احتلال القرية - تُبصُر / خربة عزون - قضاء طولكرم

ولم يدم الوجود العربي، بعد ذلك، طويلا في تبصر، وتتناقض روايات المؤرخين "الإسرائيليين" عما حل بالقرية، فبني موريس، يقول بأن معظم سكانها هجروها، منذ كانون الأول 1948، لأنهم وجدوا أنفسهم في منطقة محاصرة بالمستوطنات اليهودية، ولكن الشواهد تشير إلى أن القرية كانت ضحية عملية التطهير النهائي، التي شنتها منظمة الهاغاناة، لطرد الفلسطينيين من السهل الساحلي، في نيسان 1948.

  
 
ويذكر المؤرخ " الإسرائيلي" إيلان بابيه، بأنه في 7 نيسان 1948، قررت العصابات الصهيونية، طرد سكان القرى الواقعة على طريق تل أبيب-حيفا، وطريق جنين-حيفا، وطريق القدس-يافا، وتدميرها كلها، في تقاسم للأدوار بين منظمتي الهاغاناة والأرغون، ومن بينها بالطبع خربة عزون.

ويقول بابيه "..وهكذا في الوقت الذي محت الأرغون الشيخ مونس، احتلت الهاغاناة ست قرى في هذه المنطقة خلال أسبوع، وكانت أولاها خربة عزون في 2 نيسان".

وهذا يعني أن تطهير تبصر، من سكانها تم قبل القرار المذكور، بخمسة أيام، أو أن بابيه، أخطأ في التواريخ، أو لم يدقق بها.

ومع قيام الكيان المحتل، هدمت ا القرية، وشطبتها عن الخريطة، لتثبت مكانها، اسم (رعنانا) المستوطنة اليهودية القديمة التي أقيمت على أراضي القرية.

وتعتبر (رعنانا) اليوم من المدن الهامة في المنطقة التي تسميها الدولة العبرية (الشارون)، التي تبدو كمدينة أميركية مزدهرة، بمبانيها، وملاهيها، ومطاعم المكدونالد التي تقدم الأكل مطابقا لـ (الكشير)، أي الموافق لعقائد اليهود المتدينين.

 
 
وأضفى قرب البحر الأبيض المتوسط من المنطقة، ومن نتانيا، المدينة اليهودية، المقامة على أرض (أم خالد العربية)، أهمية أخرى، تجذب لها السائحين.