مذبحة الريفاينري/ مذبحة مصفاة حيفا

عصابة الأرغون ( إيتسل) الإرهابية التابعة للهاغاناه

حسب ما أورده الصهاينة في مذكراتهم، وخصوصاً ما نقله المؤرخ "الإسرائيلي" بيني موريس نقلاً عن كتاب تاريخ الهاغاناه، فإن هجوم المصفاة وكذلك المذبحة في بلد الشيخ كان مخططاً لها قبيل أن يعرفوا ردة فعل العرب على ما جرى في المصفاة، ومن خلال المذبحتين كان الهف إرهاب سكان مدينة حيفا والقرى المجاورة لها ودفعهم للرحيل عنها، خصوصاً بعد صدور قرار التقسيم ومخططات التطهير العرقي التي بدأت العصابات الصهيونية بتنفيذها منذ صدور قرار التقسيم، والقرار البريطاني بإنهاء الانتداب على فلسطين.

ورد في صحيفة فلسطين في عددها الصادر يوم 31-12-1947: "أنه في يوم 30 كانون الأول/ ديسمبر 1947 هاجم مسلحون يهود مبنى الريفاينري (مصفاة تكرير النفط) في حيفا وألقوا قنبلة على عمال عرب كانوا يقفون أمام مكتب العمل التابع للريفاينري، استشهد على إثره 6 عمال عرب وجُرِح 42 آخرين، عندها ثار العمال العرب لرفاقهم الذين قضوا عقب رمي القنبلة، دخلوا الريفاينري وقتلوا حوالي 42 يهودياً وجُرِحَ 49 آخرون".

أغلقت المصفاة في ذلك اليوم، ورد الصهاينة على هذا الحدث بهجوم انتقامي طال قرية بلد الشيخ وتجمع حوّاسة المجاور لها، إذ اعتبر الصهاينة أن سكان هذه القرية هم المسؤولين عن مقتل العمال اليهود في الريفاينري في اليوم السابق.

يؤكد المؤرخ الإسرائيلي "إيلان بابه" في كتابه " التطهير العرقي في فلسطين": "الهجوم على العمال العرب في مصفاة حيفا جرى التنسيق له بين قيادة الهاغاناه وزمرة من الأرغون، كان الهدف منه إلقاء الرعب في نفوس سكان مدينة حيفا ودفعهم لمغادرتها"^.

وفي كتاب حرب فلسطين 1947-1948 الرواية الإسرائيلية الرسمية، ورد التالي:

"يوم 30-12- 1947 ، مرت سيارة لرجال الإيتسل قرب مصفاة التكرير في حيفا وألقت قنبلة على مجموعة من العمال العرب الواقفين أمام باب منشآت التكرير، أدت لمقتل ستة عمال عرب وجرح عشرات غيرهم.

وعند انتشار الخبر في المصافي، ثار العمال العرب وحملوا قضبان من الحديد وبعض الحجارة، وكل ما وجدوه أمامهم وبدؤوا بمهاجمة كل يهودي صادفوه أمامهم، كما اقتحموا مصنع البراميل، وقتلوا ثمانية يهود كانوا هناك، وقتلوا أيضاً 33 آخرين.

استمر الهجوم إلى أن وصل الجيش البريطاني للمكان، وبدأ التحقيق لتحديد هوية المشاركين في الهجوم".

• 6 شهداء و47 جريحاً من العمال العرب.
• مجزرة وحشية ارتكبت في فجر اليوم التالي استهدف قرية بلد الشيخ وحي حوّاسة.

1. الشهيد حسن عبد الرحيم الجابر.
2. الشهيد يوسف عبد الله (حيفا).
3. الشهيد علي عبد الحميد (حيفا).
4. الشهيد محمود عبد القادر.
5. الشهيد عبد الله سعيد أحمد.
6. الشهيد حسين محمد عباس.

