خارطة المدن الفلسطينية
اشترك بالقائمة البريدية
معلومات عامة عن قرية بيت جبرين / من قرى العرقيات
روايات أهل القرية - بيت جبرين / من قرى العرقيات - قضاء الخليل
الحاج الثمانيني محمود الحموز، يعيش منذ أكثر من 65 عاماً تجربة قاسية مع التهجير القسري واللجوء في مخيم الفوار للاجئين بمدينة بيت لحم، حيث يقطن هو وعائلته في منزل أقامته له وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعد النكبة، فيما لايزال الأمل يسكن قبله بأن يأتي اليوم الذي سيعود فيه هو أو أحد من أبنائه وأحفاده إلى «بيت جبرين» ليمحو بذلك فكرة اللجوء التي قسمت ظهره وأبعدته عن مسقط رأسه. يقول الحاج الحموز لـ«الإمارات اليوم»، وقد خطت رحلة اللجوء وذكرياته المؤلمة تجاعيد وجهه، «(بيت جبرين) محفورة في ذاكرتي، ولن أنسى أزقتها وحاراتها وآبار المياه فيها، ولن أقبل بديلاً عن العودة إلى الحارة الشرقية، وإن لم أتمكن من نيل ذلك، فسوف يحصل عليه أبنائي وأحفادي».
ويضيف، «لن نقبل العيش من دون التمسك بحق العودة، سنعود إلى أوطاننا يوماً ما».
وكان الحاج الحموز قد تمكن من زيارة قريته بيت جبرين مرة واحدة منذ تهجيره عام 1948، وكان ذلك عام 1998 عندما جاء أحد أبنائه زائراً من الأردن، حيث أخذه إلى مسقط رأسه في القرية، وعن ذلك يقول: «كانت اللحظات الصعبة هي أننا قمنا بدفع رسوم تعادل أربعة دولارات مقابل الدخول إلى البلدة باعتبارها منطقة سياحية، ووجدنا القرية كما هي ولم يتغير عليها شيء، باستثناء المدرسة الوحيدة التي بنيناها بأيدينا وجدنا ملعبها قد حوّل إلى مسبح».
الحاجة أم سعدي العزة لاتزال تحتفظ في ذاكرتها بصورة التهجير الذي أبعدها عن قريتها الأصلية، وتقول الحاجة السبعينية والدموع لا تفارق وجهها، «كانت البلدة تتعرض للهجوم من قبل عصابات الهاغانا في الليل، وكان الشباب من سكان البلدة يستعدون لها ويتصدون لمحاولات الاقتحام بما لديهم من أسلحة بسيطة حصلوا عليها من الجيشين المصري والأردني، وكنا دائماً نتوجه بواسطة تراكتور زراعي إلى منطقة باب واد علي، حيث كنا نتوقع أن يبدأ الهجوم من هناك ويستمر التمركز هناك أشهراً عدة».
وتضيف «في آخر ليلة عشناها في القرية، بدأت العصابات الصهيونية بالهجوم بواسطة الطائرات، وألقوا علينا أكثر من 160 صاروخاً، وهذا دفع بالسكان بالرحيل، حيث إن معظمهم غادر (بيت جبرين)، ولم يبق فيها إلا كبار السن الذين كان مصيرهم القتل والذبح، وأنا أعرف خمسة على الأقل ممن ذبحوا وألقيت جثثهم في بئر للمياه، أما بالنسبة للعصابات الصهيونية فكان لديها طائرات ومدافع وأسلحة كثيرة وقنابل وصواريخ حصلوا عليها من البريطانيين، لكن نحن لم يكن لدينا سوى البارودة».