روايات أهل القرية - بدرس - قضاء رام الله

مشاعل بدرسيه أضاءت لنا طريق ألحريه
  
كان لبدرس شرف أنجاب أبطال خرجوا من رحمها ألطاهر ليكونوا مشاعل وهاجه على دروب النضال ألفلسطيني ضد ألأنتداب ألبريطاني ألذي هيء لقيام دولة ألعصابات ألصهيونيه على ثرى فلسطين ألمقدس من خلال اغماض عينه عن عمليات أستقدام ألصهاينه من كل حدب وصوب ألى فلسطين ألعروبه تمهيدا لقيام دولتهم ألمسخ أسرائيل. ألأن أدعوكم للتعرف على مشعل من أعظم ألمشاعل ألتي يحتذى بها . وتخبر ألأجيال عنها، لقد كانت مشاعل منزهة عن ألهوى تناضل خالصة مخلصه لوجه ألله وألوطن . نضالهم ليس للمساومه وليس من أجل ألبيع وألشراء نضالهم ليس من أجل جمع ألمال وليس من أجل أن يصلوا ألى أتفاقات تفرش لهم على أثرها ألسجاده ألحمراء يدوسون عليها لتذكرهم بدم شهداء فلسطين . لقد كانو مشاعل أضاءت لنا دروب ألنضال وألحريه فذكر أن ألذكرى تنفع ألمؤمنين
 
محمود عبدالله يعقوب أليعقوبي (محمود ألصبري) مشعل من مشاعل ألنضال ألوهاجه.
 
المولود في بدرس عام 1913 من ابيه الشيخ عبدربه يعقوب ووالدته نعمة عليان وفي سنة 1919 اخذ الشيخ عبدربه يعقوب عنوة للخدمة في جيش الأمبراطورية العثمانية التي كانت تحكم كل الدول العربية فيما كان يعرف ( بالسفر برلك ) وذلك خلال الحرب العالمية الاولى التي انتهت بهزيمة المانيا القيصرية وحليفتها الدولة العثمانية (تركيا) وتقسم الوطن العربي كله وبموجب اتفاقية (سايكس - بيكو) بين الاستعمارين البريطاني والفرنسي وكان من نصيب فلسطين الاحتلال البريطاني الذي أطلق عليه فيما بعد الانتداب البريطاني على فلسطين، وعندما تأكد استشهاد الشيخ عبدربه يعقوب قام أخيه الشيخ عبدالله يعقوب وحرصا منه على اولاد اخيه الشهيد بالزواج من ارملة اخيه واحتضان أولاده ( محمود ، واخته تحفة ) وجعلهم تحت عباءته مع أولاده يعقوب ومصطفى ، وحتى يسهل امور تعليم محمود في المدارس فيما بعد جعله يحمل اسمه وأصبح يعرف بـ(محمود عبدالله يعقوب) وكي لا نطيل درس محمود في مدارس اللد والرملة وعندما وصل للصفوف العليا التحق بالكلية العربية بالقدس التي كان التعليم فيها مقصورا على أبناء الذوات والميسورين من اهل فلسطين وكان شهادتها العلمية توازي شهادة الدكتوراة في هذه الايام وكل من تخرج منها كان له شان عظيم فيما بعد واذكر ان الدكتور جورج حبش كان احد خريجين هذه الكلية .
 وكانت الجامعة الامريكية في بيروت تعتبرها رديف لها في فلسطين . وكان محمود احد عباقرة زمانه ومعجزاته فقد كان دائما ترتيبه الاول بتفوق على كل أبناء الكلية وكان يلقب بالفلاح حيث ان كل الدارسين كانوا من ابناء العائلات الفلسطينية المدنية وخلال سنوات دراسته في الكلية كان له نشاط سياسي كبير ونضال طلابي مميز بحيث كان يتم استدعاء الشيخ عبدالله لإدار ة الكلية الذي كان يشرف عليها هيئة أنجليزية لتسليمه انذارات بفصل ابنه محمود من الكلية اذا لم يغير سلوكه النضالي فيها. 
 
تخرج محمود وعين في سلك التدريس وسرعان ما اصبح مديرا لمدرسة قلقيلية وهو في ريعان شبابه وكان ذلك في عام 1938 واول دروسه لطلبته كان مفهوم النضال في سبيل الحرية والدفاع عن عروبة فلسطين والقتال ضد قوات الاحتلال والعصابات الصهيونية. وكانت والدته وأخته قد التحقتا به في قلقيلية للسكن والعيش معه وخدمته كشاب اعزب .
