يوم كنا هناك
الحاجة مريم أنيس مصطفى الحوراني من العباسية
كانت العباسية بيارات وعاش الناس قبل الاحتلال بسعادة و كانت مريم طفلة تلهو بين الاشجار في بيارة والدها و التي كانت ٥٦ دونم و فيها نبع ماء بارد و آخر ساخن وكانت البيارة محاطة باشجار التين و الليمون و بها كل انواع البرتقال و كانوا يصدرونه عبر البحر .
وصفت الحاجة مريم أن الشارع الذي تمر عليه العربات لتحميل البضائع كان يمر من وسط البيارة .
قصت بعض الاحداث التي تذكرها جيداً ، عندما حكم الانجليز فلسطين كانوا يخرجوا الناس من بيوتهم لتفتيشها بحثاً عن السلاح و كان هذا قبل تسليم البلاد للصهاينة .
قالت ان جنود الانجليز دخلوا بيتهم لاخلائه و تفتيشه و كان هناك نفساء ولدت فقط من ساعتين و توسلوا لابقاء المرأة بالمنزل وطفلها ولكنهم رفضوا و ابقوهم بالشمس من الصباح و حتى غروب الشمس .
حدثتنا ان اليهود كانوا ضعاف و مساكين ، و كان الناس يتداولون الحديث حول تسليم البلاد لهم و لكن لم يتوقع احد من ضعفهم و مسكنتهم انهم سيحكمون البلاد .
تقول الحجة مريم ، لقد حصلت الحرب عام ١٩٤٨ م فجأة و لم يكن لدينا حتى سلاح ابيض و كان تسليح الثوار متواضع وكانت العصابات الصهيونية تتعمد الاغتصاب للفتيات امام الاخوة و الاباء و قد حصل هذا في دير ياسين و انتشر خبره في كل القرى المجاورة ، فخاف الناس على بناتهم و هربوا .
حدثتنا انهم خرجوا من العباسية إلى مزارع النوباني و بقوا في رام الله منطقة المزارع ٤ سنوات و بعدهم اسكنهم الصليب الاحمر في مخيم مجهز بالاساسيات و سكنوا في مخيم اريحا حتى عام ١٩٦٧م .
عام ١٩٦٧م تم قصف المخيم ( في اريحا ) بالطائرات فخاف الناس و هربوا بين البساتين و هربوا مشياً على الاقدام و منهم من خرج بدون حذاء و منهم من نسي طفله و منهم المريض الذي بقي و توفي في مكانه .
روت الحاجة مريم ان الطيران الحربي الاسرائيلي لاحقهم و قصفهم و هم مشاة و سقط منهم شهداء وهم نازحون .
وصلوا وادي شعيب قرب السلط و كانت الطائرات تقصفهم و تلاحقهم و كان المطلوب قتل أكبر عدد من المدنيين .
روت الحجة أن كل أحداث مسلسل التغريبة كان صحيحاً مئة بالمئة و شاهدته حقيقة .
الشاهدة د، زينب ابو عيشة
الشاهدة د. حنان شحرور
١٠/ ٣ / ٢٠٢٣