احتلال القرية - خِرْبَةُ اللَّوزْ - قضاء القدس


 إن خربة اللوز من القرى التي تنعم بالهدوء والاطمئنان، وأهلها منتمون لقريتهم، أراضيها خصبة مليئة بالأشجار. 

كان أهالي خربة اللوز شديدي التعلق بأراضيهم لذلك مع بداية  عام  1948 م، وبدء تنفيذ  تصريح بلفور؛ قام أهالي القرية بشراء أسلحة وذخائر، عدا عن السكان الذين قاموا ببيع حلي زوجاتهم لشراء البنادق وغيرها من الأسلحة بقدر استطاعتهم، لذلك هم بشكل عام لم يبخلوا بالدفاع عن أرضهم بكل إمكانياتهم في ذلك الحين.

وكان قائد الفصيلة منهم هو جابر أبو طبيخ، وقيادة الثورة موكلة لمحمد سعيد زعتر.

وحسب الرواية "الإسرائيلية": 

في شهر تموز من 1948 أوكل إلى اللواء هرنيل مهمة احتلال بعض القرى لتوسيع الممر المؤدي للقدس، وفي عملية تسمى داني تم تطهير البلدة عرقياً، وتدمير المدرسة وعدداً من البيوت. 

 وعملية داني هي عملية جاءت للسيطرة على المناطق التي لها ممر للقدس ويافا، حدثت في نهاية الهدنة الأولى من 1948.

 يذكر المؤرخ الإسرائيلي بني موريس:

أن اللواء استمر في بسط سيطرته على المنطقة وتسيير دوريات بها، حتى توقيع اتفاقية الهدنة مع الأردن في نيسان، وقد أجبر اللاجئون الذين مكثوا في المنطقة أو حاولوا العودة إليها على الرحيل.

 أساليب تهجير أهالي القرية وتدميرها:

 تم تهجير أهالي القرية وسكانها بشكل كامل بتدمير القرية وعمليات النسف في 13-14 تموز بعد سقوطها في أيدي المستوطنين، فقد أدى لخوف أهل القرية في الليل، وقد لجؤوا لمنطقة تسمى رأس أبو عمار ثم الخليل وبيت جالا. 

 ثم إن المنطقة هدمت على مراحل متتالية، وكان آخر تهديم في 1967 عندما جاء بعض من أهلها ليروا البلد. 

 في 1950 نصب مجموعة من اليهود الخيام في خربة اللوز، في منطقة حواكير البلد جنوب البلدة القديمة. 

 آنذاك كانت العديد من بيوت القرية مبنية واستخدم بعضها من قبل اليهود لأداء طقوسهم الدينية. 

 كان من المقرر أن تكون نواةً لمستوطنة، لكن لم ينجح الأمر. 

 بعض بيوت القرية المتبقية هدمت على أيدي سكان مستوطنة سوفا لبناء حظيرة أبقار.

 ومرحلة الهدم الأخيرة كانت بعد حرب 1967.

 نتائج التهجيـر:

تم تهجير سكان القرية جميعهم حتى من حاولوا العودة إليها، وقد قام اليهود بغرس غابة كثيفة من أشجار السرو والتنوب، وهذه الغابة أقيمت تخليداً لذكرى الجنرال الإسرائيلي موشيه دايان؛ الذي قام بعملية التطهير العرقي لتلك البلدة. بشكل عام تم سلب أراضيهم وأملاكهم، فاضطر أهالي القرية بالقسم الأكبر منهم اللجوء إلى الأردن، وغيرهم من لجأ إلى قطاع غزة والضفة .. كغيرهم من الفلسطينيين الذين تعرضوا للتطهير العرقي.