معلومات عامة عن ساريس / سيريس - قضاء القدس
معلومات عامة عن قرية ساريس / سيريس
قرية عربية تقع على نحو 15 كم غربي القدس* قرب الطريق المتفرقة من طريق القدس – يافا والممتدة نحو بيت محسير*. ولعل اسم القرية تحريف لسيريس ربة الغلال. فإن صح ذلك على غنى المنطقة منذ القديم.
يحيط بالقرية عدد من الخرائب مثل خربة الزعتر وخربة زنقلة. وترتفع ساريس نحو 700 م عن سطح البحر فيرى الناظر منها البحر. وتحيط بها أحراج تزيد في جمالها وتمنحها سحراً طبيعياً وهواء نقياً.
معظم بيوت القرية من الحجر، واتخذ مخططها شكلاً قوسياً يتناسب مع طبيعة الأرض الجبلية. وقد ضمت مسجداً في وسطها وبعض الحوانيت. وكان السكان بشربون من عيون مجاورة ويستعملون الآبار* لجمع مياه الأمطار.
بلغت مساحة الأراضي التابعة للقرية 10.699 دونماً لا يملك الصهيونيون منها سوى 123 دونماً. وتجاور أراضيها أراضي بيت محسير التي تقع في نهاية الطريق المتفرعة من طريق القدس – يافا. وقد ساعد نوع التربة* واعتدال المناخ* على نشاط الزراعة فيها. وأشهر المزروعات الزيتون الذي تغطي أشجاره مساحة 415 دونماً.
كان عدد سكان ساريس في عام 1922 نحو 313 نسمة، وارتفع إلى 470 نسمة عام 1931، وصل عام 1945 إلى 560 نسمة. وكان عدد الإناث يزيد على عدد الذكور بسبب تيار الهجرة الذي كان يحتل معه بعض ذكور القرية.
احتل اليهود القرية في 17/4/1948 ودمروها وأجبروا سكانها على الهجرة. وقد أقاموا في العام نقسه مستعمرة “شوريش” على موقع شيخ الأربعين في ظاهر ساريس الجنوبي. وبنوا في عام 1950 مستعمرة أخرى على أراضي القرية العربية إلى الشرق من شوريش سموها “شوئيفا”.
.
الحدود
تحدّها القرى والبلدات التالية:
الشمال : بيت ثول
الشمال الغربي: دير ايوب
الغرب: بيت محسير
الجنوب: كسلا
الجنوب الشرقي: خربة عمور
الشرق: ابو غوش
أهمية موقع القرية
كونها مرتفعة ومطلة على البحرر " ليس مباشرة" ولكن ممكن رؤية البحر منها، هواؤها عليل ولطيف كان يوصف علاجا من بعض الأطباء.
سبب التسمية
سميت قرية ساريس بهذا الاسم لسببين وهم :
- لكثرة اشجار السيريس التي تنموا في اراضيها ويؤيد ذلك غناء النساء في الأعراس: وعريسنا يا ناس مثل مطرق السيريس
- اسم القرية تحريف ل (سيريس ) الرومانية ربة الغلال ويؤيد هذا القول خيرات القرية المتعددة وعليل هوائها
السكان
يقال إن اصل سكان القرية من العلا في الحجاز وجدهم أحمد الحربي الذي أنجب أربعة من الأولاد هم حمد وحماد وجحجوح وفيالة .ومن العائلات التي سكنتها عائلة بدر وعودة الله وعدوان وعامرية وابراهيم ومتخ . كان عدد سكان القرية يوم احتلالها يزيد عن 650 نسمة أصبحو اليوم في مناطق اللجوء حوالي 5000نسمة يتوزعون في الضفة الغربية وغزة وشرق الأردن . كان سكان القرية يمارسون زراعة الزيتون والتين والعنب والحبوب وكانوا يربون الماشية والنحل .
