معلومات عامة عن صرعة / من قرى عرقوب - قضاء القدس
معلومات عامة عن قرية صرعة / من قرى عرقوب
تبتعد القرية عن القدس 25 كيلومتر
كانت القرية تقع على تل ناتئ في السفح الغربي لأحد الجبال، وكانت طريق جانبية قصيرة (طولها كيلومتران) تصلها بطريق عام يمر شمالي شرقي بيت جبرين (وهي من كبرى قرى قضاء الخليل)، ويتصل بطريق القدس يافا العام. ومن الجائز آن تكون صرعة شيدت في موقع مدينة صرعة الكنعانية التي صارت من بلاد الدانيين لاحقا. وقد عرفت باسم صريا في العهد الروماني.
كانت صرعة مقسمة إلى ثلاثة أحياء. وفي كل حي: كانت المنازل المبنية بالطين والحجارة متراصفة بعضها قرب بعض، وتفصل بينها أزقة ضيقة متعرجة. وفي الحي الجنوبي، امتد البناء صعودا على سفح التل، بينما توسع في الحي الشمالي على طول السفح الشمالي الشرقي للتل. وكانت بضعة دكاكين تتوسط كل حي من الأحياء الثلاثة.
وقعت صرعة التي كانت القوات المصرية تدافع عنها، تحت الاحتلال في 13-14 يوليو/ تموز أثناء اجتياح سهل اللد الرملة، الواقع إلى الغرب منها.
في سنة 1950 شيدت مستعمرة تروم في الجانب الشمالي الشرقي من الموقع، على أراضي القرية. أما تسرعا، فقد أقيمت في سنة 1949 عقب هدم القرية، على بعد كيلومترين إلى الجنوب الغربي من الموقع، على أراض تابعة لقرية دير آبان. يتبعثر ركام المنازل والعوارض المعدنية بين الأشجار النابتة في الموقع اليوم.
قرى عرقوب: اسم أطلق على قرى غربي القدس في العهد الثماني، العُرْقُوبُ في اللغة العربية كوصف للمناطق الجغرافية يعني الطريق أو الممر الضيق في الجبل، أو على ما انحنى والتوى من الوادي. وربما هي الصفة التي تشابهت بها 24 قرية من قرى غربي مدينة القدس بامتداد نحو بعض قرى بيت لحم ورام الله، والقرى هي: بيت عطاب، بيت نتيف، دير آبان، زكريا، عقور، كسلا، سفلى، دير الهوى، عرتوف، اشوع، صرعه، جراش، بيت جمال، علار، كفر سوم ، نحالين، وادي فوكين، الجبعة، حوسان، راس أبو عمار، دير الشيخ، أرطاس، اشوع، خربة التنور
احتلال قرى عرقوب: في يوم ٢٢/١٠/ ١٩٤٨ احتلت الكتيبه الرابعه التابعة للواء هارئيل ١٣ قريه في إطار عملية سميت ههار(الجبل). هدفها كان توسيع ممر القدس، وفي صباح يوم ١٥/١٠ / ١٩٤٨رحل أهالي ١٤ قرية من قرى القدس.
الموقع والمساحة
تقع قرية صرعة على السفح الشرقي لتل ناتيء يرتفع 375م فوق سطح البحر يطل على وادي يسمى وادي الصرار . تبعد القرية حوالي 25 كيلو متر غربي مدينة القدس على خط طول 34.9852 و خط عرض 31.7747 . وترتفع قرية صرعة حوالي 288 م عن سطح البحر ]. تعتبر قرية صرعة الحدود النهائية لمحافظة القدس من الجانب الغربي. حيث لا يفصلها عن محافظة الرملة سوى حرش صرعة وخربة اسم الله إلى الغرب منها. اما في الجانب الجنوبي الغربي للقرية فتقع قرية دير رافات وفي الجانب الشرقي تقع قرى عرتوف ودير ابان واشوع وعسلين. تربط القرية طريق ممهدة طولها 2كم بطريق القدس - بيت جبرين الرئيسة المعبدة. وتصلها طريق ممهدة ثانية بمحطة عرتوف (بيت شيمش) على خط سكة حديد القدس - يافا جنوب صرعة. وهنالك طرق ممهدة أخرى تربطها بقرى دير رافات وإشوع وعرتوف وبيت سوسين وعسلين
كانت صرعة مقسمة إلى ثلاثة أحياء. وفي كل حيّ كانت المنازل المبنية بالطين والحجارة متراصّة، وتفصل بينها أزقة ضيقة متعرجة، وكانت بضعة دكاكين تتوسط كلّ حي من الأحياء الثلاثة. كانت مساحة المنطقة السكنية للقرية عام 1945 حوالي 8 دونمات فقط. كان سكان القرية من المسلمين، يعملون أساسًا في الزراعة التي تعتمد على مياه الأمطار وعلى مياه الري التي تُجلَب من ينابيع تقع في بطن الوادي. وكان أهمّ محاصيلهم الحبوب والزيتون والفاكهة.