 وبدأ شباب قلقيلية يلتفون حوله ويسمعون لمحاضراته عن فلسطين وما ينتظر فلسطين من مخاطر في ظل هذا الانتداب اللعين الذي وجد لتهيئة قيام الدولة الصهيونية على ارضها الطاهرة وتجيشت النفوس وتحلقت حوله المشاعر الوطنية الفياضة وتطورت الامور إلى التدريب العسكري المتواضع جدا فكان يعلمهم كيفية استعمال السلاح الخفيف والمتوفر بين ايديهم ضد دوريات جنود الاحتلال الانجليزي، كان محمود قد درب احد سعاة المدرسة الذي هو مديرها على كيفية استعمال القنبلة اليدوية وكيف يتم رميها على العدو (دورية الجيش البريطاني) وقد كلفه بالقيام بهذه العملية بعد ان وفر له القنبلة وقام الساعي بتنفيذ العملية فمات من مات وجرح من جرح من أفراد ألدوريه وقامت قيامة الاحتلال البريطاني وقيادته ولم تقعد. وبعد البحث والتحري والتحقيق وبمساعدة بعض الخونة والجواسيس توصلوا إلى الفاعل الذي اعترف نتيجة التعذيب عن مدربه وقائده ومحرضه على القيام بهذه العملية والذي وفر له القنبلة التي استعملها في العملية الفدائية وهو مدير المدرسة الشاب المناضل الغيور ابن بدرس الأستاذ محمود عبدالله يعقوب.
 حيث تم إلقاء القبض عليه وأودع السجن وبدات محاكمته ولم تطول، وقد وصفوه الذين حضروا جلسات محاكمته بانه كان رغم الجرم الذي ارتكبه محط إعجاب جلاديه الإنجليز (القضاة) الذين حاكموه، وانهم كانوا يرون فيه أسد داخل قفص من حديد وليس أنسان. فقد كان رابط الجأش يقول الشعر في حب فلسطين بالانجليزية ويردد آيات القرآن التي تحث على قتال الاعداء. وقد أوقف له اهله محامين مهرة ولكن كل هذا لم يفيد وتم الحكم عليه (بالإعدام شنقا حتى الموت) وملأت الزغاريد قاعة المحكمة في تل ابيب علما ان الحكم نهائي غير قابل للاستئناف حيث صدر من محكمة احتلال عسكرية. والبس البدلة الحمراء وبدأ ينتظر تنفيذ الحكم بقلب مؤمن بالله وبعروبة فلسطين ونقل عنه زائروه أنه كان يقول لهم دائما فلسطين تستحق منا اكثر من هذا ولو كنت املك اكثر من الروح لقدمتها فداء لفلسطين .
 ولم يبقى احد من بدرس ومن القرى المجاورة آنذاك إلأّ وزاره في عرينه، ولا ادري إن كان لوداعه أم اعجابا به واظنه هو الإعجاب، فهو الاستاذ الشاب المثقف خريج الكلية العربية والمناضل والحر والمحرض دوما على قتال المحتل وكشف كل مخططاته والمحذر دائما من خطورة هجرة اليهود ألى أراضي فلسطين بتغطية وتشجيع من سلطات الاحتلال البريطاني البغيض وبقي ينتظر تنفيذ الحكم فيه إلى أن فوجئ صباح ذات يوم في صيف عام 1941 بالإفراج عنه. فلقد استجاب الله لدعوات والدته وأهله وأهل بلده وطلابه ومحبيه في كل فلسطين .
 وبعد خروجه من السجن بدأ العمل في شركة باير الالمانية للادوية خصوصا انه يتقن الالمانية مع الفرنسية والانجليزية والعبرية كاتقانه لغته الام، حيث اصبح في عام 1970 عضوا في مجمع اللغة العربية في القاهرة . وعاد ابن بدرس والمناضل العنيد إلى طريقه الذي لا يحيد عنها ابدا وهو العمل الدؤوب في سبيل نصرة الحق وتحقيق الاستقلال لفلسطين من خلال موقعه الجديد كسكرتير للهيئة العربية العليا ومقرها يافا علاوة على موقعه الوظيفي في شركة باير كمدير للتسويق في الشرق الأوسط ..
