المساجد والمقامات - معين أبو سته / خربة أبو سته - قضاء بئر السبع

يقع المقام حوالي خمسة وأربعين كيلومتراً غربي مدينة بئر السبع وعلى وجه
 
التحديد بقرب خربة معين القديمة بمحاذاة تل جمة, وللشيخ نوران منزلة سامية
 
في نفوس أهلنا في النقب منذ القدم ويزورون مقامه ويتباركون به ويذبحون عنده
 
ويعلقون الرايات ويضعون البخور والدهون والزيوت والشموع، وكانوا في السابق
 
يؤمون المكان بالعشرات وكل منهم بحمل "زوارته" مع أهله، وكانت الوفود
 
تزوره وهم على خيولهم وجمالهم مع زغاريد النساء ويسيرون إليه ويقيمون عنده
 
طويلاً.
 
ومن الجدير ذكره أن المقام الحالي هو جديد من عهد الاحتلال البريطاني لفلسطين حيث بناه الانجليز في الثلاثينات من القرن الماضي.
 
ويختلف أهلنا في أصل الشيخ نوران إذ هناك من يقول انه من أولياء الله
 
الصالحين والبعض يذهب إلى أنه من الرسل الذين أرسلهم الله للعباد على الأرض
 
وأن المقام قديم جداً وبحسب هذا المعتقد فان الشيخ نوران عاش منذ أكثر من
 
ألف وخمسمائة عام.
 
وردد أهلنا أشعاراً خاصة بالشيخ نوران تقول:
 
يا شيخ نوران عربانك جلت عنك سمر المسايح على عسلوج يردنك
 
وكذلك:
 
يا شيخ نوران نذرك كبش وقلادة من يوم قالوا سميح الوجه في بلاده
 
ويقول أهلنا عن الشيخ نوران كلمات لها معنى منها: "الشيخ نوران نوره بان"؛
 
أي كشف نوره أو يسمونها "الزُّهْرَة"؛ أي الضوء المنقشع من بعيد. ومن القصص
 
عن الشيخ نوران تلك التي يتناقلونها من عهد الأتراك حيث أرادوا مد سكة
 
حديدية إلى مصر وقد كانت السكة تقطع المقام وفي الصباح الباكر كان
 
العثمانيون يجدون قطع الحديد على بعد مئات الأمتار من المقام وهكذا استمرت
 
الأحداث حتى أبعد الأتراك السكة عن المقام وحولوها عن مسارها.
 
واليوم بجانب الشيخ نوران مقبرة عربية إسلامية قديمة العهد ويوجد هناك آبار ماء وعدة بوايك قديمة وحول المقام تجد شجر الصبار بكثرة
.