تاريخ القرية - قَدَسْ/ قادش/ من القرى السبع - قضاء صفد

قَدَسَ هي قرية عربية أنشأت في موقع كنعاني قديم كان يحمل اسم "قادش"، وقد ذكرها الرومان في موؤلفاتهم باسم "Cadasa" وأنها بلدة تتبدة لمدينة صور اللبنانية.

وعن القرية في العهد العربي الإسلامي فيذكر المؤرخ مصطفى الدباغ ونقلاً عن مجموعة من المصادر التاريخية، فيذكر أن صاحب أحسن التقاسيم، يذكرها في القرن العاشر الميلادي بأنها: "مدينة صغيرة على سفح جبل، كثيرةُ الخير، بهل ثلاث عيون، شربهم منها (يقصد أهالي القرية)، وحمّامهم واحد تحت البلد، والجامع في السوق، فيه نخلة، وهو بلد حار، ولهم بحيرة على فرسخ تصب إلى بحيرة طبرية".

وفي القرن التاسع عشرن زار قَدَس وناحيتها الرحالة "إدوارد روبنسون"، وهذا ما كتبه عنها: "وصلنا إلى نجد قَدَس، فكان إلى يسارنا مرتفع عليه خرائب اسمها (خُرَيْبَة)، سرنا لزيارة الخرائب.... اقتربنا من أسفل التل فوجدنا معصرة زيت قديمة، صعدنا من الجهة الشمالية فإذا على مسافةٍ قليلة فوق أسفل التل ضريح مُصَان... وصلنا أعلى التل، كان المكان مرتفع والمنظر فيه فسيح، يشرف من الجنوب على وادي حنداج العميق الوعر، ومن الشمال سهل قَدَس وبحيرة الحولة والسهل".

ويتابع: " تركنا قمة التل ونزلنا باتجاه الشمال الغربي من طريق قَدَس، تابعنا السير وسط السهل وترجلنا على ينبوع قَدَس الشمالي، ولكننا لم نصعد إلى القرية.

تقع قَدَس على حرفٍ عالٍ يبرز باتجاه بين الشرق والجنوب الشرقي من الآكام الغربية، موقع قَدَس جميل، ماؤها غزير، ومحاطة بسهول خصبة، ويعتقد أهالي الإقليم أن ماء الينبوعين غير صحي، في رحلتنا السابقة عام 1838 قيل  لنا أن القرية كانت مهجورة، ولكن في العام 1844 وجدها الدكتور سميث آهلة بقوم من حوران، جاؤها قبل بضعة أشهر".

وفي خطط جبل عامل، يذكرها: "قَدَس بلد قديم، فيه آثار عادية، وأبنية محكمة بأحجار ضخمة وعين جارية، وظهرت فيه بهذه السنين عين أخرى غربي الأولى بقناة عميقة تحت الأرض مبنية بالصخور حتى تخرج على وجه الأرض... أرض متسعة خصبة، وفيها كثير من أشجار الزيتون... وفيها بيوت يسكنها فلاحون... كانت من أعمال صور ثم ألحقت بفلسطين".