قرية الخالصة : تاريخ وذكريات
للخالصة وأهلها ذكريات مع الجوار و خاصة مع جارتها هونين حيث كانت القريتان توأم الحولة ومضرب المثل في التضامن والتآخي وقد تجرعتا كأس التهجير المرة سويا.
أوردها الشيخ سليمان ظاهر في معجمه وهي اليوم كريات شمونة المغصوبة، بُنيت على أنقاض تلك المهدومة تقع جنوب هونين وقبالة (حولا) وتتبع قضاء صفد. أوردها السيد الأمين في خططه ولم يعدّها من جبل عامل مع العلم انها تقع ضمن التحديد المشهور لجبل عامل.
هي واحدة من ثلاث وثلاتين قرية كانت تابعة لدولة لبنان الكبير وقد جرى إحصاء أهاليها في إحصاء لبنان الكبير عن١٩٢١ . وقد شملهم مرسوم الجنسية الصادر عام ١٩٩٤ وحصل الذين تقدموا منهم بطلبات على الجنسية اللبنانية أسوة بأهالي القرى الجنوبية السبع.
وعن موقعها يرى الأستاذ خضر ضيا: أن بلدة الخالصة التي صارت تُعرف باسم "كريات شمونة" (قرية الثمانية) هي حاضرة أصبع الجليل بلا منازعٍ. ولا يمكن رؤية البلدة تلك من مشارف العديسة بسبب التضاريس الطبيعيَّة، فيما يمكن مشاهدتها بوضوحٍ من جهة بلدة الخيام وبلدات جبل حرمون. ويتابع بانه تتضارب المعلومات حول تحديد تاريخ طرد أهل هونين والخالصة من بلداتهم. فحسب تقريرٍ أعدَّته الاستخبارات العسكريَّة الإسرائيليَّة لاحقاً يذكر أن تهجير أهل هونين حصل في ٣ أيَّار سنة ١٩٤٨ واحتلَّت في سياق عمليَّة "يفتاح" التي نُفِّذت في نيسان- أيَّار ١٩٤٨. في حين يزعم تقريرٌ للـ "بلماخ" أنَّ القوَّات العربيَّة أمرت سكَّان هونين ومن نزح إليها من أهل الخالصة في ١١ أيَّار بالرحيل عنها في ١٤ أيَّار من العام نفسه.
أما عن سبب تسمية اليهود للخالصة بكريات شمونة أي قرية الثمانية، يضيف الاستاذ خضر ضيا شارحا أنه في العام 1920 حصل قتال في مستعمرة كفرجلعادي بين العرب والمستوطنين اليهود، فسقط يوسيف ترمبلدور ومعه سبعة من الصهاينة، فاقيم لهم قبر جماعي و نُصب تمثال "الأسد الزَّائر"، أي الذي يزأر. وتكريماً لهم سُمِّيت بلدة الخالصة الفلسطينيَّة "كريات شمونة"، أي قرية الثمانية.
ومن الطرائف التي يرويها الناشط محمد شحرور عن الخالصة يقول : دعا كامل الإيراني عام ١٩٤٥، وهو ضابط إيراني الأصل . وكان آمرا على قرية الخالصة القريبة من هونين ، من قبل سرايا الدرك الإنجليزي ، دعا نخبة من خيالة هونين لمواكبته في زيارة دار محمد بك الأسعد في العديسة، وهو عديل أحمد بك الأسعد ومنافسه على الزعامة أيضا . وكلاهما متزوجين من كريمتي كامل بك الأسعد الكبير .وعند وصول الموكب إلى مقربة من دار محمد بك الأسعد بدأ الضابط الإيراني بالحوربة أمام الخيالة قائلا :
دار الأسعد جاكي السعد /// حنا حماة اسوارها
بني متوال لكم عادات /// تضحو عزيز رجالها
ثم استقبلهم محمدبك الأسعد مرحبا بأهالي هونين وخيالتها الأشاوس ، ثم عاتبهم متسائلا عن سر ولائهم المطلق لأحمد الأسعد وابتعادهم عنه . ومما قاله : " لماذا تبتعدون عني مع أن أحمد بك ابن عمي وعديلي
وهو المخطيء بحقي ويتجاهلني دائما. وأضاف لو مددت يدي إلى جبل الشبخ ، فإنني أستطيع أن أتناول "كمشة" ثلج وأذوب جبل عامل بكامله ."
ويقصد بذلك أنه رجل قوي وشجاع وأنه أكثر شجاعة من أحمد الأسعد .ومما عرف عنه أنه كان محبا للصيد والقنص وكان يقصد حرش هونين في خلة سلوم الواقعة ببن هونين وكفركلا . وكان الضابط إيراني قد أجبر كامل الحسين وزعيم الحولة على الرحيل ونفاهم عدة مرات من الخالصة إلى جديدة مرجعيون والقليعة بسبب تسلطه على الفلاحين الشيعة ، حيث كان رجاله يسلبون المنتوجات الزراعية التي كانوا يحملونها على الدواب.
وقد قيل فيه لشدة بأسه أنه استطاع أن يسير الذئب والنعجة سويا.
وبحسب وثائق وأرشيف بدر الحاج، فقد باع الأمراء آل شهاب واسرتهم ( من حاصبيا)، وهم لبنانيون، ما يقارب 1100 دونم، في الخالصة للوكالة اليهودية.
رابط المقال الأصلي: http://jabalamelah.blogspot.com/2021/07/blog-post_3.html