المجزرة في الرواية الصهيونية - مجزرة مخيم البُرَيْج/ الحمام - قضاء غزة

اعترف قائدة تلك العملية "مائير هار صهيون" بالمجزرة في مذكراته التي نقلها عنه الكاتب الفلسطيني عودة محمد عياش في كتابه "سنوات الغليان" وذلك على لسان أحد القتلة الذي وصف ما جرى في تلك الليلة على النحو التالي: "كان مجرى النهر العريض الجاف يلمع في ضوء القمر حين تقدمنا بحذر في سطح الجبل، ويمكن رؤية عدة بيوت من بعيد وسمعنا صوت موسيقى عربية تنبعث من البيوت الغارقة في الظلام، انقسمنا إلى ثلاث مجموعات كل منها أربعة رجال، مجموعتان شقتا طريقهما إلى المخيم الواسع إلى الجنوب من موقعنا، والمجموعة الثالثة تقدمت نحو البيوت المنفردة في المنطقة المفتوحة شمال وادي غزة، تقدمنا إلى الأمام ندوس على الحقول الخضراء ونقطع قنوات الماء بينما القمر يرافقنا بضوئه المتألق، على كل حال قريباً سيمزق السكون بالطلقات والانفجارات وعويل أولئك الذين هم الآن نائمون بسلام، تقدمنا بسرعة ودخلنا البيوت. "من هذا؟"، قفزنا باتجاه الأصوات كان هناك اثنان من العرب يقفان مقابل جدار البناية كانا خائفين مرتجفين يحاولان الهرب، فتحت النار وصيحة تصم الآذان تملأ الجو، سقط أحد الرجلين على الأرض بينما الآخر استمر في الهرب، الآن علينا أن نتصرف ليس لدينا وقت لإضاعته، شققنا طريقنا من بيت إلى بيت بينما كان العرب يتدافعون هاربين بفوضى، البنادق الرشاشة تقعقع وأصواتها تمتزج مع العويل المخيف وصلنا إلى السوق الرئيسية للمخيم وتزداد أعداد اللاجئين الهاربين، المجموعة الأخرى تهاجم من الاتجاه المقابل وصدى انفجار القنابل اليدوية يسمع من بعيد، لاحظت شبح رجل يقطع الصمت عبأت بندقيتي، زميلي جبيلى يزحف نحوه، (هات بربك السكين)،  فككت سكيني من غمده وزحفنا نحو الجسم المعزول عندما بدأ يغني مرتعشاً لحناً عربياً، الآن سيتحوّل الغناء إلى نواح الموت، أنا أرتعد كل عضلة بجسمي متوترة هذه أول تجربة لي مع هذا النوع من السلاح (السكين)، على كل سأكون قادراً على فعلها، اقتربنا أكثر ها هو يقف على بعد عدة أمتار منا قفز جبيلى وأمسكه وأنا غرزت السكين عميقاً في جسمه، سال الدم على قميصه المخطط ومن دون أن أضيع لحظة طعنته مرة ثانية، جسمه يتأوه ثم يهدأ ويسكن".