احتلال القرية - الزَنْغَرِيَّة / زحلق - قضاء صفد

ورد في كتاب " كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها" للمؤرخ وليد الخالدي نقلاً عن مصادر عبرية: أنه في 4 أيار/مايو 1948، شنت وحدات الهاغاناه، وتحديداً الكتيبة الأولى للبلماخ هجوم في سياق ما أسموه عملية مطْأَطي (المكنسة) جزء من عملية "يفتاح" التي استهدفت احتلال مدينة وقرى صفد،  وكانت غاية هذا الهجوم (تطهير) المنطقة الواقعة إلى الشرق من صفد والقريبة من نهر الأردن. وكانت الأوامر الصادرة إلى قادة سرايا البلماخ، قبل العملية الفرعية، تقضي تخصيصاً بوجوب مهاجمة قرى الزنغرية والطابغة وعرب الشمالنة، و(طرد سكانها ونسف منازلهم). بحسب ما يذكر المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس، مع اقتراب طوابير البلماح من هذه القرى فرّ سكانها شرقاً إلى سورية؛ وفي اليوم التالي، نسف الجنود المهاجمون أكثر من خمسين منزلاً في الزنغرية وغيرها من القرى. وقد أكدت برقية مرسلة من قائد جيش الإنقاذ العربي إلى القيادة العليا في سورية أن الزنغرية احتلت في 4 أيار/مايو، وأضافت أن احتلال القرية أُتبع بهجوم على صفد.

وكتبت (نيويورك تايمز) في ذلك الحين: (في هذه العملية [عملية المكنسة] نشرت القوات "الإسرائيلية" الارتباك في صفوف سكان بلدات الجليل العرب، ودفعت المدنيين العرب إلى التسابق نحو الحدود اللبنانية والسورية). وقد بلّغَتْ السلطات السورية البريطانيين أن هذا الهجوم وحده أسفر عن دخول 2000 لاجئ جديد إلى أراضيها، وبعد مرور أسبوع على الهدنة الأولى في الحرب، نقلت (نيويورك تايمز) عن مسؤولين سوريين قولهم إن القوات "الإسرائيلية" خرقت، في 17 حزيران/يونيو، وقف إطلاق النار بإضرامها النار في الزنغرية، وربما كان ذلك إكمالاً لتدمير القرية.