معلومات عامة عن قرية الطنطورة - قضاء حيفا
معلومات عامة عن قرية الطنطورة
قرية فلسطينية مُهَجَّرَة، كانت مبنية على تلٍ رملي يرتفع أقل من 25 م عن مستوى سطح البحر جنوب مدينة حيفا، والتي تَبعُدُ عنها قرابة 24 كم، كانت مساحتها المبنية تبلغ حوالي 120دونم من مجمل أراضيها البالغة 14520 دونم.
كانت تحدها مجموعة قرى وبلدات هي: قرية كفرلام، قرية الفريديس، قرية الكبارة والبحر الأبيض المتوسط الذي كان يشكل حداً غربياً للقرية.
الموقع والمساحة
بُنِيَتْ الطنطورة على تلٍّ رملي يرتفع أقل من 25 م عن مستوى سطح البحر جنوب مدينة حيفا، والّتي تَبعُدُ عنها قرابة 24 كم، وتبلغ مساحة مجمل أراضيها 14520 دونم.
الحدود
كانت الطنطورة تتوسّط عدّة قرى وبلدات، هي:
- قرية كفرلام شمالاً.
- قرية الفريديس شرقاً.
- قرية الكبّارة جنوباً.
- البحر المتوسّط غرباً. إذ تشرف القرية على شاطئه، ويتبع لها مجموعة من الجزر الصغيرة.
سبب التسمية
بُنِيَت الطنطورة على أنقاض قرية كنعانيّة قديمة، كانت تسمى " دورا" والّتي لاتزال خرائبها قائمة حتّى اليوم شمالي القرية، على مر العصور بقيت هذه القرية تعرف باسم "دورا" إلى أن وقعت حروب ابراهيم بن محمد علي باشا مع العثمانيّين أواسط القرن التّاسع عشر، حينها اختار بعض الجنود المصريّين من "دورا" موطناً للاستقرار والعمل. كانت أصول معظم هؤلاء الجنود من قرية طنطا المصريّة، ومع مرور الوقت دُمِجَ كلا الاسمين (أي دورا وطنطا) ليصبح الطنطورة من ذلك الحين وحتّى يومنا هذا.
عائلات القرية وعشائرها
بناء على المرويات الشفوية، فإن العائلات المؤسسة للطنطورة الحديثة كانت: عائلة الدسوقي، آل يحيى، آل الهندي، وآل أيوب (إعمر) ثم بدأت العائلات الأخرى بالتوافد.
عملت هذه العائلات في صيد الأسماك والزراعة والتجارة البحرية مع سورية ولبنان. وفيما يلي معلومات عن جميع العائلات التي سكنت في الطنطورة عشية احتلالها؛
- الدسوقي: أصلهم من دسوق بمصر، قدموا إلى فلسطين في العهد المملوكي. في طيبة بني صعب عائلة تدعى الدسوقي نسبة إلى جدهم القطب الصوفي ابراهيم الدسوقي. غير معروف أن كان بين الطرفين علاقة قرابة. يقدر عددهم في الطنطورة قبل النكبة ب 600 نسمة، وهي أكبر عائلة في القرية. من وجهائهم شبيب الدسوقي، سليمان الدسوقي، نعيم الدسوقي وعبد الرحمن الدسوقي.
عبد الرازق اليحيى
2. آل يحيى: منهم عقاب الحاج محمود اليحيى الذي كان مقربًا للمفتي والمجلس الإسلامي الأعلى، برز من بينهم الفريق الركن عبد الرازق اليحيى الذي كان عضو منظمة التحرير الفلسطينية، من مواليد الطنطوة سنة 1929، توفي في عمان في 9 آذار 2020. هذا وما يزال بيت آل اليحيى قائمًا في الطنطورة وعلية كتابة تذكارية مؤرخة في غرة رمضان سنة 1299 هجرية.
3. الهندي كان زعيمهم الحاج داود الهندي مختارًا للطنطورة. إلى هذه العائلة ينتمي البروفيسور خليل الهندي الذي كان رئيس جامعة بير زيت في سنة 2011. وقد عرفت عائلات عربية كثيرة في العالم العربي بالهندي.
4. آل أيوب(إعمر): عرف منهم الحاج نايف الأيوب مختار الطنطورة في العهد العثماني، ومحمد أحمد إعمر. وهم اليوم في سورية والفريديس.
فرع من آل إعمر هاجر من الطنطورة إلى قيسارية وهؤلاء من أصل قبطي.
5. آل أبو الهنا: يعيشون اليوم في سورية. كان زعيمهم يدعى الحاج محمود أبو الهنا.