تبلغ مساحة أراضي صرعة 4,967 دونمًا. في 1944\1945، كان ما مجموعه 2979 دونما مخصصا للحبوب، و194 دونما مرويًّا أو مستخدمًا للبساتين. وكانت بساتين الزيتون تغطي 115 دونما وتتركز في الأراضي الشرقية بينما تركزت أشجار الفاكهة في الجهة الشمالية، ونمت الغابات والأعشاب البرية على المنحدرات الغربيّة والشرقيّة. تطلّ صرعة على وادي الصرار الذي يجري على بعد 2 كلم إلى الجنوب منها.
الحدود
تحدّها القرى والبلدات التالية:
الجنوب الغربي:دير رفات
الشرق:عرتوف
الآثار
كانت صرعة موقعًا أثريًّا فيه كهوف وقبور، وصهاريج منقورة في الصخر، ومعصرة. وكان يقع جنوب شرق الموقع خربة الطاحونة (147130)، وهي تضم أطلال بناء مبني بحجارة مربعة منحوتة، وأسس أبنية تدل على عراقة الموقع في القدم.
السكان
بلغ عدد سكان صرعة عام النكبة حوالي 400 نسمة، ولهم 94 بيتًا. وكان عددهم عام 1945 - بناء على إحصائيات بريطانية- 340 شخصًا. وفي عام 1931 وصل عددهم إلى 271 وفي عام 1922 إلى 205 أشخاص. في سنة 1875، قدر عدد سكان القرية بنحو 400 نسمة. وذكرت معطيات عثمانية أن عددهم عام 1596 كان 94 شخصًا.
الاستيطان في القرية
في سنة 1950 شيدت مستعمرة تروم في الجانب الشمالي الشرقي من الموقع، على أراضي القرية.
أما كيبوتس تسورعه الذي يحمل الاسم التاريخي للقرية فيقع على بعد كيلومترين إلى الجنوب الغربي من الموقع، على أراض تابعة لقرية دير آبان. ولكن النواة الأولى لهذا الكيبوتس، قبل انتقاله إلى موقعه الحالي، كانت في صرعة، حيث صعد عدد من المستوطنين إلى موقع القرية في 7.12.1948 واتخذوا منزل المختار عبد الله محمود أبو لطيفة، الذي كان مبنيًّا على تلّة منفصلة مقابلة للقرية، مركزًا للكيبوتس وغرفة للطعام وسكنوا حوله عدة شهور قبل انتقالهم إلى الموقع الجديد. ظل منزل المختار قائمًا لسنوات حتى قامت إدارة المتنزه بهدمه – كما يبدو خلال سبعينات القرن الماضي- وأنشأت مكانه منصّة خشبية مشرفة على المنطقة
الثروة الزراعية
تبلغ مساحة أراضي صرعة 4,967 دونماً، وجميعها ملك لأهلها العرب. وقد استثمرت أراضيها في زراعة الحبوب والأشجار المثمرة كالزيتون والعنب والتين والمشمش والخوخ وغيرها. وكانت بساتين الزيتون تتركز في أراضيها الشرقية التي يعرف جزء منها باسم الصفوف ( أي صفوف الزيتون)، في حين تركزت أشجار الفواكه في الجهة الشمالية. وتنمو الغابات والأعشاب الطبيعية فوق منحدرات التلال في الجهتين الغربية والجنوبية فيما يعرف اليوم باسم حرش صرعة وتعتمد الزراعة على مياه الأمطار، وعلى بعض عيون الماء في قيعان الأودية
تاريخ القرية
نشأت صرعة في العهد الكنعاني وقد ذُكرت في رسائل تل العمارنة في مصر من القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ويبدو أنّ اسمها كان حينذاك صُرعه Zorah، وورد ذكرها في العهد القديم ياسم تصورعه وأنها كانت ضمن أراضي سبط يهوده ومحاذية لحدود سبط دان. وعُرفت في العهد الروماني باسم صريا Serea. من المتبع لفظ اسمها بالعربية صَرعة بفتح الصاد إلّا أنّ خرائط بريطانية وفرنسية من القرن التاسع عشر – وهي عادة ما تنقل الاسم