روايات أهل القرية - المزيرعة - قضاء الرملة

 

يقول الرمحي (74 عاما)  "قريتنا كانت ميتة، وكأن الحياة عادت إليها من جديد بعد العملية الفدائية، وبات كل طفل من أجيالها اللاجئة يعلم أن له أرضا فيها وله الحق بالعودة إليها".

 اللاجئ أحمد داود الرمحي يتحدث عن قريته المزيرعة التي هجّرت منها عائلته في النكبة (الجزيرة)

ومنذ تنفيذ العملية في 5 مايو/أيار الجاري يتابع الحاج الرمحي -رغم وضعه الصحي الصعب- كل ما ينشر عبر وسائل الإعلام عن المزيرعة، وكذلك مستجدات ومشاهد البحث عن المنفذين في الأحراش التي مشى فيها مع والده في العام 1972 عندما اصطحبه وأخوته إلى القرية بعد تقدمه في السن ليعرّفهم على بيتهم والأراضي التي يملكونها ليكونوا على علم بها.

يقول الرمحي "منذ ذلك الحين وتفاصيل القرية محفورة في ذاكرتي، الطريق ومكان بيتنا وأراضي والدي التي كان يزرعها بالقمح والذرة والسمسم".

واضطرت عائلة الرمحي للهروب في مايو/أيار 1948 بعد قصف القرى المجاورة لها، وكان عمر أحمد الرمحي شهرا واحدا فقط، وكل ما يذكره عن المزيرعة روايات من والديه وشقيقه الذي كان يكبره بـ10 سنوات، بعد أن استقر بهم الحال في مخيم الجلزون شمالي مدينة رام الله بالضفة الغربية.

كان الحاج الرمحي يتحدث قبيل ذكرى نكبة فلسطين هذا العام وهو على سرير المستشفى بعد إجرائه عملية جراحية، إلا أنه لم يُخفِ فرحته بعودة الحديث عن قريته التي كانت منسية، وقال "هذه العملية أعادت الذاكرة لكل أهالي البلدة، وبات كل العالم يعلم أن هناك قرية اسمها المزيرعة هجّر سكانها منها، ولهم الحق بالعودة إليها".

وهجّرت إسرائيل في النكبة أكثر من 530 قرية وبلدة فلسطينية ودمرت معظمها، بعد أن قتلت قرابة 13 ألف فلسطيني، وهجرت أكثر من 750 ألفا ليصبحوا لاجئين داخل وخارج وطنهم.

المرجع

الجزيرة نت