معلومات عامة عن كَفر سابا - قضاء طولكرم
معلومات عامة عن قرية كَفر سابا
قرية فلسطينية مهجرة، كانت قائمة فوق رقعة مستوية من الأرض في السهل الساحلي وتحف بها بقاع رملية وكانت بساتين الزيتون تشاهد شمالها، جنوب شرقي مدينة طولكرم وعلى مسافة كم عنها، بارتفاع لايزيد عن م عن مستوى سطح البحر.
قُدِرَتْ مساحة أراضيها بـ 9688 دونم، شغلت أبنية ومنازل القرية ما مساحته 29 دونم من مجمل تلك المساحة.
احتلت كفر سابا يوم 13 أيار/ مايو 1948، كما بعض القرى المجاورة لها وذلك في سياق عملية "تنظيف السهل الساحلي" كما أسماها الصهاينة، والتي نفذها جنود لواء ألكسندروني.
الحدود
كانت كفر سابا تتوسط القرى والبلدات التالية:
- بلدة طيرة المثلث ( طيرة طولكرم) شمالاً.
- مدينة قلقيلية من الشمال الشرقي بامتداد نحو الشرق.
- بلدة حبلة من الجنوب الشرقي.
- بلدة جلجولية من الجنوب والجنوب الغربي.
- قرية تُبصر غرباً.
- وقرية مسكة من الشمال الغربي.
أهمية موقع القرية
لموقع قرية كفر سابا عدة مميزات أهمها:
- قربها من الطريق العام الواصل بين مدينتي طولكرم ويافا والذي يبعد عنها مسافة لاتزيد عن 2.5 كم شرقها.
- قربها من خط سكة الحديد الذي كان يربط مدينتي حيفا واللد ويبعد عنها مسافة 1.5 كم فقط من ناحيتها الشرقية أيضاً.
- قربها من مدينة قلقيلية بمسافة لاتزيد عن 3 كم فقط.
- قربها من مدينة يافا أيضاً، وكذلك من مستعمرة تل أبيب، ومن هنا كان يرى الصهاينة أنه من الضروري احتلالها في وقت مبكر من حرب 48، لذلك تعرضت منذ نهاية عام 1947 لعدة هجمات صهيونية ولكنها لم تفلح في احتلالها حتى أواسط ايار عام 1948.
سبب التسمية
تقول الرواية الشفوية أن كفر سابا هو الاسم الموروث عن الآباء والأجداد وهذا معروف لدينا حسب الوثائق العثمانية القديمة في بداية القرن السادس عشر ان القرية باسم كفر سابا نفس الاسم ، وفي فترة الحكم الصليبي سميت القرية باسم (كفر سبت) أما الرحالة ناصر خسروا فقال في كتبه أن كفر سابا موجودة وكانت خصبة بالتين والزيتون ومن المعروف أن كفر سابا منذ بداية الحكم العثماني كانت من قرى ناحية بني صعب التابعة لنابلس .
وجاء في كتاب طولكرم وجوارها من عام 1864م-1918م لمؤلفه الاستاذ محمد بدر عبد الرحيم واشراف الدكتور أمين أبو بكر وجاء أن كفر سابا كلمة سريانية بمعنى الشيخ الجليل وقيل أن أسمها كفر سلام .
العمران
البيوت المعمورة في قرية كفر سابا
جاء في الأرشيف العثماني خصوصاً الدفاتر المفصلة فيه أن عدد الخانات المعمورة في كفر سابا وذلك عام 1596م (42) خانة والخانة هي البيت أو الحوش المعمور وفي عام 1931م كان عندهم (169) بيتاً معموراً .
المختار والمخترة
المخاتير
وظيفة المختار كانت موجودة في كفر سابا منذ آواخر العهد العثماني وكان فيها مختاران مختار أول ومختار ثاني ، ولقد تسلم المخترة عدد من شخصيات القرية ومن شروطها أن يكون ملاكاً ويجيد القراءة والكتابة ، وكانت مهمة المختار ومركزه في كفر سابا مهماً والمخترة لها اعتبارها واحترامها وتقديرها ومن المعروف أن مهمة مسؤولية ادارة القرية تقع على المختار وهي في غاية الأهمية ومن مخاتير كفر سابا في نهاية الدولة العثمانية :
1ـ الشيخ حسين بن علي علان وذلك عام 1333هـ الموافق 1914م.
2ـ الشيخ داود بن حسين بدير وذلك عام 1333هـ الموافق 1914م .