1. فلاح علي محمد 43 عاماً.
2. مناع مطلق أبو هاشم 30 عاماً.
3. حسين علي هليل 45 عاماً.
4. محمد محمود زريقي 20 عاماً.
5. أحمد حسم محمد 28 عاماً.
6. محمد حاج يونس حاج قاسم 13 عاماً.
7. قاسم شتيوي حمدان 18 عاماً.
8. حسين محمد علي 22 عاماً.
9. عوض علي قاسم 26 عاماً.
10. محمود محمد سالم 50 عاماً.
11. محمد حسن محمود 20 عاماً.
12. محمد سعيد حمده 24 عاماً.
13. خالد محمد الفارس 20 عاماً.
14. رضوان محمود محمد 25 عاماً.
15. مطر محمد حسن 28 عاماً.
16. أحمد عبد الرزاق أبو ناهي 22 عاماً.
17. صبحي عواد 35 عاماً.
18. ابراهيم اسماعيل عبد الله 35 عاماً.
19. عباس صالح أبو راس 40 عاماً.
20. اسماعيل أسعد عبد الرحيم 20 عاماً.
21. حامد سالم أبو الزهو 20 عاماً.
22. ابراهيم محمد حمد 19 عاماً.
23. شعبان محمد سعد 20 عاماً.
24. دياب حاج موسى 35 عاماً.
25. محمد عثمان هاشم 18 عاماً.
26. محمود عبد زيدان 22 عاماً.
27. حسن مفلح ابراهيم 36 عاماً.
28. وديع نجيب شكرية 20 عاماً.
29. محمد يوسف حسين 31 عاماً.
30. حسن زكي يونس 20 عاماً.
31. محمد حامد علي 20 عاماً.
32. حمدي أحمد محمود 26 عاماً.
33. محمد خيري جمعة 22 عاماً.
34. حسن محمد سلوم 25 عاماً.
35. محمد أحمد غزال 17 عاماً.
36. عارف حسن علي 22 عاماً.
37. فاضل محمد عزيزي 18 عاماً.
38. راجح سليمان محمد 35 عاماً.
39. فهد يوسف سلّام 28 عاماً.
40. يوسف أحمد يوسف 18 عاماً.
41. خضر خلف 40 عاماً.
42. لافي محمد خلف 20 عاماً.
43. صالح يونس حسين 19 عاماً.
44. حسين عارف مرسي 12 عاماً.
45. حسن أحمد سوقي 35 عاماً.
46. بالإضافة لشابين لم يعرف اسميهما.

وثقت جريدة فلسطين في عددها الصادر في صبيحة اليوم التالي للمجزرة تفاصيلها كذلك دونت أسماء الشهداء وأسماء الجرحى الذين تم نقلهم إلى مشفى الحكومة في حيفا، ومن خلال تلك لوثيقة استطعنا الوصول لأسماء الشهداء والجرحى وأعمارهم.

أما من قبل الصهاينة فقد ذكروا تفاصيل تلك المذبحة ومذبحة بلد الشيخ/ حواسة في مذكراتهم، ونقلها عنهم عدة مؤرخين إسرائيليين وعرب من تلك المؤلفات:

• التطهير العرقي في فلسطين للمؤرخ إيلان بابه: ص: 70- 72- 73.
• حرب 1947- 1948 الرواية الإسرائيلية الرسمية للمؤرخ وليد الخالدي ص: 239- 240- 241- 242- 243.
• جريدة فلسطين عددها الصادر بتاريخ 31- 12- 1947

كانت هذه المجزرة واحدة من جرائم الصهاينة في مدينة حيفا منذ صدور قرار تقسيم فلسطين في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947، ولم تكن الوحيدة إذ تلاها في ذات الليلة مجزرة في أطراف قرية بلد الشيخ التي تبعد 5 كم عن حيفا، ولكن الهدف منها كما أسلفنا هو دفع أهل المدين للرحيل منها، وهو ما لم يتحقق وبقيت حيفا عربية وبقي الوجود العربي فيها إلى أن احتلت بشكل نهائي في نيسان/ إبريل 1948.