مدرسة صرفند الخراب عام 1920 بمعلم واحد، ثم أخذت تتقدم وتنمو حتى أصبحت في عام 43/1944 مدرسة ابتدائية كاملة، بلغ عدد تلاميذها 258 تلميذاً. كذلك تأسست مدرسة للبنات في عام 1945، وكان عدد تلميذاتها 46 تلميذة.
العلاقة بين صرفند العمار والخراب، وسبب التسمية
كثيرا ما يحدث لبس لدى البعض حين يسمعون اسم صرفند العمار وصرفند الخراب، حيث يظنون أنهما شيء واحد، وإنما سميت بالخراب بسبب الحرب والتدمير والتهجير والتطهير العرقي الذي مورس عليها عام 1948. لكن في الواقع قرية صرفند الخراب هي قرية مختلفة تماماً عن قرية صرفند العمار، حيث تقع على بعد 6 كم غرب الرملة، وعلى بعد 3 كم جنوب غرب صرفند العمار.
سميت بالخراب لأن الإنكليز أحرقوها في العشرينات انتقاماً لقتل أهالي القرية لبعض الجنود البريطانيين السكارى، الذي دخلوا واعتدوا على حرمة القرية. وتشتت كثير من أهلها على أثر هذه الحادثة المفجعة في القرى العربية المجاورة. وقد عرفت في الماضي أيضاً باسم صرفند الصغرى، تمييزاً لها من قرية صرفند الكبرى. لكن عادت القرية وأهلت بالسكان، وأعيد بناؤها، حيث كانت منازلها على هيئة صفوف متلاصقة، مبنية من الطين أو الاسمنت. وقد عد موقع قرية صرفند الخراب استناداً إلى بعض البقايا المعمارية المميزة (كالأقبية) الموجودة فيها، مطابقاً لموقع صليبي مجهول الاسم.
احتلالها ووضعها اليوم
يشير المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إلى أن السكان فروا في 20 نيسان 1948 خوفاً من هجوم إسرائيلي. فقبل أسبوع من ذلك التاريخ نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر يهودية قولها إن احدى وحدات الصهاينة قامت بضربة في عمق الأراضي العربية، وفجرت 223 منزلاً عند مشارف الرملة وقريتين مجاورتين لها. وربما ساهمت عملية نحشون التي نفذها لواء غفعاتي، وأدت إلى مجزرة دير ياسين في 9 نيسان، في مغادرة السكان. لكن ربما لم تقع القرية فعلياً تحت الاحتلال الإسرائيلي إلا في أواسط أيار/ مايو، تقريباً وقت احتلال شقيقتها صرفند العمار.
دمر القسم الأكبر من القرية بعد أن احتل الصهاينة صرفند الخراب عام 1948، وطردوا سكانها منها. ومع ذلك بقيت عدة منازل قائمة: يقيم في ستة منها لا أكثر عائلات يهودية. ولمعظم هذه البيوت سقوف على شكل الجملون، وأبواب ونوافذ مستطيلة الشكل، ومنها منزل ذو طبقتين وسقف مائل، أما المدرسة فيؤمها التلامذة الإسرائيليون. ويستغل أراضي القرية سكان المستعمرات الصهيونية المجاورة، إذ تقع مستعمرة “وادي حنين” على بعد 3 كم جنوبي القرية، ومستعمرة ريشون لتسيون (عيون قارة) على مسافة كيلومترين شمالها، وإلى الشرق منها تقع مستعمرة “بير يعقوب”، في حين تقع إلى الغرب منها مستعمرة “بيت حنان”.
مجزرة صرفند الخراب ارتكبتها قوّات الاستعمار البريطاني في ليلة 10 كانون الأول/ ديسمبر عام 1918، حيث أغارت على قرية صرفند الخراب الواقعة غربي الرّملة، وحرقت المنازل وقتلت أهلها، وكانت الحصيلة استشهاد العشرات من أهالي القرية وتدميرها وتهجير مَن تبقى منهم، معتمداً على مجموعة من المصادر الأساسية التي بنى عليها مادّته وهي الذاكرة الجمعيّة لأهالي البلاد، ومن ثمّ الأرشيفات البريطانيّة والصهيونية، وكذلك المذكّرات، والصور الجوّية.