ومن مخاتير القرية في فترة الانتداب البريطاني :
1ـ المختار حمدان خليل حسن الولويل.
2ـ المختار جميل مصطفى الولويل.
المضافة
كان للقرية مضافة واحدة ومشتركة لحمايل وعائلات كفر سابا جميعها وذلك في العهد العثماني ، وكان بيت المختار مضافة وفي فترة الانتداب كثرت العائلات وكبرت القرية فأصبح في كفر سابا حوالي سبعة مضافات هامة وتعتبر المضافة بمثابة المكان الذي يجتمع فيه رجالات القرية وهي أيضاً لاستقبال الضيوف وابن السبيل والتجار القادمين من خارج القرية وفي المضافة يقام فيها الأفراح والأتراح .
السكان
عدد السكان
حسب الأرشيف العثماني عام 1596م أن البيوت المعمورة هو (42) بيت والبيت المعمور قدر عند علماء التاريخ في تلك الفترة بخمسة أنفار وبعضهم قال ست أنفار لذلك نقول 42×6=252 نسمة وقدر عدد أهالي كفر سابا في القرن في القرن التاسع عشر (800) نسمة أما عام 1922م فقد كانوا (546) نسمة وفي عام 1931م وصلوا إلى (765) نسمة بينهم (401) ذكر و(364) أنثى كلهم مسلمون وفي عام 1945م قدر عددهم (1270) نسمة وعام النكبة 1948م كانوا (1473) نسمة .
عائلات القرية وعشائرها
السكان والحمائل
هذه أسماء الحمائل والعائلات والأسر والعشائر التي استطعنا جمعها ونأمل أننا جئنا على غالبيتها ونعتذر لمن لم نذكر حمولته أو عائلته أو عربه أما ما استطعنا جمعه فهم : جبر ، الولويل ، النجار ، حسن ، حامد ، سويلم ، بدير ، ياسين ، علان ، عرباسي ، عابد ، القرعاوي ، داود ، البلاسمه ، بركه ، عيسى ، أبو رصاص ، عبد الرحيم ، قرطومي ، عياش ، زقوت ، فايد ، فاعور ، أبو الأعرج ، المصري ، عرب السواركه ، عرب العبيدات ، منصور ، جواد ، بركات ، الطويل ،طه ، فراج ، ابو ثابت ، شاكر ، عطار ، حمدان ، دلال ، مصلح ، عثمان ، سارة ، يونس ، العاجز ، عرب العائد ، عرب البلاونه ، النصيرات ، الملالحة .
تفاصيل أخرى
ويخلط بعض الكتاب والباحثين بين قرية كَفْرْ سابا العربية وكفار سابا "الإسرائيلية". فكفار سابا ا"الإسرائيلية" ، أقامها اليهود في منطقة سبية عام 1903م كمستعمرة يهودية محاذية لقرية كفر سابا العربية من الجهة الغربية، واشتقت اسمها منها. فكلمة "كَفْرْ " تعني القرية بلغتنا العربية، وكفار- معناها القرية باللغة العبرية، ومن هنا جاء الخلط بينها، بسبب تشابه اللفظ والمعنى بين الكلمتين. اما قرية كفر سابا العربية فبعد تهجير أهلها عام 1948م وتدميرها بالكامل، أقام اليهود على أنقاضها مستوطنة "قبلن"، كما أقاموا على أراضيها شمال البلدة مستوطنة يوسف تل، وعلى أراضيها جنوب البلدة - مستوطنة بن يامين.
الثروة الزراعية
اشتهرت كَفْر سابا ببيارات الحمضيات وجميع أنواع الكروم والخضروات المروية بمياه الآبار الارتوازية، التي تجاوز عددها عشرة آبار منها: بئران للحاج حسين العلان؛ بئر عبد الحليم النصر الولويل؛ بئر توفيق ومحمد أحمد حمدان ولويل؛ بئر دار النجار؛ بئر أنيس سويلم؛ بئر حسن وحسين العابد؛ بئر إسماعيل محمود الولويل؛ بئر دار أبو غزالة؛ بئر الشيخ شمال شرق المدرسة؛ البئر الشرقي قرب النبي يامين.