بروفيسور خليل هندي
6. آل دكناش (العرجا) اشتهر منهم مصطفى أحمد دكناش. وقد بدلوا اسمهم إلى العرجا في الفريديس خوفًا من أن يلاحقهم الجنود وذلك لمقاومتهم وانخراطهم في صفوف المقاتلين. لهم أقارب في كفر اللبد يعرفوا باسم برهوش. ويعتقد أن أصلهم من الهند.
7. آل الطنجة: اشتهر منهم في الطنطورة سعدي الطنجة ومحمود ومحمد ومصطفى الطنجة. قدمت هذه العائلة من مدينة طنجة في المغرب. ولهم رواية تقول إنهم من أعقاب الرحالة ابن بطوطة. ويسكنون اليوم في مخيم طولكرم وسورية. وفي الطنطورة ساحة كبيرة تدعى ساحة الطنجة.
8. آل الشورى: هذه العائلة من قرية إجزم. سكنوا حيفا والطنطورة، وأصلهم من مصر ولهم أقارب في الدقي بمصر. تعرف هذه العائلة بالصلاح والتقوى لذا كانوا شورى في الأحكام. يسكنون اليوم في مخيم اليرموك في سورية وبيروت وصيدا. ويتفرع من هذه العائلة آل محيي الدين.
9. آل أبو ندى: عرف منهم سليمان أبو الندى. يعيشون في سورية والأردن والفريديس.
10. آل العموري: يبدو أنهم من عمورية فلسطين. سكن قسم منهم في القدس ولهم فيها أعقاب. من وجائهم عيسى العموري.
عبد الله أبو شكر
11. آل العشماوي: من أكبر عائلات القرية. من زعامتهم رزق العشماوي، محمد العشماوي وخليل العشماوي. ويبدو أنهم جاءوا من مصر.
12. آل السمرة: السمرة لقب غلب على اسم العائلة الحقيقي (آل قنديل). أصلهم من مصر ولهم أقارب في قرية سيدنا علي. عرف منهم نايف محمد سمرة الذي كان سنة 1921 مختار أول في الطنطورة. اشتهر منهم في الطنطورة الوجيه داود السمرة. ومنهم الدكتور محمود داود السمرة وزير الثقافة في الأردن سنة 1991.
13. آل اليتيم: كان زعيمهم سليم اليتيم، وهم اليوم في سورية.
14. آل الحسن: عرف منهم محمود الحسن أبو غازي.
15. آل المصري: يعودون بأصلهم إلى مصر. من وجهائهم إبراهيم المصري، ونعيم المصري الذي كان من رجال ثورة 1939-1936 في لواء حيفا، وهو قائد فصيل تابع ليوسف سعيد أبو درة.
الدكتور محمد سمرة
16. آل الحلبي (الزراع): تعود أصولهم إلى حلب. كان زعيمهم محمود الحلبي (أبو صبري). منهم عبد الله الزراع. يعيشون اليوم في سورية.
17. آل الصباغ: عرف منهم العبد الصباغ، والحاج محمود الصباغ، وعيسى الصباغ. يعيشون منذ النكبة في مخيم طولكرم.
18. آل محمود: زعيمهم طه المحمود.
19. آل أبو ماضي: أصلهم من أجزم من بني هرماس وهناك مركزهم ومن زعامة آل ماضي في الطنطورة محمد الماضي (أبو يحيى).
20. آل أبو شكر: هم بطن من الأزد. زعيمهم في الطنطورة سليم أبو شكر الذي أعدم في 23 أيار/ مايو عام 1948 حيث ألقى الجنود اليهود القبض عليه بتهمة جلب أسلحة من سورية للمقاومة العربية. وقتل بدون محاكمة بالساحة العامة أمام شهود عيان.
21. آل خديش: وهم من أقارب آل ماضي. سكنوا في إجزم. برز منهم في الطنطورة درويش خديش. يسكنون في الأردن ومخيم اليرموك.
22. آل الفلو: عرف منهم محمد الفلو وموسى الفلو. يسكنون في مخيم اليرموك.
23. آل شرابي: عرف منهم في الطنطورة سليم شرابي. وعائلة شرابي سكنت في أماكن متفرقة من فلسطين اشتهر منهم المفكر الفلسطيني الدكتور هشام شرابي.
الحاج عيسى موسى الصباغ
24. آل أبو صفية: سميت هذه العائلة في الطنطورة بالعائلة المنكوبة وذلك بعد أن قتل من رجالها أحد عشر شخصًا في المجزرة. وهم يعيشون اليوم في مخيم اليرموك.
