تاريخ القرية - كَفر سابا - قضاء طولكرم

من تاريخ كفر سابا القديم
 
ساعدت خصوبة وطبيعة أرض فلسطين إعطاء منزلة خاصة لمن جاء إليها وجعلوا من أرض فلسطين قصصاً جميلة لهم وللعالم الإسلامي والعربي منزلة خاصة في حب فلسطين حيث قال المفسرون في قوله تعالى : {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ} (21) سورة المائدة ، إنها أرض فلسطين .

وقرية كفر سابا هي من الساحل الفلسطيني الخصب العظيم وللقرية تاريخ قديم منذ كنعان لكن الذي بين أيدينا اليوم هو أن المقطع الأول من اسم القرية كفر ومن المعروف ان الذي أطلق اسم كفر في قرى فلسطين هم الفراعنة وكفر عند المصريين تعني القرية الخصبة أو القرية الجميلة والذي أحب فلسطين (تحتمس الثالث) ملك من ملوك مصر الفراعنة وفي عام 1479 قبل الميلاد أخذ أبناء الأمراء الفلسطينيين إلى مصر وقد بلغ عددهم ستة وثلاثين فتربوا وتعلموا على مائدة فرعون فلما استكملوا العلم رجعوا إلى فلسطين وحكموا بلادهم ولم ينسوا فضل مصر .

إن قرية كفر سابا اسمها قديم ولها تاريخ منذ الكنعانيين مروراً بالرومان والفتح الإسلامي ووصفها الرحالة أنها قرية كبيرة ولها مسجد وجاء في رواية الرحالة ناصر خسروا عام 1047م أن كفر سابا بلدة غنية بالتين والزيتون.

كفر سابا في نهاية القرن السادس عشر
 
كانت قرية كفر سابا مزدهرة خصبة أرضها ففي عام 1596م كان فيها (42) رب أسرة يدفع ضريبة مزروعاته وكانت القرية تتبع قضاء نابلس ناحية بني صعب وقد اشتهرت بالزراعة الصيفية وأشجارها متنوعة وكانت تدفع (33%) على المنتوجات الزراعية ومن هذه المنتوجات :

1ـ القمح (الحنطة) وقيمة الضريبة (5680) أقجة والأقجة عملة مصنوعة من الفضة كانت في بداية الدولة العثمانية غالية وقيمتها الشرائية عالية .

2ـ الشعير (1250) أقجة .

3ـ بقية الحبوب التي زرعت في تلك الفترة (1070) أقجة .

4ـ ضريبة الماعز (100) أقجة .

5ـ رسوم الزواج (300) أقجة .

أسماء ونواحي سنجق نابلس وجنين

في الدولة العثمانية كانت أسماء نواحي سنجق نابلس الذي يتبعه طولكرم وجنين هي :

1ـ ناحية بني صعب .

2ـ ناحية بني حارث الشمالية .

3ـ ناحية بني حارث القبلية .

4ـ ناحية بني حارث الشرقية .

5ـ ناحية بني حارث الغربية .

6ـ ناحية مشاريق جرار .

7ـ ناحية مشاريق البيتاوي .

8ـ ناحية وادي الشعير الشرقي .

9ـ ناحية واديا لشعير الغربي .

10ـ ناحية جماعين الشرقية .

11ـ ناحية جماعين الغربية .

كفر سابا في العهد الروماني:

ورد ذكر كفر سابا لأول مرة في القرن الثالث للميلاد في التلمود، ولكن الباحثين لم يقدموا لنا تفسيرًا لتسميتها بهذا الاسم، أو من هم سكانها. ثمة من رأى أن انتيباتريس، التي أقامها الحاكم الأدومي هيرودوس في القرن الأول قبل الميلاد وسمّاها باسم والده، هي كفر سابا، ولكن آثار قلعة انتيباتريس ما زالت قائمة بالقرب من راس العين (أفق).

إلى الغرب من كفر سابا العربية تقع خربة سَبْية/سابيه، التي كانت تقوم عليها قرية في العهد الروماني، وينسب إليها عبد الرحمن السبي من علماء القرن السابع الهجري وأبو طالب السيبي.