كما تميزت بموقعها التجاري، فكانت قوافل التجارة تمر بها، وتتوقف للراحة والتزود بالماء والطعام، خلال رحلاتها بين بلاد الشام ومصر، عبر الطريق المسمى "الطريق السلطاني"، لنقل البضائع من والى ميناء سيدنا علي. وكان خط سكة الحديد الممتد بين حيفا والّلد يمر على بعد 1.5كم إلى الشرق، ويشكل الحدود بين أراضي كَفْر سابا وأراضي قلقيلية، التي تبعد عنها نحو 3 كلم إلى الشرق.
التعليم
المدرسة
لقد انتشرت المدارس الابتدائية الدنيا والأولى في ناحية بني صعب منذ العهد العثماني وذلك لوجود شيوخ الكتاب في المنطقة الذين أهتموا بتعليم القرآن الكريم وحفظه والقراءة والحساب والحديث النبوي وتم إنشاء أول مدرسة كتاب في كفر سابا في نهاية العهد العثماني وكانت المدرسة ابتدائية دنيا وذلك عام 1311هـ الموافق 1893م وعدد طلابها (55) طالب لكن في فترة الانتداب البريطاني فتحت المدرسة عام 1930م وفيها حتى الصف الرابع ثم توسعت حتى الصف السادس ومن مدرسي مدرسة كفر سابا :
1ـ الاستاذ عبد الرحمن عرباسي .
2ـ الاستاذ خالد العورتاني .
3ـ الاستاذ محمد حامد عودة .
ولا ننسى ان من علماء كفر سابا في القرن السابع الهجري الشيخ عبد الرحمن السببي والشيخ أبو طالب السببي .
المساجد والمقامات
المسجد
كان في كفر سابا مسجد قديم واسع بني من الحجر على طريقة العقد الجملوني والمسجد له ساحة واسعة وفيه مكان للوضوء وكانت تقام فيه صلوات الجماعة والجمعة والعيديين وكان امام المسجد قبل النكبة الشيخ عبد الرحمن عرباسي وكان المؤذن الشيخ علي غنيم وكان الإمام المؤذن يعملون حسبة لله تعالى بدون أجر ، وكان في القرية زاويتين للصوفية (الدراويش ) وهما زاوية آل النجار وزاوية آل البلاسمة وفي القرية عدد من المقامات .
الطرق والمواصلات
كانت كفر سابا ترتبط بمدينة طولكرم بطريق معبدة يتصل بالطريق العام يافا- طولكرم الذي يمر على بعد 2.5 كم إلى الشرق منها، كما كانت ترتبط بالقرى والبلدات المجاورة بعدة طرق معبدة ترابية.
من جهة أخرى كان خط سكة الحديد الممتد بين حيفا واللد يمر على بعد 1.5 كم شرقها أيضاً، ويشكل الحدود بين أراضي كفر سابا وأراضي قلقيلية التي تبعد عنها 3 كم من الشمال الغربي.
تاريخ القرية
من تاريخ كفر سابا القديم
ساعدت خصوبة وطبيعة أرض فلسطين إعطاء منزلة خاصة لمن جاء إليها وجعلوا من أرض فلسطين قصصاً جميلة لهم وللعالم الإسلامي والعربي منزلة خاصة في حب فلسطين حيث قال المفسرون في قوله تعالى : {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ} (21) سورة المائدة ، إنها أرض فلسطين .
وقرية كفر سابا هي من الساحل الفلسطيني الخصب العظيم وللقرية تاريخ قديم منذ كنعان لكن الذي بين أيدينا اليوم هو أن المقطع الأول من اسم القرية كفر ومن المعروف ان الذي أطلق اسم كفر في قرى فلسطين هم الفراعنة وكفر عند المصريين تعني القرية الخصبة أو القرية الجميلة والذي أحب فلسطين (تحتمس الثالث) ملك من ملوك مصر الفراعنة وفي عام 1479 قبل الميلاد أخذ أبناء الأمراء الفلسطينيين إلى مصر وقد بلغ عددهم ستة وثلاثين فتربوا وتعلموا على مائدة فرعون فلما استكملوا العلم رجعوا إلى فلسطين وحكموا بلادهم ولم ينسوا فضل مصر .
إن قرية كفر سابا اسمها قديم ولها تاريخ منذ الكنعانيين مروراً بالرومان والفتح الإسلامي ووصفها الرحالة أنها قرية كبيرة ولها مسجد وجاء في رواية الرحالة ناصر خسروا عام 1047م أن كفر سابا بلدة غنية بالتين والزيتون.