 وبقي مع الهيئة العربية العليا حتى مغادرته يافا برفقة زوجته وأهلها مع الجيش العراقي الذي شارك في معارك فلسطين قبل سقوطها ثم انسحب وأخذ معه الكثير من العائلات الفلسطينية الذين رغبوا بالنزوح للعراق. وقد اعلمني رحمه الله بانه خلال عمله في مكاتب الهيئة العربية العليا تعرف على الكثير من أسرار سقوط الكثير من المواقع الاستراتيجية في فلسطين بيد العصابات الصهيونية .
 فقد كان يتصل به بعض من الضباط الانجليز المتعاطفين معنا والذين في قلبوهم حقد على اليهود والصهيونية ويخبرونه عن موعد انسحاب القوات البريطانية من مواقع استراتيجية كالمطارات والمعسكرات ويطلبون منه ان يحضر المناضلون الفلسطنيون إلى هذه المواقع لإحتلالها قبل ان يأتي إليها عصابات اليهود. ولعدم وجود الإمكانيات والنقص الهائل في العناصر البشرية المتدربة والسلاح والعتاد كانت هذه المواقع لقمة سائغة لدى العصابات الصهيونية المتدربة وذات الإمكانيات الهائلة في العتاد والسلاح حيث كانت لدى جماعة مناحيم بيجن لوحدها 12 طائرة قتالية وكان لديهم ضباطا شاركوا مع الجيوش الغربية في معارك الحرب العالمية الثانية .
 وحال وصولهم لبغداد استلم وظيفته في البنك العربي لصاحبه الفلسطيني عبد الحميد شومان الذي كانت تربطه به صداقة كبيرة وكان البنك العربي في بغداد هو المقر العام لإدارة البنك العليا الذي كانت تتبعه فروع في كثير من العواصم العربية وبقي يعمل في هئية المديرين للبنك إلى ان قامت الثورة العراقية ضد النظام الملكي في عام 1958 الذي قامت بتاميم البنوك جميعها حيث اصبح فيما بعد يسمى ببنك الرافدين وكان محمود عبدالله اليعقوبي (وهذا هو الإسم الذي حمله في العراق) يعمل مديرا لدائرة الإحصاء في بنك الرافدين حتى خروجه للتقاعد عام 1975 .
 نرجع بالتاريخ إلى عام 1950 حيث نجحت الوكالة اليهودية بجلاء كل الرعايا اليهود في العراق واخذهم إلى فلسطين ليساهموا في بناء الدولة العبرية وقد تركت الجالية اليهودية المغادرة إلى فلسطين كل ممتلكاتها من محلات تجارية وبيوت وعقارات وكان معظمهم يعمل في تجارة الذهب وقد تركوا خلفهم كل شيء. وبعد أن غادر اليهود العراق استولت وزارة الداخلية العراقية على جميع مخلفاتهم وكأنه إتفاق مسبق بين كل الاطراف على كل ما يجري من عمليات نقل لاشتات اليهود إلى فلسطين كما حصل مؤخرا ليهود الفلاشا .
 وعندما علمت وزارة الداخلية ان المهاجر الفلسطيني ( ابن بدرس ) للعراق ومعرفته التامة باللغة العبرية كلفته بان يتولى ترجمة كل الوثائق التي استولت عليها من العبرية إلى العربية حيث الحقت معه طاقم كامل من المساعدين حتى اكمل هذه المهمة مع نهاية عام 1953 .
 وبتاريخ 2/3/1954 صدر مرسوم ملكي بمنح المواطن العربي الفلسطيني محمود عبدالله اليعقوبي المولود في قرية بدرس 1913 الجنسية العراقية (بدرجة شرف) مستثنى بذلك من قرار جامعة الدول العربية بعدم منح اي مواطن فلسطيني جنسية غير جنسيته الفلسطينية حفاظا على جنسيته الاصلية . علما ان هذا القرار الحق التعسف والظلم باللاجئ الفلسطيني كما نراه حاصلا اليوم في مخيمات هدر الكرامة الإنسانية على الاراضي اللبنانية وخلافها من الدول .وهذا القرار ككلمة الحق الذي أريد بها باطل .