كفر سابا في العهد العباسي:

ورد في حوليات ثيوفانس أنه بعد الفتح العربي لفلسطين بمائة عام، قام العرب بقتل معظم سكان انتيباتريس المسيحيين لاعتقادهم بأنهم ما زالوا موالين للبيزنطيين. ولم أجد في كتب التاريخ ما يدعم هذه الدعوى الباطلة، وربما قصد ما قام به العباسيون في رأس العين من قتلهم لأمراء أمويين مسلمين عام 132ﻫ/750م.(فكتور جيرين، وصف جغرافي وتاريخي لفلسطين، الترجمة العبرية، ج5، ص 256)

كانت كفر سابا قائمة قبل الفتح الإسلامي، وازدهرت بعده.

كفر سابا في العهد الفاطمي:

كانت كفرسابا من القرى المهمة في جند فلسطين، وذلك  لوقوعها على طريق البحر التجارية الموصلة بين مصر وسورية. يقول المقدسي في كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم (سنة 375ﻫ/985م) :' كَفْر سابا كبيرة بجامع على جادة دمشق'، وفي مكان آخر يقول: 'وتأخذ من اللجون إلى قلنسوة مرحلة، ثم إلى الرملة مرحلة، وإن شئت فخذ من اللجون إلى كفر سابا بالبريد مرحلة ثم إلى الرملة مرحلة'. يستدل مما قاله المقدسي أن كفر سابا كانت كبيرة جدًا وبها جامع، وفيها محطة من محطات البريد الموصلة بين دمشق والفسطاط بمصر.

في القرن الخامس الهجري كانت كفر سابا مدينة عامرة. وصفها ناصر خسرو في رحلته التي كتبها عام 1047م بقوله: ' وقد رأيت في الطريق كله سهله وجبله كثيرًا من شجر التين والزيتون، وبعد بضعة فراسخ بلغنا مدينة تسمى كفر سابا أو كفر سلام ومنها إلى الرملة ثلاثة فراسخ في طريق كله شجر كالذي ذكرت'.

كفر سابا في العهد الصليبي:

يبدو أن كفر سابا لم تعد مدينة في الفترة الصليبية إذ اكتفى ياقوت الحموي بقوله عنها :'كفر سابا قرية بين نابلس وقيسارية'، وقد اسماها الفرنجة باسم كفر سبKapharseb.

مقام النبي يامين في العهد المملوكي:

إلى الشرق من كفر سابا العربية يقع مقام النبي يامين، وعليه قبة وبجواره سبيل ماء بناه نائب (والي) الشام الأمير المملوكي تنكز الحسامي في عام 712ﻫ/ 1312م كما يظهر من الكتابة العربية التي طليت بالشيد الأبيض فتضررت، وقد نجحت بصعوبة في قراءة معظم كلماتها:

[بسم الله الرحمن الرحيم أمر بتجديد هذا الحوض المبارك مولانا المقر الشريف الاسفهلاري  (رنك الكأس) العالي المولوي الأميري سيف الممالك عماد الملة عون الأمة الكاملي العالمي العادلي المثاغري المرابطي الكبيري المجاهدي تنكز الحسامي كافل السلطنة الشريفة بالشام المحروسة سنة اثنتي عشر وسبعماية].

والكتابة تشير إلى تجديد، أي أن المقام كان قائمًا من قبل. من الجدير بالذكر ان تنكز بنى، كذلك، في قرية جلجولية المجاورة خانًا كبيرًا يؤمه التجار والمسافرون.

كان الناس من كفر سابا وقلقيلية وقرى الصعبيات يزورون مقام النبي يامين للصلاة والتبرك به، وفي المكان محراب.

في عام 1730 وصل مصطفى أسعد اللقيمي الصوفي من دمياط بمصر إلى فلسطين، فذكر أنه وصل إلى كفر سابه (بالهاء) وبه ضريح بنيامين بن يعقوب عليهما السلام وفيه مقام، وهو يقصد مقام النبي يامين الذي سيطر عليه اليهود، وحوّلوه إلى كنيس.

لم يشر اللقيمي إلى مقام سراقة ما يدل على أنه أقيم لاحقًا، وليس من المستبعد أن يكون هذا الشخص من عشيرة السواركة التي عاشت في تلك المنطقة.

