معلومات عامة عن تُبصُر / خربة عزون - قضاء طولكرم
معلومات عامة عن قرية تُبصُر / خربة عزون
كانت تَبْصُر/ خربة عزون تقع في القسم الجنوبي من السهل الساحلي، عند سفوح تل، على ارتفاع نحو 40 مترًا عن سطح البحر. يحدها من الغرب قرية الحرم- سيدنا علي-، ومن الشرق قرية مسكة، ومن الجنوب مستعمرة رعنانيا (اليوم مدينة رعنانا) على بعد نحو كيلومترين. وهي تبعد عن طولكرم نحو 19 كم إلى الجنوب الغربي، وعن قلقيلية 9 كم، وعن قرية الحرم 7 كم.
كان في القرية بئر يستعملها الناس للشرب، بينما حفرت آبار ارتوازية لسقي البيارات شراكة، لكل عائلة بئر. كما اعتمد قسم من السكان على تربية الأبقار. كان وضع القرية الاقتصادي جيد جدًا.
الآثار
ويمكن العثور، بعد البحث الدقيق، بين البيارات، على بقايا تؤكد على الوجود العربي الفلسطيني، الذي كان يوما ما هنا، مثل دوامر حديدية قديمة تحمل بناء اسمنتيا، استخدم على الأرجح كمنزل ريفي، من قبل أصحاب البيارة المشردين الآن. ولكن ما يمكن وصفه بالتعبير عن الوجود الفلسطيني الأبرز والأوضح في المكان، فهو يدخل ضمن المفارقات، وهو مجمع السجون، الذي بناه الاحتلال، على أراضي قرية تبصر ليضم أحفاد وحفيدات الذين رحّلوا، عنوة، وبقوة الحديد والنار، من بلادهم قبل أكثر من ستين عاما، وعادوا إليها، مخفورين، وعدد آخر من الأسرى الأشبال، والأسيرات، الذين قد يتمكن بعضهم من رؤية بيارات الحمضيات، من شبابيك الزنازين الضيقة، أو يتنسمون روائحها، مع نسمات الغروب، التي تهب من جهة البحر.
عائلات القرية وعشائرها
تعود أصول معظم سكان تبصر إلى قرية عزون. من بين العائلات التي سكن أبناؤها في خربة عزون نذكر:
- عائلة عدوان، وهم من بني حميدة الذين قدموا من الحجاز إلى الطفيلة ومنها إلى الظاهرية في الخليل، والعائلة في الخربة تقسم إلى فرعين:
- عائلة الحواري، التي ينتمي إليها الثائر فارس محمد أبو خديجة الحواري العزوني نسبة إلى خربة عزون، ويُقدّر عددهم في الخربة ب 80 شخصًا،
- عائلة شبيطة التي يبلغ عددها 125 نسمة معظمهم في خربة عزون؛
- عائلة سليم. يبلغ عددهم 30 نسمة، وهم من بني حميدة، من الظاهرية؛
- عائلة بدوان. يبلع عددهم 25 نسمة؛
- عائلة خليف؛
- عائلة زماري؛
- عائلة القدومي؛
- عائلة الخطيب.
عائلات القرية وعشائرها
من عائلات القرية:
1- عدوان.
2- بدوان.
3- رضوان.
4- حواري.
5- خليف.
6- سليم.
7- شبيطة.
8- الدبلان.
9- الطبيب.
10- أبو خديجة.
11- الزمّاري.
12- ال شيلو
تاريخ القرية
ووجد في القرية، خلال الانتداب البريطاني، مدرسة ابتدائية للبنين، أنشأها المواطنون، وفي هذه الفترة بالذات، وصل الخطر مبكرا إلى القرية، بإقامة مستوطنة (رعنانا) اليهودية، عام 1921، جنوب القرية، وفي عام 1946، أقيمت مستوطنة (باتسرا) على أراضي القرية إلى الشمال من موقعها.