العربي بشكل دقيق- ذكرت الاسم على أنه صُرعة Sur’ah بضم الصاد. في سنة 1596، كانت صرعة قرية في ناحية الرملة (لواء عزة)، وعدد سكانها 94 نسمة، يؤدون الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون، بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج كالماعز وخلايا النحل. وقد ذكر عالم الكتاب المقدس إدوارد روبنسون أنه مر بالقرية سنة 1841، بعيد مغادرته قرية اللطرون الواقعة على طريق القدس- يافا العام. وقد وصف المساحون البريطانيون، الذين وضعوا كتاب "مسح فلسطين الغربية"، في أواخر القرن التاسع عشر، صرعة بأنها قرية قائمة على تل من الصخر الطباشيري الإيوسيني الأبيض، أجرد قليل الارتفاع. وكان يقع في الجهة الجنوبية من القرية مقام النبي صامت أو كما يسميه أهل صرعة الشيخ صامت. ويعتقد البعض، خاصة من اليهود، أن هذا هو قبر شمشون الجبّار المذكور في التوراة والذي تقول الأساطير أنه عاش في القرية.
احتلال القرية
احتلال القرية
في منتصف تموز\ يوليو1948، تم احتلال بضع قرى تقع على مشارف القدس، وذلك في إطار عملية داني. ويفيد كتاب "تاريخ حرب الاستقلال" أنه أُعطي "دور مهم" في إطار العملية للواء هرئل، الذي نشط في القطاع الشرقي لعملية داني. ووقعت صرعة، التي كانت القوات المصرية تدافع عنها، تحت الاحتلال في 13-14 تموز\ يوليو في أثناء اجتياح سهل اللد- الرملة، الواقع إلى الغرب منها. وقد احتلت الكتيبة الرابعة التابعة للواء هرئيل صرعة، تمهيدا للهجوم على قرية عرتوف المجاورة التي كانت تدافع عنها "قوات غير نظامية" وبضع عشرات من الجنود المصريين. [تفاصيل أوفي عن الاحتلال والتهجير تأتي لاحقًا في شهادات اللاجئين والنصوص الأخرى]
القرية اليوم
يتبعثر ركام المنازل على التلّ وسفوحه. يبدو موقع القرية كمنطقة جرداء حولها أحراش خضراء. حوّل الإسرائيليون المنطقة إلى متنزّه وغابة أطلقوا عليها اسم "غابة تسورعه (هَنَسيء)" تابعَين للصندوق القومي اليهودي (كيرن كييمت). تُسمّى الطريق المؤدّية إلى القرية من الشارع الرئيسي "طريق التماثيل" إذ نًصبت على طولها تماثيل ومجسمّات عديدة. جاء في كتاب "كي لا ننسى" أن في الموقع صخرة مسطحة تحيط الأنقاض بها، عليها بعض الآيات القرآنية المنقوشة على صفحتها، كما كتب عليها تاريخ 1355 للهجرة (1936م)". هدم الإسرائيليون المسجد وحوّلوا مقام الشيخ صامت إلى مزار فيه قبران، نسبوا أحدهما إلى شمشون الجبار والثاني إلى أبيه تنوح. مقبرة القرية تقع مقابل المقام من الجهة الغربية ولكنها فقدت معالمها وتبعثرت حجارة قبورها. أما قبر الشيخ غريب الذي يبعد عن القرية كيلومترين باتجاه شارع الرملة – بيت شيمش فقد أطلق عليه اليهود "قبر دان" على اسم دان بن يعقوب وأحد الأسباط الإسرائيليين الاثني عشر، وحوّلوه إلى مزار مقدّس لليهود. أما منطقة البيادر أو الجرون فأصبحت ساحة أطلق عليها اسم "حديقة السويد".
الباحث والمراجع
المراجع
1- بلادنا فلسطين، مصطفى الدباغ
2- كي لا ننسى، وليد الخالدي.
3- موسوعة عريق https://areq.net/m/%D8%B5%D8%B1%D8%B9%D8%A9.html
4- موقع ذاكرت zochrot.org