احتلال القرية - القسطل - قضاء القدس

         في ليلة 3 -4 نيسان/أبريل 1948، تمكنّت قوات "البلماح" الصهيونيّة من احتلال قرية القسطل، وذلك في إطار تنفيذ عمليّة "نحشون"، وهي العمليّة الأولى من خطة التطهير العرقي للفلسطينييّن الّتي وضعتها قيادة "الهاغاناه"، وعُرفت باسم "خطة دالت". وكان الهدف المحدد لعمليّة نَحْشون احتلال القرى الفلسطينيّة الواقعة على طرفي طريق يافا - القدس. و"تطهيرها" من سكانها الفلسطينييّن، بما يضمن إمكان وصول القوّات اليهوديّة من السّاحل إلى القدس، وفي الوقت نفسه شقّ الجزء الأوسط من الدولة المخصصة للفلسطينييّن بموجب خطّة التقسيم. وفي يوم احتلال القرية، كان قائد قوات الجهاد المقدّس، عبد القادر الحسيني، مجتمعاً في دمشق بأعضاء اللّجنة العسكرية لفلسطين التابعة لجامعة الدول العربية يطلب إمداد قواته بالسّلاح، لكنّه لم يحصل منهم سوى على القليل منه، وسارع بالعودة به لإنقاذ قرية القسطل، وقاد هجوماً مضاداً استشهد خلاله في 8 نيسان/أبريل على أرضها. بيد أن قوات "البلماح" أعادت احتلالها والسّيطرة عليها في اليوم التّالي، وذلك بالتزامن مع هجوم منظمتي "شتيرن" و"الإرغون" الإرهابيتين، بالاشتراك مع وحدات من "البلماح"، على قرية دير ياسين، وهو الهجوم الّذي أسفر عن احتلال القرية، وارتكاب مجزرة بشعة فيها، ذهب ضحيّتها مئة فلسطيني ونيف. ولم تكن دير ياسين القرية الفلسطينيّة الأولى الّتي تعتدي عليها القوات الصهيونيّة أو تحتلها أو تطرد سكانها منها، بل تبعها أيضاً خلال السّنة نفسها نحو 400 قرية دمّرت وسويت منازلها بالأرض، ووزعت أراضيها ومزارعها على سكان المستعمرات اليهوديّة الّتي أنشئت على أنقاضها. ولكن أكثر ما يميّز المجزرة الّتي حلّت بهذه دير ياسين هو تباهي قادة "شتيرن" و"الإرغون" أمام ممثلي الصحف والإذاعات الأميركيّة من خلال مؤتمر صحافي دعوا إليه مساء يوم المجزرة بنصرهم العسكري وبقيامهم باحتلال أوّل قرية فلسطينيّة.

    في مطلع كانون الثّاني/ يناير 1948، عاد عبد القادر الحسيني إلى فلسطين بعد نفي دام عشرة أعوام، وبدأ تنظيم المقاومة الفلسطينيّة ضد التقسيم المفروض على فلسطين. هنا نراه واقفاً في الوسط، وإلى يمينه نائبه المناضل كامل عريقات، وحولهما عدد من المناضلين، منطقة القدس، شباط/ فبراير 1948. الجالس أمام الشّهيد عبد القادر، هو الشّهيد البطل إبراهيم أبو ديّة. 

   في ليلة 7 ـ 8 نيسان/ أبريل، وبقيادة عبد القادر الحسيني (أنظر الصورتين 253، 396)، قامت قوات الجهاد المقّدس الفلسطينيّة بهجوم مضاد لاسترداد القسطل. نرى في الصورة الفلسطينيين وهم يقومون بالهجوم المضاد.