في القرن الثامن عشر كانت تبصر قائمة، وقد ظهرت في خريطة جيكوتين، التي نشرها عام 1799م، كعزبة. أما تاريخ القرية الحديث فيعود إلى سنة 1810م حين قدم إلى غابة تبصر فريق من سكان قرية عزون واستصلحوا فيها أراضي وحفروا آبارًا، فلا عجب أن عرفت القرية أيضًا باسم خربة عزون نسبة إلى موطن السكان الأصلي.
شهداء من القرية
الشهيد يوسف إبراهيم سعيد شبيطة
من بلدة عزون قضاء طولكرم فلسطين، استشهد في حرب فلسطين في معركة الشجرة الثانية عام 1948.
وبحسب شهود عيان: استشهد مع مجاهد عراقي أثناء المناوشات الليلية مع أفراد عصابة "الهاغاناه" المتمركزين في مستعمرة "سجره" اليهودية المجاورة شرقي القرية في معركة الشجرة الثانية عام 1948، ودُفن مع الشهيد العراقي أمام مسجد قرية طرعان المجاورة قضاء الناصرة.
احتلال القرية
ولم يدم الوجود العربي، بعد ذلك، طويلا في تبصر، وتتناقض روايات المؤرخين "الإسرائيليين" عما حل بالقرية، فبني موريس، يقول بأن معظم سكانها هجروها، منذ كانون الأول 1948، لأنهم وجدوا أنفسهم في منطقة محاصرة بالمستوطنات اليهودية، ولكن الشواهد تشير إلى أن القرية كانت ضحية عملية التطهير النهائي، التي شنتها منظمة الهاغاناة، لطرد الفلسطينيين من السهل الساحلي، في نيسان 1948.
ويذكر المؤرخ " الإسرائيلي" إيلان بابيه، بأنه في 7 نيسان 1948، قررت العصابات الصهيونية، طرد سكان القرى الواقعة على طريق تل أبيب-حيفا، وطريق جنين-حيفا، وطريق القدس-يافا، وتدميرها كلها، في تقاسم للأدوار بين منظمتي الهاغاناة والأرغون، ومن بينها بالطبع خربة عزون.
ويقول بابيه "..وهكذا في الوقت الذي محت الأرغون الشيخ مونس، احتلت الهاغاناة ست قرى في هذه المنطقة خلال أسبوع، وكانت أولاها خربة عزون في 2 نيسان".
وهذا يعني أن تطهير تبصر، من سكانها تم قبل القرار المذكور، بخمسة أيام، أو أن بابيه، أخطأ في التواريخ، أو لم يدقق بها.
ومع قيام الكيان المحتل، هدمت ا القرية، وشطبتها عن الخريطة، لتثبت مكانها، اسم (رعنانا) المستوطنة اليهودية القديمة التي أقيمت على أراضي القرية.
وتعتبر (رعنانا) اليوم من المدن الهامة في المنطقة التي تسميها الدولة العبرية (الشارون)، التي تبدو كمدينة أميركية مزدهرة، بمبانيها، وملاهيها، ومطاعم المكدونالد التي تقدم الأكل مطابقا لـ (الكشير)، أي الموافق لعقائد اليهود المتدينين.
وأضفى قرب البحر الأبيض المتوسط من المنطقة، ومن نتانيا، المدينة اليهودية، المقامة على أرض (أم خالد العربية)، أهمية أخرى، تجذب لها السائحين.