25. آل الزمر/ آل التاي: وهما عائلتان انقرضتا من الطنطورة.
26. آل محسن: عرف منهم نجيب أبو محسن، وهم من صرخد في بلاد الشام.
27. آل أبو عمر: يسكنون اليوم نابلس وسورية. كان زعيمهم رستم أبو عمر. ومن وجهائهم: محمد أبو عمر، حسن أيوب أبو عمر (سنة 1921).
28. آل عبود: عرف منهم علي أبو عبّود. ومنهم إبراهيم أبو عبود الذي استشهد في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 1938 في معركة أم الدرج بالقرب من إجزم.
29. آل أبو ناهية: عرف منهم سعيد أبو ناهية.
30. آل إدريس: استشهد من هذه العائلة ثلاثة أثناء المذبحة. كان زعيمهم يدعى عوض أبو إدريس.
31. آل العسلي. عائلة في الطنطورة.
32. آل البيرومي: عرف من رجالهم مصطفى البارومي (أبو رجب)، نمر البيرومي، ومحمود البيرومي.
32. البجيرمي: أصلهم من قرية بجيرم بمحافظة المنوفية بمصر. عرف منهم الشيخ الصوفي عبد الرحمن البجيرمي صاحب المقام الذي بجانب البحر في الطنطورة ومن أعقابه محمد أحمد محمود وسعد الدين، ويعود نسبهم إلى محمد بن أبي بكر الصديق.
33. آل أبو عايشة: عرف منهم محمد أبو عايشة. يعيشون اليوم في سورية.
34. آل أبو عجاج: سكنوا قديمًا قرية إجزم، وعرف منهم في الطنطورة علي أبو عجاج. وهم اليوم في مخيم اليرموك بسورية.
35. العمارنة: أصلهم من قرية عين غزال.
36. آل عبد المعطي: عرف منهم ذياب عبد المعطي. وهم اليوم في مخيم اليرموك.
37. سويدان: من عائلات الطنطورة. من وجهائهم محمد سويدان، أحمد سويدان وعبد الرحمن سويدان.
قرية قيساريا المحتلة المجاورة لقرية الطنطورة
38. آل الصعبية: أصلهم من قرية عين غزال، وقد عرف منهم علي الصعبي.
39. آل أبو قدورة: منهم مفلح أبو قدورة الذي استشهد في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 1938 في معركة أم الدرج بالقرب من إجزم.
40. الخطيب: منهم عبد الفتاح الخطيب الذي استشهد في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 1938 في معركة أم الدرج بالقرب من إجزم.
41. آل أبو هدبة: منهم يحيى أبو هدية الذي استشهد في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 1938 في معركة أم الدرج بالقرب من إجزم.
42. آل سلاّم: منهم طه الشيخ محمود.
43. آل أبو جاموس: منهم سعيد أبو جاموس.
44. آل عبد العال. من وجهائهم موسى عبد العال.
45. آل الزبيدي: قبيلة عربية يمنية الأصل. عرب الزبيدات يسكنون شمالي فلسطين.
46. آل أبو جيده: عرف منهم علي أبو جيده.
47. آل أبو صلاح: عرف منهم العبد أبو صلاح. يسكنون اليوم في سورية وفي الفريديس.
48. آل أبو جاموس: وهم من الحديديين في العراق. عرف منهم مصطفى أبو جاموس.
49. آل سبيتان: عرف منهم عيسى سليمان سبيتان. يعيشون في مخيم اليرموك بسورية.
50. آل مرجان: أصلهم من العراق. يعيشون في الفريديس وسورية.
51. أبو الهيجاء: أصلهم من عين حوض. ولهم أقارب في كوكب الهيجاء. وهم من نسل قائد من قادة جيش صلاح الدين الأيوبي.
52. سليمان: منهم رشيد السليمان الذي كان سنة 1921 مختارًا ثانيًا في الطنطورة.
53. الجمال: منهم يعقوب الجمال عضو هيئة الاختيارية سنة 1921.
والعائلات: الأطرش، الحاج درويش، الأفندي، الساري، شبيب، العيق، عبد الرازق، أبو شاب، حمدان، إطخيمر، أبو العينين، أبو مديرس، الشيخ محمود
الحياة الاقتصادية
عمل سكّان الطنطورة بالزّراعة، سواءً كانوا مالكي أراضي أو فلّاحين يقومون بأعمال التعشيب والحصاد والحراثة لدى الملّاكين، مقابل أجر مادي. قد زُرِع من أراضي الطنطورة حوالي 8325 دونم.
