معلومات عامة عن نَاصِر الدّيِنْ - قضاء طبريا
معلومات عامة عن قرية نَاصِر الدّيِنْ
قرية فلسطينية مُهَجَرّة تقع على جزئين تل يشرف على بحيرة طبرية، في القسم الشرقي من جبال الجليل الخفيف، جنوب غربي مدينة طبرية على ارتفاع ما بين 75 -100 م، وعلى بعد 3 كم جنوب غربي مدينة طبرية.
وناصر الدين قرية صغيرة فقد فقد كاملة من البنية 13 دونم فقط من حذف جملة أحكامها باستثناء 6797 دونم.
هاجم فصيلان من لواء غولاني قرية ناصر ليل الدين يوم 13-14 نيسان/ أبريل 1948 واحتلوا القرية ودمروا منازلها.
الحدود
كانت قرية ناصر الدين تتوسط القرى والبلدات التالية:
- مدينة طبرية شمالاً.
- قرية المنارة شرقاً ومن الشمال الشرقي.
- قرية كفر سبت جنوباً إلى الجنوب الغربي.
- قرية لوبيا غرباً إلى الشمال الغربي.
مصادر المياه
كانت القرية مُحاطة بعدّة أودية وينابيع وعيون المياه الّتي كان منها:
- عين البثنة شرق القرية.
- عين البيار جنوب شرق القرية.
- عين الكلب جنوب القرية.
ومن الأودية:
- وادي أبو الّرمل: اّلذي كان يمر شمال غربي القرية، وينتهي ليصب في بحيرة طبريّا.
- وادي حجّة: جنوب غرب القرية، وهو أحد روافد وادي الفجاس أحد روافد نهر الأردن.
سبب التسمية
يعود سبب تسميتها نسبةً إلى أحد المشاركين في معارك صلاح الدّين الأيوبي مع الفرنجة، الّذي استشهد في القرية. وكان اسمه ناصر الدّين، ودفن في القرية وبقي مقامه موجوداً في القرية إلى حين احتلالها عام 1948، ومنه كانت القرية تُعرَف باسم ناصر الدّين.
معالم القرية
اقتصرت معالم القرية على مقامين كان لهما أهمية دينيّة واجتماعيّة لدى أهالي القرية، وهما:
- مقام ناصر الدّين، المجاهد الّذي حملت القرية اسمه.
- مقام الّشيخ القدومي.
وهما مجاهدان كانا من المشاركين مع القائد صلاح الدّين الأيوبي في حروبه مع الفرنجة، ويبدو أنهما استشهدا في أراضي القرية ودُفِنا فيها.
وخلت القرية فيما عدا ذلك من الأبنية الحكومية والخدماتيّة، ولم تكن فيها أيّة مدرسة أو ما شابه.
الآثار
كانت قرية ناصر الدّين مبنيّة فوق موقع أثري قديم كان يُدعى (كفار منوري) في العهد الروماني.
السكان
كان عدد سكّان القرية عام 1922 بحدود 109 نسمة، ارتفع في إحصائيات عام 1931 بلغ 179 نسمة جميعهم من العرب المسلمين وكان لهم 35 منزلاً.
وقد سُجِّلَ عددهم عام 1948 بنحو 672 نسمة ولهم 35 منزلاً.
قُدِّرَ عدد اللّاجئين من أبناء القرية عام 1998 بنحو 4132 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
أسماء عائلات القرية: عرب الهيب، الدلايكة، الخرانبة والوهيب.
الحياة الاقتصادية
اعتمد اقتصاد القرية على الزّراعة بشكل أساسي إضافةً لتربية المواشي، وكثرت في أراضي القرية الأشجار المثمرة المتنوّعة، وكذلك المحاصيل الموسميّة.
التعليم
لم تذكر المصادر التاريخية وجود أي مدرسة خاصة بقرية ناصر الّدين، وربما كان أبناء القرية يدرسون في مدارس مدينة طبريّا بحكم قربها الشّديد من القرية
المجازر في القرية
يصادف 14 أبريل/ نيسان، ارتكبت قوات الاحتلال مذبحة قرية "ناصر الدين" في مدينة طبريا، والتي تعد واحدة من أبشع المذابح في فلسطين.
قامت قوات الاحتلال بتخويف سكان القرية وطردهم بالعنف والقتل، بهدف الاستيلاء على مدينة طبريا إحدى المناطق الحيوية في فلسطين.
المشاحنات بين عرب طبريا واليهود
اشتدت المشاحنات في مدينة طبريا بين العرب سكانها الأصليين واليهود الذين حاولوا فرض سيطرتهم عليها والإقامة فيها بالقوة، وللأسف كانت نقطة التفوق لصالح اليهود، حيث كان الصهاينة يسيطرون على المداخل المؤدية للمدينة، ومع ذلك جرت محاولات من أهالي مدينة "الناصرة" والقرى المجاورة لها لمساعدتها ونجدتها.