 وكان لابن بدرس الذي أصبح عراقي الجنسية صديقا عراقيا اسمه قاسم حمودي (ابو جعفر) وكان يجمع بين الاثنين همّا مشتركا وهو النضال في سبيل رفعة الامة العربية ودفعها لبناء قوتها التي تستطيع بها إعادة الحق العربي في فلسطين .
 وعند قيام ثورة العراق في تموز من عام 1958 اسس ابا جعفر جريدة اطلق عليها (الثورة) وكان لابن بدرس العامود الاول في الصفحة الاولى من الجريدة وكان تحت عنوان (يوميات عائد). فكان كعهده دائما يحلم بالعودة رغم كل الابواب الموصدة أمامه ومرت الأيام على الثورة العراقية وانقلب قادتها على بعضهم البعض فكان لعبد الكريم قاسم صاحب الميول الشيوعية الغلبة على شركائه في الإنقلاب اصحاب الميول القومية فكان ان طلب عبد الكريم قاسم من صاحب الجريدة الالتزام بتوجهات ثورته وعدم انتقادها بخروجها عن الخط القومي ولما رفض الاثنان تنفيذ أوامره أمر الزعيم عبد الكريم بزجهم في سجن ابوغريب ووضع (قاسم جعفر حمودي، ومحمود عبدالله اليعقوبي، واحمد حسن البكر(الذي اصبح فيما بعد رئيسا للجمهورية) في زنزانة واحدة بتهمة التامر على النظام واغلقت الجريدة .
 وقد تعرض الثلاثة على يد زبانية نظام الزعيم لكثير من التعسف والتعذيب ونشات بينهم علاقة حميمة استمرت إلى اخر يوم في حياة كل منهم، ولقد غفر لمحمود كونه ابن قضية ارادها ان تكون حية بين ابناء العروبة وكان همه الدائم ان لاينسى احد فلسطين فامر عبدالكريم قاسم رئيس الجمهورية العراقية آنذاك بالإفراج عنه بعد ان امضى في سجنه قرابة العام .
 وبقي الأثنان الاخران في السجن إلى ان تم ازاحة عبدالكريم قاسم عن الحكم بإنقلاب عسكري قام به حزب البعث العربي الاشتراكي الذي كان يستقطب بتوجهاته القومية معظم ابناء الامة العربية وتولى رئاسة الجمهورية عبدالسلام عارف وكان ذلك في اوائل عام 1964 وبقي ابن بدرس الهمام على العهد مع فلسطين التي كانت تجري مع دمه في عروقه وبقي يناضل في سبيلها حيثما وجد في كثير من المحافل التي كان يدعى إليهاواثناء تولي احمد حسن البكر رئاسة الجمهورية في اوائل السبعينات كان كثيرا ما يطلب منه لقائه ليسأله عن مستقبل القضية في ظل ماكانت عليها أوضاع الامة العربية خصوصا بعد ان أصبحت القضية بين ايدي تتلاعب بها كيفما شاءت واصبحت عليها ألف علامة استفهام وكثيرا ما كان يقول لي رحمه الله ليس هكذا تعود فلسطين!
 
لقد كانت بصيرته حادة يرى ويعرف ما لا نراه ولا نعرفه وقد توفي مهموما بفلسطين في صيف 1983 عن عمر ناهز الـ70 عام ودفن في مقبرة الشهداء في بغداد العروبة.
 وحتى تكتمل حلقة المعرفة التامة بأحد اعظم مشاعل النضال الفلسطيني التي توهجت وخرجت من ثرى بدرس لا بد ان نعرج غلى عائلة هذا المناضل لتكتمل المعلومة التي يجهلها الكثير من اهل بدرس وخصوصا اهل والدته وهم عائلة محترمة وكبيرة تاخذ حيزامحترما من مساحة بدرس وذاكرتها وهي عائلة عليان .
 لقد تزوج هذا المناضل من فتاة جميلة كان اهلها يمتهنون الحياكة (خياطة الملابس) في يافا وهي عائلة المنير كان ذلك في عام 1943 حيث كان يعمل مع شركة باير الالمانية مصنعة الادوية المشهورة آنذاك وله مركز وظيفي محترم .
