ذاكرتنا : مذبحة الحسينية قضاء صفد
مذبحة الحسينية قضاء صفد
21/4/48
لا تزال مجزرة الحسينية حاضرة بكل تفاصيلها في ذهن الحاج حسن مرعي الكردي أحد أبناء قرية كرّاد البقارة المجاورة لقرية الحسينية ، رغم مرور 64 عاماً على ارتكابها، الكردي الذي شاهد بأم عينيه جثث أبناء قريه الحسينية يروي كيف قتل الكيان الصهيوني عام 1948 بدم بارد أكثر من ثلاثين شخصا، في عملية إجرامية ارتكبتها عصابات البالماح الصهيونية في قرية الحسينية هذه القرية الفلسطينية الصغيرة التي تقع في الشمال الشرقي لمدينة صفد والتي تبعد عنها مسافة 11 كم . وبلغت مساحتها أراضيها عام 1945 ما يقارب 5324 دونما، أما سكانها فقد بلغوا 340 نسمة وكانوا يسكنون في 64 منزلا ،
يقول الشاهد حسن مرعي الكردي من قرية كرّاد البقارة المجاورة لقرية الحسينية :" خلال الأحداث التي وقعت عام 1948 أذكر أنه في إحدى الليالي بينما كنا نسهر عند مختار قريتنا كرّاد البقارة ، وإذ بِدَوي انفجارات هائلة تهز الأرض من تحتنا، وكان مصدرها قرية الحسينية المجاورة. فهبت قريتنا والقرى المجاورة إلى الحسينية لمعرفة ما حدث. فكان ما شاهدناه منظراً مروعاً، حيث رأينا عددا من مباني القرية قد ُهدّمت على رؤوس من فيها من السكان! وعلى الفور بدأنا نبحث عن الناجين وعن جثث القتلى، وبقينا هكذا حتى عصر اليوم الثاني. وأذكر من المناظر التي شاهدتها تحت الردم منظر أم تحتضن طفلها الرضيع، وهما ميتان. بعد ذلك قمنا بجمع تلك الجثث وقمنا بدفنها في مقبرة القرية. هذا المنظر ببشاعته لم يفارقني طوال حياتي.
وفي تفاصيل هذه المجزرة الصهيونية ضد أبناء قرية الحسينية يقول المؤرخ الصهيوني بني موريس قامت قوات البالماح الساعة الواحدة فجرا بتاريخ 13 آذار من عام 1948 بتلغيم اثني عشر منزلا في قرية الحسينية قضاء صفد ،ونسفها في خطوة أولى لاحتلال القرية . وقد رافق عملية النسف إطلاق نار كثيف قام بها جنود تلك الوحدة المهاجمة بقيادة فايس فقتل على الفور 15 شخصا من أبناء القرية . وقد أوردت النبأ صحيفة نيويورك تايمز، وجاء الخبر على صفحاتها كما يلي:
قامت فرقة قوامها 50 مهاجما أغارت على قرية الحسينية في قضاء صفد فقتلت العشرات من أبناء القرية . وأضافت الصحيفة أن رجال الشرطة والجيش البريطاني دخلوا المنطقة لاحقا وفرضوا حظر التجول عليها وقاموا بإجلاء القتلى والجرحى من القرية .
وبعد أيام قليلة وبالضبط في 16-17\3\1948 هوجمت القرية من قبل قوات البالماح وقتلوا العديد من أبناء القرية أيضا مما اضطر الأهالي للنزوح عنها .
تجدر الإشارة إلى أن مصادر من أبناء القرية ذكرت أن القتلى وصل عددهم إلى ثلاثين شهيد بينهم نساءا وأطفالا ورجال.