الثعلب الصهيوني بملابس العرب
انتشرت أخبار بين السكان العرب الذين يدافعون عن طبريا بقدوم نجدة من القرى المجاورة لهم وأنها ستصلهم عن طريق قرية "ناصر الدين" التي تبعد عن طبريا بحوالي 7 كيلومتر، وطلب من المدافعين الحذر وعدم إطلاق النار على أفراد النجدة.
ويبدو أن هذه الأخبار وصلت إلى عصابتي الأرجون وشيترن التابعين لمنظمة الهاجاناه الصهيونية فأرسلوا قوة عسكرية ارتدى أفرادها ملابس عربية فاعتقد أهل القرية أنهم أفراد النجدة العربية القادمة إلى طبريا واستقبلوهم بالترحاب، وبمجرد دخول الصهاينة إلى القرية فتحوا نيران أسلحتهم على أهلها.
ضحايا المذبحة
وقع ضحية هذه المذبحة أكثر من نصف سكان القرية أي 50 شخصًا من الرجال والنساء والأطفال، حيث بلغ عدد سكان قرية " ناصر الدين" 90 شخصًا ولم ينج من هذا المذبحة سوى 40 شخصًا من أهل القرية الذين استطاعوا اللجوء إلى القرى المجاورة.
نتيجة المذبحة
دمرت القوات الصهيونية بعد هذه المذبحة جميع منازل قرية ناصر الدين، واستخدموها كمرعى للماشية، وبقيت دماء أهل القرية الشاهد على المذبحة.
احتلال القرية
قامت فصيلتان من لواء غولاني كانتا مرابطتان في الحي اليهودي في طبريّا بالزّحف إلى قرية ناصر الدّين، وذلك في ليلة يوم 13-14 نيسان/ أبريل 1948، ويذكر المؤرّخ "بني موريس" أنّه استشهد على خلفية الهجوم عدداً من أبناء القرية، ودُمِّرَت بعض المنازل، وغادر سكّان القرية باتجاه قرية لوبية المجاورة.
ويذكر المؤرّخ الفلسطيني "عارف العارف" أنّ عشرة أشخاص من أبناء قرية ناصر الدّين استشهدوا في ذلك الهجوم، وأنّ منازل القرية أُحرِقَت ويقول بلاغ رسمي بريطاني أوردته صحيفة فلسطين أنّ ثمانية رجال وامرأة وعدداً غير محدد من الأطفال استشهدوا في هجوم تلك الوحدات الصهيونيّة على القرية ثم احتلت القرية في ذلك اليوم 14 نيسان/ أبريل 1948.
القرية اليوم
بعد أن احتل الصهاينة قرية ناصر الدّين عَمِدوا إلى تدميرها، ولم يبقَ منها إلّا أجزاء من أبنية يستخدمه الصهاينة مرعىً للمواشي.
امتدت وتوسّعت مباني مدينة طبريّا المحتلة على أجزاء من أراضي القرية.
أهالي القرية اليوم
بعد أن احتل الصهاينة قرية ناصرالدّين أجبر أهالي القرية على مغادرتها منهم من اتّجه نحو قرية لوبية المجاورة، ومنهم من اتّجه إلى مدينة طبريّا. وحسب بعض المصادر التاريخيّة فإنّ الشاحنات البريطانية قامت بنقلهم من مدينة طبريّا إلى قرية لوبية، وبعد احتلال قرية لوبية أواسط تموز/ يوليو 1948 لجأ أهالي قرية ناصر الدّين ومثلهم أهالي قرية لوبية إلى مخيّمات الشّتات في سورية ولبنان ويقيمون فيها إلى وقتنا الراهن.
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- "بلادنا فلسطين الجزء السادس-القسم الثاني"، مصطفى الدباغ، دار الهدى: كفر قرع، ط1991، ص: 405- 406- 407.
- "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية"، شكري عراف، مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت، 2004، ص: 507.
- جميل عرفات، "من قرانا المُهَجّرة في الجليل- الجزء الأول"، 1999، ص: 120- 121- 122- 123- 124.
- وليد الخالدي، كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها اسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، 1997، ص: 422- 423.
- Reoprt and general abstracts of the census of 1922". Compiled by J.B. Barron.O.B.E, M.C.P:42
- أ.ملز B.A.O.B.B. "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك. ص: 84.
- "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص:12.
- "ناصر الدين -قضاء طبريا"، فلسطين في الذاكرة.