أعلام من القرية
من أعلام القرية:
في تقرير للهاغاناه مؤرخ في 18/12/1941 وردت معلومات مهمة عن شخصيات بارزة في خربة عزون:
- عبد الجليل حمد عبد الجليل، من عائلة الحواري، ناشط بارز، باوردي (قوّاس) من الدرجة الأولى وقوي البنية، قبل الثورة حبس لمدة سنة ونصف لحيازته على بندقية ومسدس، وبقي تحت إشراف الشرطة ومراقبتها. يملك بيارة مساحتها 25 دونمًا، 50 دونمًا للفلاحة، 10 رؤوس بقر، وله أراض في قرية عزون. وهو مدين لصالح أبو حجلة من دير استيا بمبلغ 400 جنيه فلسطيني. حصل على قرض بمبلغ 65 جنيهًا في فترة منح القروض الحكومية. وهو شريك في البئر المشتركة التي تملكها العائلة في تبصر/ خربة عزون؛
- محمد شحادة: من عائلة الحواري، لا يهتم بالسياسة. هو فلاح حقيقي ونشيط. يملك بيارة مساحتها عشرة دونمات، 16 دونم للفلاحة، ثلاث بقرات وفرس. شريك في البئر المشتركة. مدين لصالح أبو حجلة بمبلغ 200 جنيه فلسطيني؛
- عبد الله زماري: شارك في الثورة. ذو شخصية قوية ويميل إلى الصمت. يملك 27 دونم. يعيش من العمل في خارج القرية، ويزرع الخضراوات؛
- أسعد الحواري: ابن عم فارس العزوني وعضو في فصيله، جدي ومهاب. يملك 32 دونمً وبيارة. شريك في البئر المشتركة الخاصة بالعائلة؛
- خليل الحواري: هو أخو أسعد المذكور أعلاه. هادئ، ومشغول بتربية أولاده، لا يتدخل في السياسة ولا يهضمها، ويكرس جهده في حقله. يملك 25 دونًا، 25 رأس بقر؛
- أحمد الزماري: هو أخو فارس العزوني. في أيام الثورة نجح في تيسير أموره رغم أنه لم يشارك في القتال، زار فارس العزوني في سوريا . يمتلك: 52 دونمًا للفلاحة، 30 دونمًا مزروعة بالحمضيات(بيارة)، 13 رأس بقر. يبيع الحليب والخضراوات. مدين لصالح أبو حجلة بمئات الجنيهات؛
- خالد المحمد: عمره 23 سنة. يجيد القراءة والكتابة. اعتبر غير طبيعي لأنه باع جميع ما يملك وبذر ماله. في أيام الثورة كان نشيطًا وعضوًا في فصيل فارس العزوني. تجند في الجيش ولكنه طرد منه بعد ثلاثة أسابيع. كسول ولا يرغب في العمل؛
- رشدي عثمان من عائلة شبيطة: ذو شخصية قوية وسريع الغضب. كان عضوًا في فصيل عارف عبد الرازق. من الملاكين؛
- إبراهيم سعيد من عائلة شبيطة: لا توجد له أملاك؛
- إحسان الأعرج: من عائلة شبيطة. شارك في الثورة. ليست لديه أملاك؛
- عبد الكريم ابن محمود محمد من عائلة شبيطة، شارك في الثورة، شاب سريع الغضب؛
- أحمد بن حمد بدوان: من الثوار البارزين؛
- محمود القدومي: شارك في الثورة؛
- عبد بن علي من عائلة بدوان، صاحب أملاك؛
- عبد اللطيف دوبلان: يعيش حاليًا في خربة عزون. يتقن القراءة والكتابة تمامًا، تزوج امرأة من قلقيلية. ذكي وله علاقات مع الأفندية في قلقيلية ونابلس ويافا.
ملاحظة
لا بد من الإشارة إلى ان تقارير الهاغاناه هي جزء من أرشيف الهاغاناه الضخم الذي كانوا يوثقون به كل شي يتخيله الإنسان لأسباب استخبراتية ولجمع بيانات القرى لوضع خطط لاختراقها واحتلالها، ولا يعني قبول الموسوعة لكل ما ورد في سجلاتهم، لكنها مهمة في التوثيق ومعرفة كيف يفكرون ويخططون
القرية اليوم
تغطي بساتين الحمضيات الإسرائيلية الموقع بأسره، بحيث أصبح من الصعب التمييز بينه وبين الأراضي المجاورة. وتنبت أشجار الحمضيات والسرو على أراضي القرية.