كفر سابا في العهد العثماني

وردت في دفتر ضريبة اسمه 'دفتر مفصل لواء نابلس لسنة 1005ﻫ/1596م' مقادير الضريبة المجبية من قرية كفر سابه في ناحية بني صعب على النحو التالي:

-عدد الخانات: عدد دافعي الضرائب من المتزوجين: 42.

-نسبة الضربية المجبية: 33.3%.

-مقادير الضريبة المجبية:

حنطة: 5680 آقجه. الآقجة عملة عثمانية تساوي ثلث بارة.

شعير: 1250 آقجه.

مال صيفي(سمسم..): 1070 آقجه.

بادهوا ومال عروس: 300 آقجه.

-ماعز ونحل: 100 آقجة.

عادات رجالية: 790 آقجه. وهي ضريبة تدفع لوالي نابلس.

يكون: مجموع الضريبة: 8315 آقجه(كذا في الأصل، والمجموع الصحيح هو 9190 آقجه).

كيفية جباية الضريبة: 21 قيراطًا (بادشاه)، و3 قراريط وقف.

استنادًا إلى ما ورد أعلاه نستنتج أن عدد سكان قرية كفر سابه في سنة 1596م بلغ 210 نسمات، وأنهم اعتمدوا على الزراعة: حنطة، شعير، سمسم وذرة، وعلى تربية الماعز والنحل. البادهوا ورسوم العروس هو حاصل الغرامات ورسوم الزواج، أما العادات الرجالية فهي مبالغ كان السكان يدفعونها إلى والي نابلس نظير حمايته لهم. بلغت الضريبة ثلث المحاصيل وجباها عُمّال السلطان (بادشاه). قسم قليل من الأراضي كان وقفًا وعلى ما يبدو على مقام النبي يامين الواقع بالقرب من القرية.

كانت القرية تقع في ناحية بني صعب الذين جاؤوا مع صلاح الدين الأيوبي بعد معركة حطين، واستوطنوا في البلاد وهم من قبائل كندة وبجيلة وغيرها.

في أواخر العهد العثماني كانت كفر سابا تابعة لناحية الحرم (سيدنا علي) في قضاء طولكرم من لواء نابلس من ولاية بيروت.

زيارة الرحالة الفرنسي فكتور جيرين لكفر سابا:

في عام 1863 زار الرحالة الفرنسي فيكتور جيرين كفر سابا فقال إنها تقع على تل غير مرتفع، يبلغ عدد سكانها 800 نسمة، مبنية بالطين والحجارة الصغيرة، فيها مسجد واحد مبني بحجارة مزمولة وكبيرة، وأشجار نخيل وبئران، يعتمد السكان على زراعة الذرة والسمسم والقطن، والحبوب.

 كفر سابا ناحية بني صعب
 
قضاء بني صعب التابع لمدينة نابلس أختلف في عدد القرى التابعة له ، لكن أكثرهم قال أنها (38) قرية وهي : كفر سابا ، قلقيلية ، كفر زيباد ، كفر صور ، كفر جمال ، كفر لاقف ، الطيبة ، الطيرة ، بيت ليد ، كور ، فجة ، الراس ، جينصافوط ، إرتاح ، الحرم ، الفندق ، فلاحة ، دير الغصون ، باقة الحطب ، جيوس ، خربة جيوس ، مسكة ، عزون ، المغير ، خربة الشيخ محمد ، تبصر (عزون) ، جلجولية ، بلعا ، عنبتا ، علار ، زيتا ، قاقون ، قلنسوة ، شويكة ، بلعا ، عتيل .

ناحية الحرم
 
في نهاية الدولة العثمانية كانت قصبة طولكرم من أعمال لواء نابلس أحد ألوية ولاية بيروت وناحية الحرم هي ضمن قصبة طولكرم مركز قضاء بني صعب وتضم ناحية الحرم تسع قرى وهي : الحرم ، كفر سابا ، جليل ، مسكه ، جلجولية ، أم خالد ، وادي الحوارث ، الطيرة ، قلقيلية ، وسميت هذه الناحية بهذا الأسم نسبة إلى قرية الحرم التي يقال لها حرم سيدنا علي ، نسبة إلى المجاهد أبي الحسن علي بن عليم من سلالة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهذا مشهور عند الناس باسم علي بن عليم .