كفر سابا في نهاية القرن السادس عشر
كانت قرية كفر سابا مزدهرة خصبة أرضها ففي عام 1596م كان فيها (42) رب أسرة يدفع ضريبة مزروعاته وكانت القرية تتبع قضاء نابلس ناحية بني صعب وقد اشتهرت بالزراعة الصيفية وأشجارها متنوعة وكانت تدفع (33%) على المنتوجات الزراعية ومن هذه المنتوجات :
1ـ القمح (الحنطة) وقيمة الضريبة (5680) أقجة والأقجة عملة مصنوعة من الفضة كانت في بداية الدولة العثمانية غالية وقيمتها الشرائية عالية .
2ـ الشعير (1250) أقجة .
3ـ بقية الحبوب التي زرعت في تلك الفترة (1070) أقجة .
4ـ ضريبة الماعز (100) أقجة .
5ـ رسوم الزواج (300) أقجة .
أسماء ونواحي سنجق نابلس وجنين
في الدولة العثمانية كانت أسماء نواحي سنجق نابلس الذي يتبعه طولكرم وجنين هي :
1ـ ناحية بني صعب .
2ـ ناحية بني حارث الشمالية .
3ـ ناحية بني حارث القبلية .
4ـ ناحية بني حارث الشرقية .
5ـ ناحية بني حارث الغربية .
6ـ ناحية مشاريق جرار .
7ـ ناحية مشاريق البيتاوي .
8ـ ناحية وادي الشعير الشرقي .
9ـ ناحية واديا لشعير الغربي .
10ـ ناحية جماعين الشرقية .
11ـ ناحية جماعين الغربية .
كفر سابا في العهد الروماني:
ورد ذكر كفر سابا لأول مرة في القرن الثالث للميلاد في التلمود، ولكن الباحثين لم يقدموا لنا تفسيرًا لتسميتها بهذا الاسم، أو من هم سكانها. ثمة من رأى أن انتيباتريس، التي أقامها الحاكم الأدومي هيرودوس في القرن الأول قبل الميلاد وسمّاها باسم والده، هي كفر سابا، ولكن آثار قلعة انتيباتريس ما زالت قائمة بالقرب من راس العين (أفق).
إلى الغرب من كفر سابا العربية تقع خربة سَبْية/سابيه، التي كانت تقوم عليها قرية في العهد الروماني، وينسب إليها عبد الرحمن السبي من علماء القرن السابع الهجري وأبو طالب السيبي.
كفر سابا في العهد العباسي:
ورد في حوليات ثيوفانس أنه بعد الفتح العربي لفلسطين بمائة عام، قام العرب بقتل معظم سكان انتيباتريس المسيحيين لاعتقادهم بأنهم ما زالوا موالين للبيزنطيين. ولم أجد في كتب التاريخ ما يدعم هذه الدعوى الباطلة، وربما قصد ما قام به العباسيون في رأس العين من قتلهم لأمراء أمويين مسلمين عام 132ﻫ/750م.(فكتور جيرين، وصف جغرافي وتاريخي لفلسطين، الترجمة العبرية، ج5، ص 256)
كانت كفر سابا قائمة قبل الفتح الإسلامي، وازدهرت بعده.
كفر سابا في العهد الفاطمي:
كانت كفرسابا من القرى المهمة في جند فلسطين، وذلك لوقوعها على طريق البحر التجارية الموصلة بين مصر وسورية. يقول المقدسي في كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم (سنة 375ﻫ/985م) :' كَفْر سابا كبيرة بجامع على جادة دمشق'، وفي مكان آخر يقول: 'وتأخذ من اللجون إلى قلنسوة مرحلة، ثم إلى الرملة مرحلة، وإن شئت فخذ من اللجون إلى كفر سابا بالبريد مرحلة ثم إلى الرملة مرحلة'. يستدل مما قاله المقدسي أن كفر سابا كانت كبيرة جدًا وبها جامع، وفيها محطة من محطات البريد الموصلة بين دمشق والفسطاط بمصر.
في القرن الخامس الهجري كانت كفر سابا مدينة عامرة. وصفها ناصر خسرو في رحلته التي كتبها عام 1047م بقوله: ' وقد رأيت في الطريق كله سهله وجبله كثيرًا من شجر التين والزيتون، وبعد بضعة فراسخ بلغنا مدينة تسمى كفر سابا أو كفر سلام ومنها إلى الرملة ثلاثة فراسخ في طريق كله شجر كالذي ذكرت'.
