معلومات عامة عن شُوْشَحْلَة - قضاء بيت لحم
معلومات عامة عن قرية شُوْشَحْلَة
قرية فلسطينية مهجرة، كانت قائمة على سفح أحد جبال بيت لحم، جنوبي مدينة بيت لحم وعلى مسافة 5 كم عنها.
تبلغ مساحة أراضي قرية شوشحلة حوالي 1200 دونم.
احتلت شوشحلة كما قرى ومبلدات الضفة الغربية خلال عدوان الخامس من حزيران/ يونيو 1967 ولكن أهل القرية لم يغادورها، وبمرور الوقت بات أهل القرية يتعرضون لكثير من المضايقات من قبل جيش الاحتلال وسكان المستوطنات المحيطة بالقرية، ما اضطرهم للانتقال للعيش قرية الخضر المجاورة عام 1976، وبقيت بيوتهم قائمة وعدد قليل منهم في القرية، وحتى من غادروا القرية بقيوا يعملون في أراضيهم الزراعية في شوشحلة.
وعندما تم توقيع اتفاق أوسلو بين حكومة الاحتلال ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993 صنفت أراضي القرية ضمن المنطقة (C) وهو ما زاد بتضييق الخناق على أهل القرية.
الحدود
القرية محاطة بالمستوطنات من جميع جهاتها، وهذ المستوطنات تفصلها عن باقي القرى العربية المجاورة لها وهي:
- بلدة الخضر شمالاً إلى الشمال الشرقي.
- بلدة أرطاس شرقاً.
- قرية جورة الشمعة من الجنوب الشرقي.
- امتداد أراضي قرية نحالين جنوباً (مقامة عليها مستوطنة نيفيه دانيال).
- أراضي قرية نحالين غرباً.
- وأراضي بلدة حوسان من الشمال الغربي.
أهمية موقع القرية
لموقع قرية شوشحله أهمية استراتيجية كبيرة وذلك لعدة أسباب:
- موقعها على الطريق العام الواصل بين مدينتي بيت لحم والخليل وهو طريق رئيسي وله أهمية تاريخية فهو يصل بين مدن القدس- بيت لحم- الخليل.
- شقت حكومة الاحتلال منذ سبعينيات القرن الماضي طرق أخرى تصل بين المستوطنات المقامة بجوار القرية ونتيجة ذلك صارت مئات الدونمات من أراضي القرية.
- بحسب اتفاق أوسلو اعتبرت أراضي شوشحله من ضمن منطقة (C) التي تسيطر عليها حكومة الاحتلال أمنية وإدارياً وهو ما جعلها تطلق يدها في مصادرة أراضي القرية والتضييق على من تبقى من أهل القرية مقيماً فيها.
مصادر المياه
يعتمد أهل القرية في استخدام المياه على مياه بئر ارتوازي يستخرجون منه المياه بطريقة تقليدية (بواسطة حبل وسطل) لأن سلطة الاحتلال تمنع أهل القرية من مد أي شبكة مياه داخل القرية .
سبب التسمية
حسب الرواية الشعبية يذكر أهل القرية أن شوشحله أي لوح بيده وهي كلمة تركية الأصل، وربما هذه الكلمة أطلقت على القرية لوقوعها على طريق القوافل التجارية تاريخياً فهي تقع على الطريق الواصل بين مدينتي القدس والخليل، وشوشحله أي أشر له بيده وأعطاه علامة.
الاستيطان في القرية
أراضي قرية شوشحله محاطة بالمستوطنات من جميع الجهات بعضها أقيم على أراضيها والبعض أقيم بدايةً على أراض القرى المجاورة وتوسعت على أراضي شوشحله، وتلك المستوطنات هي:
- كفار عتصيون: تأسست عام 1967.
- إليعازر: تأسست عام 1975 على أراضي قرية الخضر شرقي قرية شوشحله.
- إفرات: مستوطنة تم تأسيسها عام 1980 على أراضي تبلغ مساحتها 6 آلاف دونم من أراضي قريتي الخضر وأرطاس.
- نيفيه دانيال: تأسست عام 1982 على أراضٍ مصادرة من قريتي نحالين والخضر.
- سيديه بوعز: على خمس دونمات استولى عليها مستوطن بحماية جيش الاحتلال أقام عليها كرفان وذلك عام 2000، ثم بدأ يوماً بعد يوم بالاستيلاء على مزيد من الأراضي بحماية جيش الاحتلال، وهي مقامة على أراضي القرية الغربية.
المقابر
يوجد في القرية أيضاً مقبرة إسلامية قديمة تعود لعام 1893 وقد استمر أهل القرية بدفن أمواتهم فيها حتى عام 1985 أي بعد عشر سنوات من مغادرتهم القرية، وفي عام 2016 قاموا بإعادة ترميمها مع المسجد والمقام بمساعدة جمعيات ومؤسسات فلسطينية ذات صلة بهذا المجال.
المساجد والمقامات
يوجد في القرية مسجد ومقام قديمين جداً يعود تاريخهما لعام 1878، وقد عمل أهل القرية بمساعدة مؤسسات وجميعة فلسطينية لإعادة ترميمها مع المقبرة عام 2016.
