تاريخ القرية - الطَرم - قضاء جنين

وفي هذه البقعة حدثت المعركة التي استشهد فيها الشيخ عز الدين القسام ورفاقه قبل ظهر الأربعاء في 19 تشرين الثاني من عام 1935 وهناك نبذة عن هذه المعركة:

خرج الشيخ عز الدين القسام مع جماعته الصغيرة وأخذوا يهاجمون القلاع اليهودية حول حيفا وغيرها وبعد أن قاموا بعدة أعمال رائعة خشي البريطانيون من دعوة القسام وأعمال عصابته ، فقرروا إخمادها بسرعة والقضاء عليها قبل تفاقمها. وبينما كان يكمن الشيخ القسام وثمانية من جماعته  في ١٩ - ١١ - ١٩٣٥م في أحراش خربة الطرم ، الواقعة على بعد نحو ميلين للشمال الشرقي من يعبد استطاع البريطانيون معرفة مكمنهم فضربوا بقواتهم الكبيرة طوقاً فولاذيا محكماً حولهم . جابه القساميون هذه القوة الكبيرة التي كانت مساحة بأكمل أنواع الأسلحة الخفيفة مجابهة علنية . وبعد معركة امتدت بضع ساعات رغم التفاوت الكلي في العدد والعدد بين الطرفين المتقاتلين ثبت الشيخ ورفاقه ينتظرون الإستشهاد. 

وكان ان استشهد أربعة بينهم الشيخ عز الدين نفسه وجرح اثنان واعتقل الباقون مع المجروحين .. 

اشتركت فيه وفود عربية مختلفة ، ومما هو جدير بالذكر ان الجرائد حيت القسام وقالت احداها في رثائه  "أيها الشهيد العزيز ! لقد سمعناك تقف من على المنبر متكاً على سيف، والله لأنت اليوم ... أوعظ في مماتك منك في حياتك". . 

وهكذا ذهب زعيم أول منظمة فدائية في فلسطين بعد أن ضرب للأجيال القادمة مثلاً حياً في التضحية من أجل الوطن ، وأرسى أسس الكفاح الفلسطيني المسلح

ويعتبر القسام رائداً مثالياً من رواد المقاومة الشعبية في الوطن العربي . وكانت ثورته من أهم الحوافز القوية للأحداث التي تعاقبت على فلسطين بعدها ، حيث أعلن الأضراب العام ثم انفجار الثورة الفلسطينية الكبرى (عام 1936م)

إن أول ما يجب علينا أن نقوم به نحو هذا الشهيد البطل ورفاقه الشجعان ، رضوان الله عليهم أجمعين ، ان نقيم لهم نصباً تذكارياً ، في مكان المعركة ، تخليداً لذكراهم على مدى التاريخ.