 ولكني ارى لزاما علي ان اذكر هذه الواقعة ليتعرف القارئ عن مدى انتماء هذا المناضل لفلسطين. بعد خروجه من السجن واشتغاله مع شركة باير تعرفت عليه فتاة يهودية هي(البنت الوحيدة لمالك بنك لومي اليهودي ألشهير) وأخذت تطارده اينما يذهب فكانت تاتي إلى بدرس وتذهب لوالدته تستعطفها وقد حدّث من شاهدوها انها كانت تجثوعلى قدمي أم محمود تقبلهما وترجوها بحرارة أن تقنع محمود للزواج منها وأنها على استعداد لان تسجل باسمه البنك .
 وعندما يعود محمود إلى البيت تخبره والدته بما حصل فيضحك ويقول لها لو سجلت بإسمي بنوك اليهود كلهم ما تزوجتها فهي ابنة لأحد مغتصبين ارضنا وسيبقى بيننا وبينهم السيف إلى قيام الساعة .
 ورزق محمود باول ابنائه وهي فتاة في اواخر عام 1944 في مدينة يافا ويشاء القدر ان تكبر وتتخرج من كلية طب جامعة بغداد وعمرها لا يتجاوز ال 23 عام وقد دخلت التاريخ من اوسع ابوابه فقد امتهنت السياسة من صغرها فحب قلسطين يجري في عروق العائلة فهو حب ابدي سرمدي .
 فكانت اول فتاة في العراق يلقى القبض عليها ويزج بها في السجن وهي لا تتجاوز العشرين عاما فكانت لا تزال طالبة في كلية الطب وكانت نشطة في تنظيم حزب البعث العربي الاشتراكي ايام حكم عبدالكريم قاسم وبقيت في السجن ستة أشهر ثم خرجت لتواصل تعلم الطب وقد اصبحت فيما بعد من اشهر الطبيبات المتخصصات في امراض النساء وهي متزوجة من الدكتور هشام عبدالرحمن الشيخلي ولهم ثلاث اولاد جميعهم اطباء يشار إليهم بالبنان منهم من هو في امريكا واخرى في دولة الامارات العربية والثالثة في المانيا وهي وزوجها الآن يعيشان في عمان هروبا من جحيم بغداد .
 أما ابنته الثانية فقد رزق بها في عام 1946 في مدينة يافا وقد تخرجت من كلية الاقتصاد من جامعة بغداد وتعيش الآن مع زوجها واولادها في امريكا .
 اما ابنته الثالثة قد رزق بها في بغداد عام 1949 وقد تزوجت من ابن عمها فتحي مصلح يعقوب وهي تعيش مع زوجها وابنائها في عمان ؟ الاردن .
بعد ذلك رزقه الله بصبي اسماه عبدالله 1953 وقد حصل على درجة الماجستير في علم الجيولوجيا من جامعة امريكية وهو يعيش مع زوجته وابنته في عمان ؟ الاردن .
 ثم رزق بابن آخر اسماه علاء الدين 1955 وهواكاديمي في فلسفة الرياضيات يحمل اعلى الشهادات العلمية في هذا التخصص شهادة الدكتوراة وهو اكاديمي متمرس (بروفيسور) وهو من علماء هذا الفرع العلمي المشهود لهم في كل جامعات أمريكا وهو يدرس في جامعة تكساس .
 بعد ذلك رزق ببنت في عام 1958 وهو عام الثورة واسماها انتصار تيمنا بانتصار الثورة على الرجعية كما كنا نعتقد وهي الآن تعيش مع زوجها وأولادها في أمريكا .
 ثم رزق بأخر بناته عام 1960 وهي أكاديمية متزوجة من دكتور اكاديمي يعملون في التدريس بالجامعات ويعيشون مع أولادهم في أمريكا . وعلى رأسهم جميعا تعيش والدتهم معهم في أمريكا ولا زالوا جميعا يفتخرون بانتمائهم الى بدرس القرية التي خرج منها والدهم والتي زرع حبها في قلوبهم بحديثه الدائم لهم عنها علاوة على أنه كان يحضر بهم كل عام في الاجازة الصيفية لقضائها في ربوع بدرس بين أهله واهل بلده .
 تتردد هذه الايام بعض حفيداته إلى بدرس قادمات من امريكا في برامج بحثية علمية تابعة لجامعاتهن ويحرصن في كل مرة على القدوم إلى بدرس للقاء ما بقي من الاهل ولترى مكان مولد جدهم وبيتهم القديم.