تاريخ القرية - حَفِيرَة عَرَّابَة - قضاء جنين

يوجد في القرية بئر قديمة تعود لعصور قديمة جداً، أهمية هذا البئر تأتي من ارتباطها بالروايات الدينية والشعبية المتعلقة بالنبي يوسف عليه السلام كأحد أبناء النبي يعقوب عليه السلام المعروفة في الكتب السماوية الثلاث، ويعتقد أن أخوة يوسف ألقوا به في هذه البئر قبل أن يبيعوه إلى إحدى القوافل القادمة من الشام المتجهة إلى مصر.

ترتبط الحفيرة بقرية دوثان الأثرية، ذات الشهرة العالمية، وتعتبر البئر، كما تشير مطوية أصدرتها وزارة السياحة والآثار، العصب الرئيسي لنشأة مدينة دوثان، وكذلك العامل الأساسي لمرور القوافل التجارية منذ أقدم العصور حيث كانت تؤمن المياه الكافية لسكان المدينة في دوثان وللقوافل التجارية.

أجرت بعثة تنقيب عن الآثار بحث في المنطقة في ستينيات القرن الماضي، و اكتشفت في الموقع آثار يعود أقدمها للعصر الحجري النحاسي نحو4500 ق.م، ومن ثم مدينة محصنة تمثل الفترات البرونزية وخاصة العصر البرونزي القديم، نحو 3200 ق.م، وسكن الموقع خلال العصر البرونزي الوسيط، والعصر البرونزي المتأخر، والعصر الحديدي، بالإضافة إلى بقايا من الفترة الهيلينستية والرومانية. كما أقيم حصن فوق قمة التل خلال الفترة المملوكية.

وحسب الباحث عبد الرحيم عواد: كان الموقع في العهد المملوكي (1250 – 1517م) وبسبب هذا الموقع الاستراتيجي فقد أنشئ في تل دوثان خان استخدم كاستراحة للقوافل التجارية والمسافرين، وفي نهاية العهد العثماني نحو 1912م أقيمت محطة لخط سكة حديد الحجاز في الموقع، التي ربطت محطة سكة جنين (الواقعة في مركز مخيم جنين حالياً) بمحطة ترسلة قرب قرية جبع، حيث كان التقاطع عامراً بالحركة حتى نهاية العهد الأردني.

بعد حزيران 1967، استولى المحتلون على المحطة، والتي ضمت معسكرا، ومركز تدريب، وحُرم المواطنون من استثمار الموقع، وبعد انسحاب الاحتلال من المعسكر والموقع مؤخراً، سارع سكان عرّابة والقرى المجاورة إلى إعادة إحياء المنطقة، ولكن ليس بدون عوائق، فما زالت اعتداءات المستوطنين مستمرة على الأرض والإنسان.