الاستيطان في القرية
في سنة 1948، أقيمت مستعمرة شوريش على بعد كيلومتر واحد جنوبي غربي الموقع. أما مستعمرة شوإيفا، التي أنشئت في سنة 1950 فتبعد 500 متر إلى الشمال الشرقي. وكلتا المستعمرتين مبنية على أراضي القرية.
الحياة الاقتصادية
كانت بلدة حيوية، ووضعها الاقتصادي كان جيدا، وكانت تجلب العاملين من القرى المجاورة، بسبب وجود 8 كسارات حجر بها، كما أنها اشتهرت بتربية النحل ووجود العسل...
الخرب في القرية
1- خربة العلقة.
التاريخ النضالي والفدائيون
عندما هاجمت القوات الصهيونية بعصابتها المسلحة القرية في عام 1948م تصدى لهم رجال المقاومة المحلية وجيش الانقاذ الذي تكون من متطوعين عرب ولكن هذه المقاومة العنيفة لم تكن لتكفي لصد هجمات العصابات الصهيوني فاحتلوها ومارسوا فيها سياسة التطهير العرقي فهدموا بيوتها وشردوا أهلها وأقاموا مغتصبات صهيونية على أرض القرية مغتصبة شوريش ومغتصبة شو أيفا . كان في القرية مدرسة ومسجدا في القرية ولكن القرية بعد الاحتلال صارت كتلا من الحجارة وأشجار الزيتون والخروب والأشواك وغيرها .
تاريخ القرية
كانت القرية تنهض على نجد مرتفع يمتد في اتجاه شمالي - جنوبي ثم ينحدر بشدة عند طرفه الشمالي مشرفا على طريق القدس- يافا العام. وكانت القرية تشرف أيضا على بقاع واسعة من الجهات كلها، ولا سيما من جانبها الغربي حيث كان من الممكن رؤية الرملة واللد بالعين المجردة. وكانت الغابات المحيطة بالموقع تضفي مزيدا من الروعة على جمال المشهد. في سنة 1596، كانت ساريس قرية في ناحية القدس (لواء القدس)، وعدد سكانها 292 نسمة، يؤدون الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون والفاكهة والخروب، بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل والكرمة.
في أواخر القرن التاسع عشر كانت ساريس تقع على قمة تل، وكانت أشجار الزيتون مغروسة عند أسفل القرية وكانت القرية مبنية على شكل هلال يتلاءم واستدارة الموقع، وكان معظم منازلها حجريا. أما سكانها فكانوا من المسلمين، وكان يتوسط مركز القرية مسجد وبضعة دكاكين. وكان السكان يتزودون ما يحتاجون إليه من مياه الاستخدام المنزلي من الينابيع والآبار، وكانوا يعملون أساسا في الزراعة. في 1944\1945 كان ما مجموعه 3677 دونما مخصصا للحبوب، و366 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكان في الموقع عدة خرب.