وفي هذا السياق، يقول الحاج حسن حسين العويني (1928)، وهو من أهالي قرية صرفند الخراب:" كان لهذه القرية أراض شاسعة، فقام الأتراك سنة 1882 بإعطاء اليهود قطعة أرض منها وبنيت عليها مستعمرة ريشون لتسيون أو بالعربي "عيون قارا" التي تقع شمال القرية بــ 3 كم، أما في جنوب قرية صرفند فبُنيت مستعمرة "نتسيونا" في نفس الوقت، ثم بنيت مستوطنة بير يعقوب شرقي البلدة بنحو 2 كم. وكانت الأرض في ذلك الوقت تسمى "جفتلك" أي للسلطان".
صرفند الخراب وأصل الحكاية
بالعودة إلى أصل الحكاية كما يرويها أصحابها، أصحاب البلاد الأصليين، فقد روى جبر سليم محمد، ابن قرية صرفند الخراب للباحث الفلسطيني أكرم زعيتر عام 1932، حادثة مداهمة السلطة العسكرية البريطانية لبلدته صرفند الجديدة.
وأشار إلى وجود مخيم للجيش الإنجليزي حول بلدة صرفند، كما كان إلى جانب القرية 3 مستعمرات يهودية تفتح أبوابها لليهود الانجليز ليأتوا إليها للسكر والعربدة، وكان هؤلاء الجنود يمرون في طريقهم للعودة إلى معسكراتهم بالبلدة وهم سكارى، وقد ضايقت هذه الأعمال أهل القرية الذين اضطروا إلى الدفاع عن أنفسهم وأعراضهم عبر تعليق أجراس في دكاكين البلدة لتقرع عندما يدخل هؤلاء الجنود إلى القرية.
وكثيراً ما دارت اشتباكات بالأيدي والعصي والحجارة بين أهالي البلدة والجنود السكارى، كانت تنتهي بطرد هؤلاء الجنود من القرية. لكن في أحد الأيام، زعمت حكومة الاحتلال البريطاني أن رجلاً من المعسكر وُجد مقتولاً، مدعية أنه قُتل في بلدة صرفند الخراب، مع أن البلدة، وفق حديث جبر سليم محمد، كانت بريئة من دمه، وعلى إثر ذلك قامت قوة من الجيش بمداهمة بيوت الصرفند أثناء النهار وجمعت كل ما في القرية من عصي وسكاكين لتجرد رجالها من السلاح.
ثم بحلول الظلام، هجم الجنود على القرية، وهنا دقت الأجراس في البلدة، واجتمع المدافعون عنها وهم عزل من السلاح، وحينها لجأ الأهالي إلى تهريب النساء والأطفال إلى بناء قديم في القرية، لا يعرف دهاليزه إلا أهلها، قبل أن يخرجوا لمقابلة الجنود، فمنهم من نجا ومنهم من قُبِض وقتل، قبل أن يقوم الجيش الانجليزي بإحراق كافة منازل صرفند الخارب.
في الصباح، انسحب الجيش تاركاً القريَة خربة محترقة، وجثث الرجال ملقاة أرضاً، والسكان هائمين على وجوههم، فقد أصبحوا لا يملكون حتى الخبز ليأكلوه. أمّا الجرحى، فمنهم من قضى نحبه بعد عذاب شديد، ومنهم من بقي بعاهة لازمته مدى الحياة.
احتل اليهود صرفند الخراب عام 1948، وطردوا سكانها منها ودمروها. ويستغل أراضي القرية سكان المستعمرات الصهيونية المجاورة، إذ تقع مستعمرة “وادي حنين” على بعد 3كم جنوبي القرية، ومستعمرة ريشون لتسيون (عيون قارة) على مسافة كيلومترين شمالها، وإلى الشرق منها تقع مستعمرة “بير يعقوب”، في حين تقع إلى الغرب منها مستعمرة “بيت حنان”.