كفر سابا في العهد الصليبي:
يبدو أن كفر سابا لم تعد مدينة في الفترة الصليبية إذ اكتفى ياقوت الحموي بقوله عنها :'كفر سابا قرية بين نابلس وقيسارية'، وقد اسماها الفرنجة باسم كفر سبKapharseb.
مقام النبي يامين في العهد المملوكي:
إلى الشرق من كفر سابا العربية يقع مقام النبي يامين، وعليه قبة وبجواره سبيل ماء بناه نائب (والي) الشام الأمير المملوكي تنكز الحسامي في عام 712ﻫ/ 1312م كما يظهر من الكتابة العربية التي طليت بالشيد الأبيض فتضررت، وقد نجحت بصعوبة في قراءة معظم كلماتها:
[بسم الله الرحمن الرحيم أمر بتجديد هذا الحوض المبارك مولانا المقر الشريف الاسفهلاري (رنك الكأس) العالي المولوي الأميري سيف الممالك عماد الملة عون الأمة الكاملي العالمي العادلي المثاغري المرابطي الكبيري المجاهدي تنكز الحسامي كافل السلطنة الشريفة بالشام المحروسة سنة اثنتي عشر وسبعماية].
والكتابة تشير إلى تجديد، أي أن المقام كان قائمًا من قبل. من الجدير بالذكر ان تنكز بنى، كذلك، في قرية جلجولية المجاورة خانًا كبيرًا يؤمه التجار والمسافرون.
كان الناس من كفر سابا وقلقيلية وقرى الصعبيات يزورون مقام النبي يامين للصلاة والتبرك به، وفي المكان محراب.
في عام 1730 وصل مصطفى أسعد اللقيمي الصوفي من دمياط بمصر إلى فلسطين، فذكر أنه وصل إلى كفر سابه (بالهاء) وبه ضريح بنيامين بن يعقوب عليهما السلام وفيه مقام، وهو يقصد مقام النبي يامين الذي سيطر عليه اليهود، وحوّلوه إلى كنيس.
لم يشر اللقيمي إلى مقام سراقة ما يدل على أنه أقيم لاحقًا، وليس من المستبعد أن يكون هذا الشخص من عشيرة السواركة التي عاشت في تلك المنطقة.
كفر سابا في العهد العثماني
وردت في دفتر ضريبة اسمه 'دفتر مفصل لواء نابلس لسنة 1005ﻫ/1596م' مقادير الضريبة المجبية من قرية كفر سابه في ناحية بني صعب على النحو التالي:
-عدد الخانات: عدد دافعي الضرائب من المتزوجين: 42.
-نسبة الضربية المجبية: 33.3%.
-مقادير الضريبة المجبية:
حنطة: 5680 آقجه. الآقجة عملة عثمانية تساوي ثلث بارة.
شعير: 1250 آقجه.
مال صيفي(سمسم..): 1070 آقجه.
بادهوا ومال عروس: 300 آقجه.
-ماعز ونحل: 100 آقجة.
عادات رجالية: 790 آقجه. وهي ضريبة تدفع لوالي نابلس.
يكون: مجموع الضريبة: 8315 آقجه(كذا في الأصل، والمجموع الصحيح هو 9190 آقجه).
كيفية جباية الضريبة: 21 قيراطًا (بادشاه)، و3 قراريط وقف.
استنادًا إلى ما ورد أعلاه نستنتج أن عدد سكان قرية كفر سابه في سنة 1596م بلغ 210 نسمات، وأنهم اعتمدوا على الزراعة: حنطة، شعير، سمسم وذرة، وعلى تربية الماعز والنحل. البادهوا ورسوم العروس هو حاصل الغرامات ورسوم الزواج، أما العادات الرجالية فهي مبالغ كان السكان يدفعونها إلى والي نابلس نظير حمايته لهم. بلغت الضريبة ثلث المحاصيل وجباها عُمّال السلطان (بادشاه). قسم قليل من الأراضي كان وقفًا وعلى ما يبدو على مقام النبي يامين الواقع بالقرب من القرية.
كانت القرية تقع في ناحية بني صعب الذين جاؤوا مع صلاح الدين الأيوبي بعد معركة حطين، واستوطنوا في البلاد وهم من قبائل كندة وبجيلة وغيرها.
في أواخر العهد العثماني كانت كفر سابا تابعة لناحية الحرم (سيدنا علي) في قضاء طولكرم من لواء نابلس من ولاية بيروت.