المحاصيل المزروعة في الطنطورة كانت ترتكز على المحاصيل الموسميّة أكثر من الأشجار المثمرة. فقد زرع أهالي القرية القمح، الذّرة البيضاء، الشّعير، السمسم، الحمّص، الفول، البازلاء، الخيار، البطاطا، البطيخ....الخ إلى جانب بعض الأشجار المثمرة كالزّيتون والحمضيات والصبّار والتوت والتين.
كان للصيد دور كبير في النشاط الاقتصادي، إذ امتهن بعض السكّان صيد الأسماك مستغلّين موفع القرية على البحر. كما اهتمّوا بتربية المواشي كالأغنام والأبقار والإبل والخيول والدّواجن.
التعليم
كان في القرية حتّى عام النّكبة مدرستان أحدهما: للذّكور بنيت عام 1889 ، كان أعلى صف فيها هو السّابع. وأخرى للبنات بُنِيت عام 1938 أعلى صف فيها هو الرّابع. إضافةً لوجود حلقات التّعليم في الكتاتيب، حيث كان نظام التّعليم الأكثر شوعاً في المدن والقرى الّتي كانت خاضعة للحكم العثماني، كان يقتصر التّعليم فيها على مبادئ القراءة والكتابة والحساب.
المجازر في القرية
مجزرة الطنطورة
كشف الباحث الإسرائيلي في تاريخ المذابح "الإسرائيليّة" بحق الشّعب الفلسطيني منذ النّكبة وحتّى اليوم آدم راز، في تقرير موسّع نشر في صحيفة "هآرتس" نهاية الأسبوع بالتوازي مع عرض فيلم وثائقي إسرائيلي عن مذبحة الطنطورة الّتي وقعت خلال حرب النّكبة، عن شهادات جديدة لجنود "لواء ألكسندروني" تبيّن أنّ عدد شهداء مذبحة الطنطورة يفوق مائتي شهيد، وليس فقط نحو 20 لقوا مصرعهم خلال الحرب، كما كان يدّعي الاحتلال “ الإسرائيلي”.
على الرغم من أنّ باحثاً إسرائيلياً يدعى تيدي كاتس، كان سبق الباحث راز في الكشف عن المذبحة بناءً على شهادات النّاجين الفلسطينيّين، وقدم بحثه لجامعة حيفا حيث نال عليه الماجستير. فإنّ راز، خلافا للباحث الأوّل، يعتمد في تقريره هذا الأسبوع على شهادات من جنود "لواء ألكسندروني"، الّذين نفذوا المذبحة، والّذين كانوا رفعوا قبل عشرين عاما دعوى قضائيّة ضد الباحث تيدي كاتس، نافين ارتكاب أي مذبحة، واضطر الأخير إلى الاعتذار في المحكمة “ الإسرائيليّة"، وسحبت الجامعة اعترافها برسالته.
كانت الحادثة هي الّتي دفعت المؤرّخ التقدّمي إيلان بابي، الّذي أشرف على رسالة كاتس، لترك جامعة حيفا، ثم ترك "إسرائيل" وانتقل للعيش في بريطانيا، وبدأ مشروعه الأكاديمي اللافت عن التّطهير العرقي في فلسطين.
من أبرز ما يكشفه الباحث راز هذه المرّة هو اعترافات للجنود أنفسهم بارتكاب المذبحة أولا، وتحديد موقع القبر الجماعي الّذي دفن فيه الشّهداء، والقول إنّه يقع اليوم تحت موقف السيّارات على الشاطئ المعرف بشاطئ دور، وهو مكان قرية الطنطورة المهجّرة. يستهل راز مقالته الجديدة بالقول إن جنود "ألكسندروني" يعترفون اليوم، وهم في التسعينيات من العمر، بما اقترفت أيديهم، وما كانوا نفوه قبل عشرين عاماً مع تفجّر قضية تيدي كاتس. قد يورد أولى الاعترافات في مقالته باسم الجندي " الإسرائيلي" موشيه ديامنط، إذ يقول: "أسكِتوا هذا الأمر، ممنوع الحكي، فمن شأن ذلك أن يسبب فضيحة كاملة. لا أريد الحديث عن هذا، لكنّه وقع. ما العمل؟ لقد وقع الأمر فعلًا".
