احتلال القرية - المَالِكِيَّة/ من القرى السبع - قضاء صفد

انتقت المالكية خمس مرات بين أيدي الأطراف المتحاربة خلال حرب عام 1948 في الفترة الممتدة من  شهر أيار إلى شهر تشرين الأول 1948، فقد احتلتها وحدات من البلماخ في أواسط أيار قبل نهاية الانتداب البريطاني، و يقول المؤرخ الفلسطيني هاني الهندي إن القرية كانت أصلاً في يد فوج اليرموك الثاني من جيش الإنقاذ العربي. وكان الفوج بإمرة المقدم أديب الشيشكلي الذي صار رئيساً للجمهورية السورية فيما بعد، وهو يذكر أن البلماخ استولى على المالكية ليل 12 أيار /مايو، وأن القوات العربية استردتها في اليوم التالي واستناداً إلى الهندي لم تسترجع القوات اليهودية القرية ثانيةً إلا في أيار/مايو.

من ناحية أخرى ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن الجنود الصهاينة أنزلوا في القرية يوم 15 أيار انتهى الانتداب البريطاني، وقد سارعت قوات الجيش اللبناني إلى اجتياز الحدود وتمكنت من استرداد السيطرة على المالكية، في وقت لاحق من ذلك اليوم بعد ذلك زعمت الهاغاناه أنها قتلت 200 جندي لبناني في أثناء القتال حول القرية وفي 20 أيار/ مايو قامت القوات الصهيونية باقتحام منطقة المالكية وذلك استناداً الى مصادر عبرية نقلت وكالة إسوشييتد برس عنها بعد أسبوعين تقريباً ابتكرت الهاغاناه خدعة متطورة لاحتلال القرية من جديد. فبدأت أولاً بشن هجوم على حامية القرية المؤلفة من جنود الجيش اللبناني، بحيث يضطرون إلى طلب التعزيزات ثم تسلل رتل "إسرائيلي" داخل الأرضي اللبنانية مستخدماً طريقاً مجاورة، وقارب القرية من الوراء زاعماً أنه رتل التعزيزات اللبنانية، ويقول تاريخ حرب الاستقلال: "سارت القافلة في طريقها بأمان، ومرت بعدة قرى لبنانية واستقبلها السكان بسرور معتقدين أنها قافلة لبنانية" وقد التقيت، وهي في الطريق التعزيزات اللبنانية الحقيقية و باغتتها بهجوم كاسح أخير هاجمت القافلة المالكية و استعادت السيطرة عليها في الساعات الأولى من صباح 29 أيار /مايو، و تذكر الرواية الصهيونية أن القافلة وجدت القرية خالية "وباستثناء قتلى العدو وكمية كبيرة من الذخيرة و بضعة مدافع هاون فرنسية الصنع، لم يبق في الكمان شيء".

تختلف الروايتان العربية والصهيونية أساساً في التواريخ المذكورة للمعارك الأولية، إلا إن الروايتين تتفقان على أن القرية كانت في يد الصهيونيين في نهاية أيار/مايو 1948، ومع ذلك فإن معركة المالكية لم تنتبه إذا أن الجيش اللبناني نجح بعد نحو أسبوعين في 7 حزيران/ يونيو، في استيراد القرية و التمسك بها مدة الصيف كله من ناحية أخرى كانت القرية واقعة في الركن الشمالي الشرقي من المنطقة التي شملتها عملية "حيرام"، وقد نفذت قوة مختلطة مستمدة من أربعة ألوية "إسرائيلية"، عملية لاستعادة السيطرة عليها ومرة أخرى، أخذت المالكية مباغتة. ويروي (تاريخ حرب الاستقلال): أنها كانت حصينة في وجه هجوم يشن عيها من ناحية الشرق، لكن الكتيبة التاسعة من لواء شيفع (السابع) قاربتها من الجنوب وهاجمتها تحت غطاء جوي من الطائرات الحربية "الإسرائيلية" مستولية على القرية بسهولة في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 1948، ولئن كان بعض سكانها عاد فإنه هرب على ما يبدوا في أثناء هذا الهجوم الأخير استناداً الى المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس.