احتلال القرية - طَيْطَبَا - قضاء صفد

كانت بلدة طيطبا قبل النكبة 1948م وادعة مطمئنة عامرة بأهلها أراضيها خصبة بمزروعاتها وأشجارها وأهلها يملكون أراض واسعة وكلهم مالكون لها ومع بداية عام 1948م بدأت المناوشات مع مستعمرة عين زانتين أراضيها قريبة من أراضي القرية من جهة الجنوب وبدأ أهالي القرية في حراسة قريتهم بما يملكون من وسائل دفاعية بسيطة وجاء جيش الإنقاذ لمساعدة أهالي طيطبا وأصبحت مناوشات يومية مع مستعمرة زانتين وهم من يفصلوا تلك المناوشات ، وقوات الانتداب البريطاني تأتي إلى القرية وتحاصرها وأحياناً تفرض منع التجول بحجة أن القرية تحوي على متطوعين عرب جاءوا لمساعدتهم 

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن دورية بريطانية قامت في 12/2/1948م بمهاجمة القرية فتصدى لها ثلاثة من المتطوعين فتركت المكان ثم أرسلت تعزيزات بريطانية وانتهى بدن خسائر تذكر ، ثم قامت قوات الهاغاناة بالهجوم على القرية بالرشاشات ولم تحدث إصابات وأصبحت المناوشات شبه يومية مع مستعمرة عين زانتين من أجل ذلك قام أهالي طيطبا بشراء السلاح والذخيرة بكل الأثمان ومعظمهم باعوا القمح والشعير والأغنام والأبقار وآخرون باعوا ذهب نسائهم واشتروا البنادق والذخيرة حتى أصبح لكل عائلة من يدافع عن منطقته وطبعا كان هذا السلاح من الصمود وفعلاً صمد أهالي طيطبا مع المتطوعين معهم وكان أهالي البلدة شديدي التعلق بأرضهم ووصل إليهم قوات جيش الإنقاذ لأن المستوطنين معهم الهاغاناة بدأت يستخدمون القصف المدفعي والقذائف وأهالي طيطبا صامدين على الرغم من وقوع خسائر وإصابات بين الأهالي حتى أن قوات جيش الإنقاذ والمتطوعين أقنعوا أهالي البلدة بإخراج النساء والأطفال من البلدة لشدة القصف المدفعي وفعلاً خرجوا إلى قرية الرأس الأحمر وقسم إلى قرية الجش وبقي الرجال والمتطوعين صامدين في طيطبا . بعد صمود الرجال ومن معهم من المتطوعين وقوات جيش الإنقاذ ازداد القصف المدفعي على القرية وبشكل يومي لكن في نهاية شهر نيسان اشتدت المعارك وازداد عدد الشهداء والجرحى في صفوف قوات الإنقاذ والمتطوعين ورجال القرية وعلى الرغم من ذلك صمدوا لكن علموا أن القوات الإسرائيلية ستقوم بهجوم كبير فانسحب الجميع وفعلاً نفذت العملية العسكرية ضد البلدة ليلة الأول من أيار 1948م وهم على علم أن المدافعون عن طيطبا ما زالوا فيها ودمروا عدداً من بيوت القرية ، وبعد هذه المعركة لم يبقى في القرية أحد وخرجوا إلى القرى الشمالية مشياً على الأقدام تاركين أعز ما يملكون الأرض وكان الجميع ينامون تحت الأشجار والكهوف حتى وصلوا إلى قرى جنوب لبنان تائهين لا حول لهم ولا قوة يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ... إنها نكبة .

فعلاً كان الوضع كارثياً على أهالي طيطبا بل كل المهجرين من قراهم ومدنهم فقد حفرت النكبة في نفوسهم الكثير من الآلام آلام الوطن المسلوب والشعب المنكوب.تم الاستيلاء على القرية بتاريخ 1 أيار عام 1948. ويقول المؤرخ الفلسطيني نافذ نزال أيضاً: إن ((سكان طيطبا كلهم تقريباً)) هربوا في بداية أيار/مايو، من جراء الحوادث الدامية التي جرت في قرية عين الزيتون.