جنود "الكسندروني" يعترفون اليوم وهم في التسعينات من العمر بما اقترفت أيديهم، وما كانوانفوه قبل عشرين عاماً مع تفجّر قضيّة تيدي كاتس
وفقاً لشهادة ديامنط، فقد تم إطلاق النّار على سكّان القرية مع انتهاء المعركة عبر رشاش نصف أوتماتيكي "من قبل إنسان متوحّش". لكنّه يضيف أنّه خلال المداولات بقضيّة تيدي كاتس، "تصرف الجنود وكأن شيئا لم يحدث، وقالوا لم نعرف.. لم نسمع. بالتّأكيد الجميع علموا، وكلّهم يعرفون بشأن ما حدث".
يورد الباحث “ الإسرائيلي” رواية جندي آخر يدعى ميخا فيطكون، تحدّث عن ضابط تقلّد لاحقا منصباً رفيعاً في وزارة الأمن، حيث قام بقتل عربي تلو الآخر بمسدّسه الشّخصي: "لقد كان ضابطاً منفلتاً، كانت هذه علامات انفلاته، فقد قتلهم لأنّهم رفضوا أن يكشفوا أين خبّأوا الأسلحة الّتي كانت بحوزتهم".
وضعوهم في برميل وأطلقوا النار عليهم
وصف أحد الجنود في روايته لآدم راز كيف تمّ قتل مجموعة أخرى من شهداء الطنطورة: "ليس مناسباّ قول ذلك، أدخلوهم في برميل وأطلقوا النّار عليهم. ما زلت أذكر منظر الدم في البرميل". وقال جندي آخر ببساطة: "لم يتصرّف المقاتلون كبشر في القرية"، قبل أن يعود ليلوذ بالصمت.
يكشف الفيلم، بحسب راز، الّذي كان معهده "عكيفوت"، الّذي يختصّ بتوثيق جرائم إسرائيل خلال حرب النّكبة، قد قدّم الاستشارة لمخرج الفيلم ألون شفارتس، "أنّه تمّ دفن ضحايا المذبحة في الطنطورة في قبر جماعي حفر خصيصا لهذه الغاية، وهو يقع تحت موقف السيّارات على شاطئ دور"، وهو الاسم الّذي منحه الاحتلال الإسرائيلي لشاطئ الطنطورة. إنّ عمليّة الدّفن استمرّت فترة طويلة. وفي نهاية شهر مايو/ أيار من العام 1948، تم توبيخ أحد القادة الميدانيّين في المكان لعدم إنهاء عمليّة دفن الضحايا. في التّاسع من يونيو/ حزيران، أرسل لقائد القاعدة المجاورة يبلّغه أنّه زار المكان وعاين القبر الجماعي في الطنطورة، ووجدت أن كل شيء على ما يرام.
تم دفن ضحايا المذبحة في الطنطورة في قبر جماعي حفر خصيصا لهذه الغاية، وهو يقع تحت موقف السيارات على شاطئ دور
ويبلغ طول القبر الجماعي 35 مترا وعرضه 4 أمتار.
يخلص المؤرخ آدم راز إلى القول، في ختام مقالته:"إنّ أحداث الطنطورة الدمويّة تلزم بمواصلة تمعّن هذه القضيّة، والحقيقة أنّه لم تعد ممكنة معرفة الحقيقة كاملة، لكن شيئاً واحداً يمكن تحديده بشكل كبير من اليقين، أنّه توجد تحت موقف السيّارات لأحد أجمل مواقع الاستجمام الإسرائيلية المعروفة والمحبوبة على شواطئ المتوسط، ضحايا إحدى أبرز المذابح".
المرجع
العربي الجديد / نضال محمد وتد: مذبحة الطنطورة: قبور جماعيّة تحت موقف سيّارات على شاطئ البحر.
احتلال القرية
كانت الطنطورة من أواخر قرى قضاء حيفا الّتي سقطتْ بيد الصهاينة، هاجم جنود لواء "اسكندروني" الطنطورة من الجهات الأربع ليلة 23 من أيار/
مايو 1948، قاوم الطناطرةُ الهجوم إلى أنْ نَفِدَتْ ذخائرهم، وسقطت القرية بيد الصهاينة صبيحة ذلك اليوم. أسفر الهجوم عن مجزرة جماعيّة بشعة بحق
سكّان القرية.
اختلفت الروايات العربية والإسرائيلية حول عدد شهداء مجزرة الطنطورة، ولكنَّ مجمل الأعداد الّتي ذكرها الطرفان تتراوح ما (200 و250) شهيد.
أمثال من القرية
1- أول هبال تنزل على السوق بلا مال.
2- ثاني هبال تهد على الرجال بدون رجال.
الباحث والمراجع
المراجع