قرية “الخصاص” .. حلم العودة مايزال شهياً
احتلت قرية الخصاص من قبل الاحتلال الصهيوني بتاريخ 25 أيار، 1948, وكانت تبعد عن مركز المحافظة31 كم شمال شرقي صفد, ويبلغ متوسط ارتفاعها عن سطح البحر100 متر, حيث قامت عملية عسكرية ضد اهالي القرية بزعامة يفتاح, والكتيبة المنفذة للعملية العسكرية هي الكتيبة الأولى للبلماح/القوة الضاربة
كانت القرية تقع في الجزء الشمالي من سهل الحولة, على مصطبة طبيعية عرضها مئة متر تقريبا. وكانت هذه المصطبة تشكلت قبل آلاف السنين من تقلص بحيرة الحولة القديمة ( التي كانت ذات مرة تغطي حوض الحولة كله). وكان نهرالحاصباني يمر الى الغرب من الخصائص, شاقا مجراه عبر الجبال. وكانت طريق فرعية تصل الخصاص بطريق عام يؤدي الى صفد وطبرية, كما كانت طريق فرعية أخرى تصلها بقرية مجاورة. وقد وصف الجغرافي العربي ياقوت الحموي ( توفي سنة 1229) الخصائص بأنها منقرى بانياس في سورية ( اليوم تحتلها إسرائيل). في سنة 1945, كان عدد سكان القرية في موازاة نهر الحاصباني بينما كان شجر الزيتون مغروسا في الجهة الغريبة. في 1944 \1945 كان ما مجموعه 1438 دونما موريا أو مستخدما للبساتين. ومن الشواهد على أن موقع القرية كان آهلا قبل سنة 1900 مقام لشيخ يدعى علي, يقع في الجوار, وبضعة قبورمنقورة في الصخر.
كانت الخصائص هدفا لهجمة من نوع اضرب واهرب شنتها الهاغاناه في الأسابيع الأولى من الحرب. ففي 18 كانون الأول/ديسمبر 1947, أغار أفراد من القوة الضاربة للهاغاناه على القرية تحت جنح الظلام, فجالوا في أنحاء القرية وأطلقوا نيران أسلحتهم ورموا القنابل ونسفوا منازل عدة. وقد قتل من جراء الغارة اثنا عشر مدنيا ( منهم 4 أطفال) وهذا استنادا الى الأرقام التي يودرها المؤرخ الإسرائيلي بني موريس. واستناد الى موريس فإن سكان الخصاص هجروا من قريتهم بتاريخ 25 أيار 1948, في نهاية عملية يفتاح بعد نحو خمسة أشهر من هجوم الهاغاناه.
تقع مستعمرة هغوشريم ( 208291), التي أنشئت في سنة 1948قبل أن يطرد سكان الخصائص, على بعد بضع مئات من الأمتار جنوبي موقع القرية, علىأراضيها.