تاريخ القرية - الكابري - قضاء عكا

في أواخر القرن التاسع عشر كانت الكابري قرية مبنية بالحجارة وفيها 400 نسمة وقد غرس سكانها المناطق المجاورة أشجار التين والزيتون والرمان والتوت والتفاح وكانت القرية معروفة بينابيعها كعين المفشوح وعين فوار وعين العسل وعين كابري التي كانت تضخ معا ما مجموعه 8,6 ملايين متر مكعب سنويا وهذا ما جعلها من أهم مصادر مياه الشرب في فلسطين والمصدر الأساسي لها في قضاء عكا وقد بني بعض قنوات المياه التي كانت تجلب المياه منها الى عكا في العصر الهلنستي وبنيت قناتان في القرن التاسع عشر للغرض ذاته من قبل حاكمين متتاليين من حكام عكا. هما : احمد باشا الجزار سنة 1800 وسليمان باشا في سنة 1841.

خلال الانتداب البريطاني كانت منازل القرية مبنية بالحجارة والاسمنت أو بالحجارة والطين أو بالاسمنت المسلح وكان سكانها جميعهم من المسلمين وكان لها مسجدها الخاص ومدرسة ابتدائية للبنين وكان اقتصادها يعتمد على الزراعة وتربية الحيوانات في 1944 1945 كان ما مجموعه 743 دونما مخصصا للحمضيات والموز و140576 دونما للحبوب و 5278 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين منها 540 دونما غرست فيها أشجار الزيتون وخلال النصف الثاني من فترة الانتداب كان بعض سكان الكابري يربي المواشي .

كانت القرية مبنية فوق موقع اثري واسع يمتد الى الجنوب الغربي نحو القريتين التوأمين : النهر والتل وقد أصبحت هذه المنطقة آهلة أول مرة في سنة 3200 قبل الميلاد تقريبا حين احتل الفرس المنطقة وكان في الموقع أسس أبنية وقطع من الفسيفساء ومقابر منحوتة في الصخر وكان الى جانب القرية خربة فيها بقايا بناء مربع مبني بالحجارة المنحوتة وصهاريج للمياه محفورة في الصخر.

الكابري عام 1872م

كان لواء عكا عام 1872م حسب السالنامة والوثائق الرسمية العثمانية مقسم إلى خمسة أقضية هي :

1ـ قضاء عكا .

2ـ قضاء حيفا .

3ـ قضاء الناصرة .

4ـ قضاء صفد .

5ـ قضاء طبريا .

وهذه الأقضية مقسمة إلى نواح وكانت صفد مقسمة ناحيتين  :

1ـ ناحية جبره ويتبعها (25) قرية .

2ـ ناحية الجبل ويتبعها (13) قرية وكانت الكابري ناحية الجبل وبيوتها المعمورة (67) بيتاً بالإضافة إلى (8) بيوت للعزاب (الغير متزوجين) ، وقرى ناحية الجبل في قضاء صفد هي : ترشيحا ، سحماتا ، كفر سميع ، أم الفرج ، البقيعا ، سعسع ، بيت جن ، حرفيش ، قرية نبي الله سبلان ، دير القاص ، فصوله ، معين ، كابرة (الكابري) .

الكابري في القرن السادس عشر الميلادي

تكمن أهمية الوثائق العثمانية القديمة باعتبارها شاهداً على حقبة زمنية من تاريخ هذا الوطن وتفيد هذه الوثائق أن الكابري كانت عامرة بأهلها مزدهرة بزراعتها لخصوبة أراضيها وهي من القرى الدافعة لضريبة الزراعة واشتهرت بزراعة القمح والشعير والسمسم والقطن والذرة والمزروعات الصيفية والاشجار المثمرة .

وكانت الكابري في تلك الفترة خصوصاً أعوام 1549م عدد البيوت المعمورة (10) بيوت وفي عام 1563م أيضاً عشرة بيوت في عام 1596م/1597م كانت (10) بيوت وللأهمية قمنا بزيارة لشيخ الجغرافيين الفلسطينيين العلامة الدكتور كمال عبد الفتاح جبر في مدينة جنين وسألناه عن قرية الكابري فقال : انها قرية يكفي عيون الماء فيها التي كانت تسقى مدينة عكا أما عن تاريخ القرية عام 1596-1597م إرجع إلى الكتاب : ( الجغرافية التاريخية لفلسطين وجنوب سوريا وشرق الأردن) الذي طبعناه عام 1977م تجد فيه ما يسرك وجاء فيه : أن قرية الكابري كتبت (كابرا) وكانت تتبع ناحية عكا لواء صفد وكان عدد أرباب الأسر الدافعة لضريبة الزراعة عشرة وعدد البيوت المعمورة عشرة وقيمة الضريبة الزراعية (25%) وقيمة ضريبة القمح (الحنطة) (780) أقجة والأقجة عملة عثمانية قديمة صنعت من الفضة وكانت غالية وعالية الثمن وهي العملة المشهورة في تلك الفترة وكانت ضريبة الشعير (240) أقجة وضريبة المحاصيل الزراعية من مقاثي البطيخ والشمام والذرة والسمسم والخضار والمحاصيل الصيفية كانت (240) أقجة وكانت الضريبة الناتجة عن زراعة القطن هي (200) أقجة ودفعت القرية ضريبة على الماعز والنحل بقيمة (40) أقجة .