القرية واتفاق أوسلو
بحسب اتفاق أوسلو اعتبرت أراضي شوشحله من ضمن منطقة (C) التي تسيطر عليها حكومة الاحتلال أمنية وإدارياً وهو ما جعلها تطلق يدها في مصادرة أراضي القرية والتضييق على من تبقى من أهل القرية مقيماً فيها.
ازاداد الأمر سوءً بعد قرار حكومة الاحتلال ببناء جدار الفصل العنصري منذ عام 2002 وما ترتب على هذا القرار من مصادرة آلاف الدونمات من القرى الفلسطينية، وكان لقرية شوشحله نصيب من هذه المصادرات أيضاً، خصوصاً وأن القرى محاطة بخمس مستوطنات إسرائيلية.
العودة إلى القرية
لم يستسلم أهل قرية شوشحلة لرغبات جيش الاحتلال في دفعهم لترك أرضهم ومملكتاتهم فقد بقي أهل شوشحله رغم كل التضييقات الإسرائيلية يعودون بين الفينة والأخرى لقريتهم وبصعوبة بالغة استطاع بعضهم إعادة ترميم منازلهم بأبسط مقومات الحياة منذ تسعينيات القرن الماضي، وعادوا للعيش في القرية للوقوف بوجه المد الاستيطاني على أراضيهم ومنازلهم.
وحتى اليوم يعاني أبناء القرية من عدم توفر أدنى مقومات الحياة، فيما تمنع سلطة الاحتلال منحهم أي موافقة على مد شبكة كهرباء أو مياه أو شق طرق مناسبة إلى القرية.
تاريخ القرية
يذكر أهل القرية والمصادر التاريخية النادرة التي وثقت تاريخ قرية شوشحله أن التاريخ المعاصر للاستقرار في القرية يعود لمنتصف القرن الثامن عشر الميلادي، فيما عثر على بقايا أثرية في موقع القرية تعود لعصور قبل ذلك.
وحكاية قرية شوشحله واحدة من حكايات التاريخ الطويل من الصراع مع الاستيطان الصهيوني بدأت بحرب الخامس من حزيران عام 1967 وتأسيس مستوطنات عى مشارف القرية ولاحقاً على أراضيها، وما قامت به سلطات الاحتلال آنذاك تزامناً مع تأسيس المستوطنات بشق طرق تربط بينها، فصادرات مئات الدونمات من أراضي شوشحله، ناهيك عن المضايقات التي مارسوها ضد أهل القرية، ما دفعهم للرحيل عنها شيئاً فشياً حتى خلت القرية من أهلها ولكنهم بقيوا يعودون للقرية بشكل مستمر لتفقد حال منازلهم وأراضيها التي استمروا بزراعتها رغم إقامتهم في القرى المجاورة.
أواسط تسعينيات القرن الماضي سمحت سلطات الاحتلال لبعض أهل القرية بالعودة للسكن فيها وسط قائمة طويلة من المحظورات والممنوعات أبرزها أنه يسمح لهم بالإقامة في منازلهم نهاراً وعليهم مغادرة المنازل إلى القرى المجاورة ليلاً، وعند مغادرتهم المنازل يجب أن تبقى أبوابها مفتوحة ولايسمح لهم بإغلاقها أو قفلها.
هذه التعقيدات ازادادت بمرور الوقت وبداية إنشاء الجدار العازل منذ عام 2002، ولكن ذك لم يثني أهل القرية عن رغبتهم بالعودة، حيث بدأت أعداداهم بالزيادة من أسرة واحدة تقيم بالقرية خلال التسعينيات إلى عدة عائلات موجودة بالقرية اليوم.
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- "الاستيطان في محافظة بيت لحم". وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية- وفا، تاريخ المشاهدة: 2-5-2024.
- "قرية شوشحلة الفلسطينية.. جرافات إسرائيلية تدمر منازل عمرها 200 عام".صحيفة الشرق. تاريخ النشر: 2-11-2023. تاريخ المشاهدة: 2-5-2024.
- "سيدية بوعز... من مستوطن وكلب وكرفان إلى مستوطنة تم شرعنتها مؤخراً"، نجيب فراج، شبكة فلسطين الإخبارية، تاريخ النشر: 25-2-2023، تاريخ المشاهدة: 2-5-2024.
- "قرية شوشحلة.. قصة صراع مستمر للفلسطينيين للحفاظ على أرض الأجداد"، تقرير: شيرين أبو عاقلة، مكتبة الجزيرة المرئية، تاريخ البث: 15-4-2021. تاريخ المشاهدة: 2-5-2024.
- " تصاعد المضايقات الإسرائيلية بحق سكان قرية شوشحلة جنوب بيت لحم". التلفزيون الأردني. تاريخ النشر: 30-7-2017. تاريخ المشاهدة: 1-5-2024.
- "مهند صلاح.. شاب فلسطيني يواجه خطط الاستيطان". قناة الجزيرة، تقرير: سمير أبو شمالة، تاريخ البث: 23-7-2016، تاريخ المشاهدة: 3-5-2024.