كانت القرية من القرى التي عاشت الفترة الاسلامية بمختلف دولها حتى الغزو الصليبي ثم تحريرها من قبل الأيوبيين ومن ثم عاشت ضمن الدولة المملوكية ثم انتقلت كما سائر فلسطين للحكم العثماني وكانت في القرن التاسع عشر قرية مزدهرة وتدفع الضرائب للدولة العثمانية ، وفي مطلع القرن العشرين وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ووقوع فلسطين تحت الاحتلال البريطاني في العام 1920 م بموجب اتفاقية سان ريمو بقيت خاضعة لهم
احتلال القرية
دمرت ساريس في أواخر عملية نحشون (أنظر بيت نقوبا، قضاء القدس). ويفيد ( تاريخ الهاغاناه) أن احتلالها جرى في 13 نيسان \ أبريل 1948، في حين ذكرت مصادر أخرى أن الهجوم شن بعد عدة أيام من ذلك التاريخ في 16 نيسان\ ابريل. ومهما تكن الحال، فقد سجل جيش الإنقاذ العربي في الشهر اللاحق وقوع هجوم على قرية بيت سجل جيش الإنقاذ العربي في الشهر اللاحق وقوع هجوم على قرية بيت محسير المجاورة، في 9 أيار\ مايو، وأن الهجوم ( أخفق عند قرية ساريس). ويبدو، إذا أن القرية وإن دمرت في هجوم أواسط نيسان\ أبريل- يقول المؤرخ الفلسطيني عارف العارف إن 35 منزلا قد خربت- فإن قوات الهاغاناه لم تحكم سيطرتها عليها، ولذلك ظلت القرية بعدئذ على خطوط الجبهة. وقدرت صحيفة (نيورك تايمز) عدد المنازل المدمرة ب25 منزلا، إضافة إلى مسجد القرية ومدرستها. كما ذكرت مقتل 7 من العرب على يد قوة الهاغاناه الخاصة، المؤلفة من 500 جندي، والتي هاجمت القرية في الصباح الباكر مستخدمة مدافع الهاون والرشاشات الخفيفة قبل الانسحاب. وورد في أحد البلاغات الصادرة عن الهاغاناه أن الكتيبة بقيت في القرية خمس ساعات، فجرت في أثنائها 25 بناء وأحرقت أبنية أخرى. وأقر البلاغ باحتمال وقوع بضع إصابات بين النساء، مصرا على أن السكان أجلو عن القرية عند بدء الهجوم. كما أن الهاغاناه زعمت أن قواتها صادفت جنودا سوريين في القرية، وهذا زعم مستبعد جدا. وقد استشهد بني موريس برسالة بريطانية رسمية عاجلة أسلت في وقت لاحق من ذلك الشهر يفهم من تضميناتها أن سكان ساريس فروا من جراء مجزرة دير ياسين المجاورة (قضاء القدس) التي وقعت في 9 نيسان\ أبريل.
قبل الاستيلاء على القرية بوقت قصير، أي في 13 نيسان\ أبريل، كتب قائد الهاغاناه يسرائيل غاليلي إلى يوسف فايتس، أحد كبار المسئولين الرسميين في الصندوق القومي اليهودي، طالبا إنشاء مستعمرة في ساريس (بأسرع وقت ممكن). و اسنتادا إلى موريس فقد قال غاليلي إن إنشاء المستعمرات في هذا الموقع وفي سبعة مواقع أخرى أمر (ضروري للأمن). وقد دعت خطة الصندوق القومي اليهودي، التي قدمت في 20 آب \أغسطس، وبناء مستعمرة في الموقع، وفي وقت لاحق من تلك السنة، دشنت مستعمرة شوريش.
القرية اليوم
تغطي الأنقاض الحجرية الموقع اليوم، وتشاهد القضبان الحديدية الناتئة من السقوف المنهارة. وثمة في الموقع عدة آبار مفتوحة، وبضعة كهوف. وينبت في الموقع عدد كثير من الأشجار، ضمته السرو والتين واللوز. وفي الجانب الشرقي من المنحدر. وتقع مقبرة القرية المحاطة بالأشجار جنوبي غربي الموقع، وفيها بضعة قبور كبيرة يحيط بواحد منها سياج صغير غير مسقوف وتنتصب شجرة لوز وسط المقبرة. وقامت شبيبة الصندوق القومي اليهودي في جوهانسبورغ في جنوب إفريقيا بغرس غابة شوريش في المنطقة، تيمنا باسم المستعمرة الإسرائيلية وغرست غابة أخرى في المنطقة أيضا برعاية مركز اليهودية الأوروبية وهي مهداة إلى طائفة من أعيان اليهود.
الباحث والمراجع
المراجع:
1- مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج8، ق2، بيروت 1974
2- كي لا ننسى: وليد الخالدي
3- موقع ذاكروت
4- المصور عبد الله أحمد https://www.facebook.com/profile.php?id=100027421749402
5- الباحث والمؤرخ ظافر البزور https://www.facebook.com/zafr.albzwr