زيارة الرحالة الفرنسي فكتور جيرين لكفر سابا:
في عام 1863 زار الرحالة الفرنسي فيكتور جيرين كفر سابا فقال إنها تقع على تل غير مرتفع، يبلغ عدد سكانها 800 نسمة، مبنية بالطين والحجارة الصغيرة، فيها مسجد واحد مبني بحجارة مزمولة وكبيرة، وأشجار نخيل وبئران، يعتمد السكان على زراعة الذرة والسمسم والقطن، والحبوب.
كفر سابا ناحية بني صعب
قضاء بني صعب التابع لمدينة نابلس أختلف في عدد القرى التابعة له ، لكن أكثرهم قال أنها (38) قرية وهي : كفر سابا ، قلقيلية ، كفر زيباد ، كفر صور ، كفر جمال ، كفر لاقف ، الطيبة ، الطيرة ، بيت ليد ، كور ، فجة ، الراس ، جينصافوط ، إرتاح ، الحرم ، الفندق ، فلاحة ، دير الغصون ، باقة الحطب ، جيوس ، خربة جيوس ، مسكة ، عزون ، المغير ، خربة الشيخ محمد ، تبصر (عزون) ، جلجولية ، بلعا ، عنبتا ، علار ، زيتا ، قاقون ، قلنسوة ، شويكة ، بلعا ، عتيل .
ناحية الحرم
في نهاية الدولة العثمانية كانت قصبة طولكرم من أعمال لواء نابلس أحد ألوية ولاية بيروت وناحية الحرم هي ضمن قصبة طولكرم مركز قضاء بني صعب وتضم ناحية الحرم تسع قرى وهي : الحرم ، كفر سابا ، جليل ، مسكه ، جلجولية ، أم خالد ، وادي الحوارث ، الطيرة ، قلقيلية ، وسميت هذه الناحية بهذا الأسم نسبة إلى قرية الحرم التي يقال لها حرم سيدنا علي ، نسبة إلى المجاهد أبي الحسن علي بن عليم من سلالة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهذا مشهور عند الناس باسم علي بن عليم .
احتلال القرية
في ظهر يوم الخميس 13/5/1948 قامت كتيبة 33 وكتبية 32 التابعتان للواء إلكسندروني بالهجوم على قرية كفر سابا العربية وسد الطرق المؤدية إليها من الشرق لمنع وصول نجدات من قلقيلية، ولإفشال أي هجوم مضاد
احتل اليهود قرية كَفْر سابا يوم الخميس 1948/5/13م وشردوا أهلها ودمّروها. وأضيفت الى سجل القرى الفلسطينية المدمرة. واستقر غالبية أهلها في قلقيلية لقربها منهم، وبنوا لهم حيا فيها أسموه حي كَفْر سابا، تخليدا لاسم بلدهم. وهناك قسم آخر موجود في مخيم بلاطه، ومخيم الفارعة، وعزون وذنابة، والقسم الآخر غادر إلى الأردن، واستقروا في مدينة عمان وصويلح والزرقاء وعين الباشا وجرش وإربد والظليل.
وقد شارك أبناء قلقيلية في الدفاع عن قرية كَفْر سابا، وخاضوا عدة معارك مع العصابات الصهيونية، واستشهد العديد منهم، وهم: أسعد سليمان أبو سعده؛ حسين علي أبو نجم؛ راغب علي حوتري؛ احمد يونس الحاج حمدان؛ عبد الرحمن أبو حبلة؛ عبد الفتاح سعادة؛ عبد الله الحاج عيسى؛ محمد أبو حمده جبارة؛ ومحمد محمود حامد زهران، وشاكر عوينات. تغمدهم الله بواسع رحمته، وجعل مثواهم الجنة.
أعلام من القرية
برز من أبناء كفر سابا الدكتور كامل جميل ولويل، والدكتور يحيى عبد الرؤوف جبر، والدكتور يحيى زكريا جبر، والسيد بسام ولويل- مدير عام شركة المطاحن الذهبية، والسيد غسان ولويل- مدير البنك العربي- فرع قلقيلية، ورجل الاعمال- السيد طالب بدير، والأستاذ زياد عرباس، مؤلف مشارك في كتب الرياضيات لتعليم الكبار ومحو الأمية.
الباحث والمراجع
الباحث والمرجع
1- تم توثيق هذه القرية من أبحاث الباحث المرحوم عباس نمر رحمه الله