الاستيطان في القرية - وادي الحوارث - قضاء طولكرم

يشير العديد من المؤرخين إلى أن أنطوان بشارة التيّان كان قد رهن الأرض أيام العثمانيين لمواطن فرنسي يدعى هنري استراغان وعندما قرر ورثته التيّان الثلاثة عشر أن يبيعوا الأرض ليفوا دين والدهم لاستراغان، اتفق ممثل الصندوق القومي اليهودي معهم في نوفمبر 1928 على شراء الأرض في مزاد علني، عقد في 20 أبريل 1929، وكان ثمن الأرض في المزاد 41000 جنيه فلسطيني، إلا أن الصندوق القومي اليهودي دفع للورثة ما يقارب 136000 جنيه (ثلاثة أضعاف ثمنه). في 6 سبتمبر 1930، أمرت المحكمة مستأجري وادي الحوارث ان يغادروا الأرض، إلا أنهم رفضوا وقاوموا بطرق عدة، حيث لجأوا إلى المحاكم مرارا، لكن استئنافهم لم يقبل واستنفدت الوسائل القانونية فأصدرت المحكمة العليا حكمها لصالح الصندوق القومي اليهودي ضد المستأجرين في ديسمبر 1932.

حاول المستأجرون منع اليهود من إقامة مستعمرة على الأرض التي اشتروها حديثا، لكن بحلول سنة 1931 كان اليهود قد غرسوا فيها 43000 شجرة، وحاول المستأجرون الاستعانة بسلطات الانتداب البريطاني التي قدمت لهم عروضا عدة لتوطينهم في أجزاء أخرى من فلسطين، إلا أنهم رفضوا ولجأوا بصورة مؤقتة إلى بعض القرى الأخرى التي تطوعت لاستضافتهم وعملوا مع الحركة الوطنية.

وعلى الرغم من كل محاولاتهم الحفاظ على الأرض إلا انه وفي يونيو 1933 تم طرد السكان الذين كانوا في المنطقة التي غرسها الصندوق القومي اليهودي شجرا والتي عرفت كمنطقة متنازع عليها

في عام 1945 بلغ مجموع سكان القرية 1330 نسمة.

بعد طردهم قدم لهم الصندوق القومي اليهودي تعويضا عمّا زرعوه من بطيخ وذرة. ويقول المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس، أن سكان وادي الحوراث واجهوا حربا نفسية كان الهدف منها حمل السكان على الرحيل، فضلا عن هجوم شنه عناصر عصابة «الهاغاناه»، فتضافرت آثار الحرب النفسية والعسكرية على دفع السكان إلى الرحيل في 15مارس 1948.

في أواخر شهرابريل وأوائل شهر مايو، عملت عصابات الهاغاناه بمؤازرة سكان المستعمرات القائمة في الجوار على تدمير منازل هذه القرية وجارتها بحيث باتت العودة إليها مستحيلة تماما